الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط البشير ، وتقدم حفتر ، وخلع بوتفليقة … هل يكون نهاية حتمية لجماعة الإخوان الإرهابية ؟

خالد الكيلاني

2019 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


هل يكون سقوط نظام عمر البشير ، الذي حكم السودان نيابة عن جماعة الإخوان ثلاثين عاماً ، وقبله عزل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي لم يكن يحكم فعلياً ، وبينهما بداية تغير الواقع على الأرض في ليبيا ، حيث انطلقت قوات الجيش الوطني الليبي نحو العاصمة طرابلس وحاصرتها تعتزم تحريرها ، وإسقاط مجلس السراج الرئاسي الذي لا يمثل سوى مجرد مجرد واجهة للميليشيات المسلحة المتطرفة التابعة لجماعة الإخوان .
ويضاف إلى ذلك فشل الميليشيات التابعة لجماعة الإخوان والممولة من قطر والمدعومة من تركيا في إسقاط النظام السوري بعد 8 سنوات من نشر الخراب في هذا البلد الجميل ، وبعد حالة من " الإفاقة القسرية " لعواصم الخليج التي دعمت إسقاط نظام بشار الأسد ، بعد أن تيقنت أن مصر الدولة الكبرى في المنطقة - بعد 30 يونيو - لا تقاسمها نفس الرغبة ، وتسعى بكل قوتها في الحفاظ على الدولة الوطنية ودعم الجيوش النظامية سواءً في سورية أو في ليبيا .
ضع كل ذلك مع سقوط وفشل القوى المحسوبة على قطر في إريتريا وإثيوبيا ، ثم هزائم حليفها الرئيسي في تركيا رجب طيب إردوغان ، الذي لم يفق بعد من صدمة خسائره المتتابعة في المدن الرئيسية في بلاده ، والتي سوف تهدد سنوات حكمه الباقية … هل يكون كل ذلك هو السقوط الحقيقي لجماعة الإخوان الإرهابية في المنطقة والعالم ؟ .
القاسم المشترك بين الأحداث الثلاثة في منطقتنا العربية ، أن كل المعزولين محسوبون على النظام القطري ، الذي حاول أن يجعل من الدوحة العاصمة التي تقود ما يسمى بالربيع العربي نحو تغيير الأنظمة وإسقاط الدول ، لتتمكن جماعة الإخوان المسلمين من السطو على الحكم في المنطقة العربية .
هذه الدول التي سقط حكامها أخيراً لم تكن تمثل لقطر أي شيء سوى رغبة الدوحة في فرض تغيير ينسجم مع رؤية قوى الإستعمار القديم والجديد ، ممثلاً في بريطانيا وأمريكا ( في عصر أوباما ) ومعهم بعض الدول الغربية ، في تفتيت المنطقة وتقسيم دولها وفرض " سايكس بيكو " جديدة ، وتحويل مجتمعاتها من حالة الصراع الرأسي مع أمريكا والغرب الطامحين أكثر لنهب ثروات المنطقة ، ومع الكيان الصهيوني العدو الأصلي لدول المنطقة ، إلى صراع أفقي يتم إشعاله بإسم الدين داخل مجتمعاتها ، عن طريق إشعال النزاعات والصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية والقبلية ( سنة وشيعة وعلويين ، مسلمين ومسيحيين ودروز ، قبائل وشمال وجنوب كما في حالة السودان واليمن ) ، ولمدة مائة عام قادمة في المنطقة .
ولتنفيذ هذا المخطط فلم يكن أمام تلك القوى الإستعمارية ، أفضل من أن تمتطي ظهر التنظيم الخائن والعميل ، تنظيم " الإخوان المسلمين " العالمي ، الذي تمتد نشاطاته إلى كل مكان مفتوح في العالم .
ولكن لسوء حظ الدوحة و" الإخوان " معاً أن في مصر جيشاً وطنياً عظيماً ، إستطاع - بذكاء وحكمة - أن يخلص مصر من حكم الجماعة الخائنة في عام واحد فقط ، وأن يعود بها لقيادة المنطقة مرة أخرى في أقل من 3 سنوات ، متحدياً كل المؤامرات الداخلية والخارجية ، بل والإصرار على حماية الأمن القومي لكل محيطه العربي ، ومساندة الدولة الوطنية وجيوشها في كل الدول المستهدفة ، تحت شعار " مسافة السكة " .
وما زاد الطين بلة … أنه أتى على رأس البيت الأبيض رئيساً لا يتفق مع تلك المخططات في شيء ، تحمله في ذلك قناعة بخطر جماعة الإخوان على المنطقة والعالم ، رغم المحاولات المتكررة لإسترضائه ، فقد خسروا تأييد واشنطن منذ انتهاء فترة الرئيس السابق باراك أوباما ، الذي أعطى جماعة الإخوان أكبر فرصة في تاريخها بحكم مصر ، إلا أن حكومتهم في مصر لم تفلح لا داخلياً ولا خارجياً ، وسرعان ما سقطت .
وفي السودان حاول النظام القطري الدخول على الأزمة عدة مرات لضمان استمرار الخط السياسي لكنهم فشلوا ، وها هم يحاولون دعم ومساندة ميليشيات العاصمة الليبية المحاصرة من قبل الجيش الوطني الليبي ، إلا أن المهمة صعبة ، فالجيش - الذي يستمد شرعيته من البرلمان المنتخب - منذ أشهر وهو يقوم بتطهير التراب الليبي من الميليشيات ، وقد نجح في كل عملياته منذ الصيف الماضي في الشرق والجنوب والغرب ، ولهذا اتجه أخيراً إلى طرابلس .
والجامعة العربية أصبحت بالفعل ضد حلفاء قطر في ليبيا ، بعد أن ساعدتهم سابقاً بطرد سوريه من الجامعة ، ودعوة النيتو لقصف وتدمير ليبيا وإسقاط نظام القذافي ثم قتله ، وها هي أخيرً ترفض فتح أبوابها للسراج وحكومة الوفاق في طرابلس ، والاستماع إلى مطالب قطر والسراج بعقد اجتماع لشجب عملية توحيد ليبيا التي يقودها المشير حفتر .
أما القوى العظمى في العالم فقد أصبحت ضدهم ، وتؤيد الجيش الليبي في مسعاه ، روسيا والصين وفرنسا وآخرهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب ، الذي هاتف حفتر وعبر عن تأييده له في محاربة الإرهابيين ، والإرهابيون هنا المقصود بهم الميليشيات التي تدعمها قطر وتحكم طرابلس .
فالجميع أصبحت قناعاتهم أنهم يريدون نظاماً واحداً ودولة موحدة في ليبيا ، ومع إنهاء حكم الميليشيات تماماً ، وحظ الدوحة في الجزائر ليس بأفضل منه في الخرطوم وطرابلس ، حتى مع استمرار الاحتجاجات للجمعة التاسعة ، فالمؤسسة العسكرية هناك هي من تقوم بالترتيبات وليست الجماعات المتطرفة ، التي تم طردها إلى خارج ميادين المظاهرات ، وفقدت الأمل تماماً أن تصبح بديلاً لنظام بوتفليقة .
وأخيراً … هل بعزل البشير واعتقاله مع رموز نظامه ، ومحاصرة طرابلس ، وإمساك الجيش بزمام الأمور في الجزائر ، يتقلص نفوذ جماعة الإخوان وتتبخر أحلام أنقرة والدوحة ؟ .
كل الأحداث تجاوزتهم وأصبحت قاسية عليهم جداً ، وقدرتهم على السيطرة على التغيير سواء من خلال التآمر مع قوى الداخل ، أو عبر وسائل الإعلام والميديا واللجان الإلكترونية على وسائل التواصل الإجتماعي ، لم تعد فعالة كما كان يحدث في السابق ، على الأقل في هذه المرحلة الحالية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |