الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدن مقدسة

احمد عبدول

2019 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


شهدت محافظة النجف مؤخرا تظاهرات حاشدة انطلقت من مجسر ثورة العشرين باتجاه المدينة القديمة وقد تقدم الحشود محافظ النجف وقائد شرطتها وعدد من رجالات الدين للمطالبة بضرورة اقرار قانون قدسية النجف الذي يشمل كل فعل مناف للاداب وكل تصرف يخل بقدسية المحافظة يصدر عن سكانها او الوافدين اليها فضلا عن تجريم تناول الخمور والمخدرات وبيع الافلام الاباحية واقامة الحفلات وعدم ارتداء الحجاب وتشغيل الاغاني في الشوارع العامة من قبل اصحاب المحال التجارية او المركبات واخيرا منع ومحاسبة من يقوم بعرض الملابس النسائية على واجهات المحال المخصصة لذلك الغرض .

التظاهرات الحاشدة جاءت على خلفية تجاوزات لفظية صدرت من شاب غير منضبط يجلس داخل احد الكافيهات فقد تعرض هذا الشاب الى الاساءة الى احد أئمة الشيعة فكان ان اعتقلته الاجهزة الامنية وقد تداولت صفحات التواصل الاجتماعي صور (علوش جرمانة ) وهو حليق الراس كما نسب اليه من التهم ما يفوق التصور حيث تم تصويره على انه يرتبط بأحدى المجاميع الارهابية وان فعله كان مقصودا تقف من ورائه جهات مشبوهة , والد الشاب ظهرعبر فيديو تناولته مواقع التواصل الاجتماعي وهو يرتدي عباءة نسائية ويستغيث بكل من يستمع الى شكواه وهو يعترف بتقصير ولده بينما كانت زوجته تبكي بجانبه اما الوالد فقد اكد مخاوفة من تصفيته كما اشار الى تهديد ازواج بناته بطلاقهن بسبب تهور وحمق ولده (علوش جرمانة) .

والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هل هناك وجود لمدن مقدسة ومدن غير مقدسة هل توجد هناك خصوصية لمحافظة دون اخرى حتى نسعى لتشريع هكذا قوانين وتشريعات لا شك انها تمثل خرقا واضحا بشأن الحريات العامة التي كفلها الدستور حصرا , السؤال الذي يطرح نفسة وبقوة هو توجد محافظات مقدسة ام لا ؟ الواقع ان هناك اضرحة مقدسة وبقع مقدسة ومحيط مقدس لكن ان تنسحب تلك القدسية الى اقضية ونواحي وقصبات ومحافظة باكملها فذلك امر مناف للمنطق مجاف للواقع .
النجف ما هي الا محافظة كسائر محافظات العراق يسكنها البر والفاسق الصالح والطالح الطيب والخبيث الجيد والردىء السليم والسقيم العاقل والمجنون لذلك كله لا نستطيع ان نعتبرها محافظة مقدسة بكل ما فيها ولا يحق لأي جهة دينية كانت ام سياسية ان تصدر هكذا تشريعات من شانها ان تضيق على الحريات العامة بشكل سافر ومستهجن .

من وجهة نظري المتواضعة ارى ان قوى الاسلام السياسي داخل المحافظة لم تستطع فرض انموذجها خلال تلك السنوات المنصرمة على الشارع النجفي كما تريد وترغب فكان ان شكلت حادثة (جرمانة ) اجواء مناسبة لغرض تكرار فرض ذلك الانموذج المتشنج على النجفيين وهو امر سوف تكون له اضراره البالغة على ملف الحريات العامة التي كفلها الدستور العراقي وصوت عليها ابناء النجف وسائر محافظات العراق من شماله الى جنوبه فمثل تلك القوانين والتشريعات سوف تنمي نزعة مضادة ومعاكسة داخل عقول ونفوس الاجيال الفتية مما ينذر بعواقب وخيمة والدليل على ذلك ان التضييق على الحريات العامة في محافظات الوسط والجنوب أدى الى اضرار بالغة وخطيرة تمثلت في تعاطي المخدرات بين اوساط الشباب بشكل غير مسبوق في تاريخ العراق المعاصر . الا ان تلك الاحزاب والقوى لم تتعظ ولم تلتفت الى خطواتها غير المدروسة بل راحت تتخبط في اصدار الكثير من تلك التشريعات غير الدقيقة والنافعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وول ستريت جورنال: إسرائيل تريد الدخول إلى رفح.. لكنّ الأمور


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق الحالية بين حماس




.. صحيفة يديعوت أحرونوت: إصابة جندي من وحدة -اليمام- خلال عملية


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. نتنياهو يعلن الإقرار بالإجماع قررت بالإجماع على إغلاق قناة ا