الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حال العرب والمسلمين (7) ...المتديّن حين لاتعجبهُ الحقيقة

هاتف بشبوش

2019 / 4 / 20
الادب والفن




حال العرب والمسلمين (7) ...المتديّن حين لاتعجبهُ الحقيقة

في الصيف الماضي زارني صديقان أطباء من بلادٍ بعيدةٍ في مقر إقامتي في الدنمارك ، أحدهم اختصاص باطنية والآخر جراحة كسور . أحدهم متديّنُّ والآخرعلماني . فكنا نتجول في مدينتي ، وبالصدفة مررنا على تمثالين ضخمين في السوق المركزي العام ، أحدهما لعضو المرأة التناسلي والثاني لعضو الرجل . تمر من خلال التمثالين جميع الجالية العربية المسلمة يومياً برجالها ونسائها لأنهما الممر الرئيسي في السوق ، فلاحشمة هنا ولاهم يحزنون ، وما من أحدٍ يستطيع تدمير هذين الصرحين المهمين بالنسبة للثقافة الدنماركية ، لأن القانون فوق الحرام والممنوعات . وهذه ليست أول مرة ينقل لنا التأريخ إحترام مثل هكذا رموز جنسية ، فقد حصلت في مصر الفراعنة حين أمرت الملكة إيزيس بعمل تمثال لقضيب زوجها الملك المقتول أوزيريوس لكي تعبده الناس وحصل بالفعل وظل يُعبد لقرونٍ وقرون . واليوم في بعض بلدان العالم تعتبر هذه الرموز الجنسية مزارا وعبادةً ونذور كما زيارة بيت الله أو الأولياء والأئمة والقديسين .
صديقي الطبيب العلماني حينما شاهد التمثالين خرّ من الضحك الى الأرض ماسكا بطنه وبدوري آزرته فضحكتُ أكثر وأكثر علماً أنني أراه كل يوم وطيلة عشرين عام . أما صديقي الطبيب المتدين قال علام تضحكون ، فقلتُ : أما تنظر الى هذين التمثالين . قال ومابهم ، قلتُ مازحاً ضاحكاً : أما إستغربت وانذهلت بكونك مسلماً وأنت تنظر الى عضوي أبيك و أمك وهما تمثالين شاهقين ، فقال لالالا ..مستحيل ..أنا لا أرى مثلما رأيتم ..فقلتُ وماذا رأيت ...قال حجرين عاديين . قلتُ إنظر وحدق أكثر ولو أنّ الموضوع لايحتاج الى التحديق فقال لالالا ورب الكعبةِ أنتم واهمون !!!!!! . وما عليّ سوى أن أجاري صديقي المتديّن القادم لي من بلادٍ بعيدةٍ وأقول له نعم ربما نحنُ واهمون . بعد عشرين مترٍ ولازلنا نتجادل ونضحك أنا وصديقي العلماني وإذا بتمثالٍ آخرٍ لإمرأةٍ عاريةٍ تحني جسمها فيبرزُ كفلها المكوّر بشكلٍ مثير ، بينما قضيب الرجل يدخل فيها من الخلف ولاتستطيع معرفة في أي الثقبين قد دخل واستقرّ هناك بجمالٍ ومنظرٍعظيمين . صديقي العلماني سقط في الأرض مغشياً عليه من الضحك المتعالي ..بينما صديقي المتديّن بعد اليقين كان يردد ويقول لاحول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم . صديقي الطبيب المتدين هذا لايريد تصديق الحقيقة المطلقة وهي أمامه لأنّ في عقله الباطن ثقافة إسلامية مكتسبة لايمكن تغييرها ، وقد تبرمجَ عليها منذ طفولته ، ثقافة تسري في دمه وتعلّمَ منها ، من انّ مايحمله من أفكار دينية أصولية هي الحل الوحيد ولاغيرها من الثقافات الأخرى يمكن أن تكون هي الأرقى والأصلح .

هــاتف بشبوش/شاعر وناقدعراقي/دنمارك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب