الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمال العراق : هل يمارسون دورهم الحقيقي ويساهمون في تنميته؟

كاظم الحناوي

2019 / 4 / 22
ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي



إن كان بالإمكان إيجاز أهم ما تحقق لعمال العراق منذ احتلال بغداد الى الان، فستكون هي ان العمال فشلوا في ارساء قواعد جديدة مع الحكومات السابقة لانها كانت ترى كلمة عامل تعني يساري، ونقابة العمال هي مقر للاحزاب اليسارية وبموازاة ذلك قامت بإرساء قواعد جديدة للعمل، وطرح افكار مغايرة لطموحات العمال عبر بطالة شبه مقنعة ودفع رواتب بدون عمل حقيقي.
2003 من المفروض ان تكون سنة لتعزيز مكتسبات العمال في ظل سقوط الدكتاتورية، لكن مع تقدم المشروع الامريكي والاحزاب التي جائت تحت مظلته ارتفعت وتيرة إتمام البرامج المعدة سابقا والشروع في أخرى جديدة لانهاء دور العمال الحقيقي في العراق الجديد، دون إغفال البحث عن طرق وخطط تم تنفيذها في كل الميادين،الاجتماعية منها والثقافية والاقتصادية والقانونية والإدارية، والتي سجلت خلالها عوامل فشل عدة، تتماشى مع الأهداف التي وضعها المحتل نصب عينه، عبر الاستجابة للخطاب الديني، وما تضمنه من إشارات قوية نحو ماضي الحركة العمالية اليساري.
من هذا المنطلق، يتمحور موضوعنا حول محاور رئيسية وهي:
- التضامن مع القيادات العمالية والموجودين في وضعية صعبة، إما بسبب انتمائهم لإحدى الفئات المهمشة، أو لوجودهم في محافظات تمر بظروف سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية صعبة،
عبر توفير الدعم ، من خلال النقابات العمالية حول العالم والاستغاثة لدى الحركات العمالية والمجتمع المدني في دول العالم الاخرى.
- البحث للقيادات العمالية القاطنين بالخارج الذين يعانون من صعوبة التواصل مع قواعدهم،
عن سبل حماية عند عودتهم الى بلادهم عن طريق الدول المستضيفة او الامم المتحدة.
- تفعيل برامج وورش عمل لتأهيل قيادات الخارج، لتيسير ولوجهم للعمل في مناطقهم من جديد،
عبر توسيع العمل بنظام المساعدة القانونية والقضائية، والحماية عبر عقود سنوية مع محامين لتقديم الاستشارات القانونية وشركات الحماية التي تعمل هناك.
- التواصل مع الطلبة والشباب من ابناء الطبقة العاملة الحاصلين على منح دراسية، وتنظيم دورات ولقاءات للراغبين بالعمل النقابي. وتقوية ارتباطهم الروحي والثقافي بوطنهم الأصل، لكي يكونوا قادرين على مساعدة عوائل العمال العائدين اضطرارا إلى أرض الوطن، وإشراك أطفالهم في برامج ونشاطات خاصة لادماجهم بالمجتمع، والتواصل مع المسنين والمتقاعدين،عبر الجمعيات العاملة في المجال الاجتماعي.
- تهيئة الظروف لمشاركة أوسع على مستوى العمل النقابي التنموي المحلي والاستثمار في المجالات المنتجة، من خلال إعادة النظر في آليات صندوق تمويل منظمات المجتمع المدني و صياغة برامج تمويلية، ضمن تعاون عمالي دولي متعدد الأطراف، لتشجيع الاستثمارات عبر نقابات العمال لتوفير متطلبات العيش الكريم للعمال.
من خلال الحث على إعادة تخطيط وتنظيم العمل ودور العمال في القطاعات الحكومية والمؤسسات المعنية الملغاة والتي يستلم عمالها رواتب بدون ممارسة اي عمل حقيقي عبرإعادة النظر في التنظيم المؤسساتي ،و تنمية الشراكات مع الهيئات والمنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الطبقة العاملة، لابراز اهمية قوانين العمل وشروط عقد العمل وما هي حقوق وواجبات العامل من خلال إتحادات العمال وأرباب العمل ومناقشة شروط العمل المتعلقة بالمجال المعني، والقوانين وشروط العقد والحد الأدنى للأجور وأوقات العمل والعطل ورواتب أوقات المرض وشروط الإستقالة.
لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي يلعبه العمال في تنمية الاقتصاد الوطني، فجهودهم تساهم بشكل كبير في تمويل الاقتصاد كما تساهم الطبقة العاملة في نقل المعارف والمهارات والخبرات وهي لاتقدر بثمن عبر تنمية القطاع الخاص وتحقيق إهدافه عبر تعزيزالتنمية الاقتصادية، بمبادرات عدة، تهم أساسا مواكبة وتشجيع المستثمرين، وخلق المقاولات المتوسطة والصغيرة.
ورغم ان العمال تحدوهم رغبة كبيرة في المساهمة في النشاطات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لعراق اليوم، في ظل الأزمات الاقتصادية التي تصنعها الحكومات المتعاقبة والفساد والارهاب، ومن المعلوم ان هذا الواقع انعكس سلبا على سوق العمل، وجعل نسبة البطالة ترتفع في صفوف العمال
لذلك تعتبر هذه القضية في صلب اهتمامات العمال، لما لذلك من تأثير سلبي على الحالة الاجتماعية والاقتصادية لهم.
بالإمكان إيجاز الاربعة عقود المنصرمة في تاريخ العراق ، هي أن العمال استطاعوا بناء قطاعات واعادة الحياة الى قطاعات اخرى بعد اربعة حروب كانت مدمرة للبنية التحتية والان انتهت الحرب العسكرية الكبرى مع داعش ورغم ذلك لم تستكمل الحكومة تنفيذ ما التزمت به واعادت وعود الحكومات السابقة، لذلك يمكننا القول ان عمال العراق : يساهمون في بنائه و تنميته دون يمارسوا دورهم الحقيقي او يحصلوا على مكتسبات او استقلال حقيقي بعيد عن نظرية المكرمة وليست حقوق حصلوا عليها بدمائهم وجهودهم...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان