الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شمس التغير لن يحجبها غربال

علي ماضي

2006 / 4 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


من العلل والافات التي تنخر في العقل ألأنساني انه إذا اعتاد على امر اعتقد اعتقادا راسخا بانه حقيقة مطلقة ،وعلى هذا ألأساس ارادت الكنيسة الكاثوليكية ان تحرق كوبر نيكوس عندما وضع مخططا للمجموعة الشمسية اشار في الى ان الشمس هي مركز الكون ،والى ان الكواكب كروية ومن ضمنها ألأرض طبعا ، ولأن الناس اعتادوا آنذاك ان يروا ألأرض منبسطة ، وانها اكبر الكواكب وتبدو للناظر وكانها مركز الكون ، رسخ هذا ألأعتقاد كحقيقة لاتقبل الجدل والنقاش ،وانطلاقا من نفس المبداحاربت الكنيسة كل ألأطروحات العلمية وحرقت من حرقت من منظريها بعد اتهامهم بالهرطقة والزندقة وما شابه من التهم ،ولكن في نهاية المطاف انتصر عصر التنوير ألأوربي لتنعم اوربا والعالم لغربي ما تنعم به ألآن من التطور والحضارة.

الصّراع السياسي الذي نشب بين المسلمين بعد وفاة النّبي وإقصاء مبدا الشورى من ألأسلام والذي ادى الى انقسام ألأسلام الى طائفتين متناحرتين ، ما هو إلاّ صراع بين العادة والتّغير بين نظام الوراثة في الحكم المعتاد وبين نظام الّشورى الجّديد ،الذي طُبِقَ لأربع دورات خِلافية ،ثم اتفقوا الى تدوال ما أعتادوا عليه (نظام الوراثة القبلي) ،وأختلفوا على من هو الوريث ، وأُقصي َ مبدأ الشّورى الجديد عن مسرح الحياة ألأسلامية .

في منتصف القرن المنصرم حارب علماء المسلمين الدخول في المدارس ألأفرنجية وكفروا مرتاديها ،كل ذلك لأنهم اعتادوا على نمط الكتاتيب في التعليم ،ولكن بمرور الزمن اعتاد الناس على المدارس الحديثة ، واصبحت هي المعتادة ،بل اصبح من الجهل والتخلف ان لآترسل ابناءك الى المدرسة.وأصبح من يحرمها بالأمس القريب يحث عليها اليوم .
فالعنجهية التي تطل بها علينا بين الحين وألآخر من امثال آل مهدي،او بعض الجمعيات التي تدعي الدفاع عن ألاسلام،في البحرين او الدول التسلطية الأخرى، ما هي إلاّ دفاع عما اعتاد عليه هؤلاء من روح ألأقصاءوتشبعوا به من مبادئ البداوة ِ، وما هي إلاّ عادات المجتمع المعتقدي الذي يسعى نحو الحقائق المُطلقة . التي لاسبيل لتحقيقها على هذه البسيطة، وما هي إلاّ صرخات وعاظ السلاطين،التي تستخف بالأنسان،وتحجر عليه وتعامله كانه معتوه ،وتحرمه من حقه في الأطلاع على الفكر المخالف،تحت دريعة الحفاظ عليه ،من الأنزلاق في مهاوي الظلمات.
ولعل ما طرحوه من اللجوء الى المحاكم ليس من باب التحضر وانما من باب العجز والقصور عن معالجة الأمر وفقا لما اعتاد عليه من امثال هؤلاء من ممارسة هواياتهم المفضلة في فن الجزارة على الاجساد البشرية.
واذا كانت روح ألاقصاء ومصادرة الرأي ألآخر هي من معتادات القرون المنصرمة ، واذا كانت المعتقدية هي المذهب السائد ، فلنعمل على ان تكون الحربة والديمقراطية من السمات المعتادة القرون المقبلة في عالمنا العربي وألأسلامي ،وليكن الحوار المتمدن منبرألأحرار. ولنكن واثقين ان شمس التغير لن يحجبها غربال الجهل والظلامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم