الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شريط الزرقاوي..ما الجديد؟

نجيب المدفعي

2006 / 4 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لأول مرة يطل علينا أبو مصعب الزرقاوي بشحمه و لحمه من خلال شريط مصور، بعد أن احتارت العقول في مدى حقيقة وجود هذه الشخصية. و الشريط يمكن استخلاص الملاحظات التالية منه:

-1-
يبدو أن هناك خلاف أو صراع بين الزرقاوي و أطراف أخرى مما يسمى بـ (المقاومة) على زعامة من نوع ما. فالزرقاوي يشير من طرف خفي ـ و بكل تواضع ـ إلى أنه "أمير" تنظيم القاعدة في العراق و عضو في "مجلس شورى المجاهدين". و هو يعلن أنه هو الزعيم الأوحد للتنظيم قاطعا الطريق على كل من يفكر في الإطاحة به.

-2-
الزرقاوي يصر على مقارعة الولايات المتحدة و التصدي لها، لا بل يحول الموضوع إلى مسألة شخصية بينه و بين الرئيس الأمريكي ، و هو أمر لا يستهوي الغالبية العظمى من الناس. فهل سينجح الزرقاوي في صراعه مع الولايات المتحدة حيث فشل قبله كثيرون (بن لادن ـ طالبان ـ صدام ـ لا بل حتى الاتحاد السوفيتي السابق)؟ سيما و هو يستخدم نفس الأدوات العقيمة التي لم تساعد من سبقوه.

-3-
عندما يكون الفرد أو الجماعة في حالة صراع، و خاصة إذا كان غير متكافئ، فأنه يحتاج إلى كل جهد يساعده على كسب المعركة. و من أبسط مبادئ التخطيط هو عدم الحاجة لفتح جبهات جانبية لا لزوم لفتحها، إلا أننا نلاحظ أن الزرقاوي يصر على فتح جبهات متعددة للصراع مع أطراف من أبناء جلدته، في وقت هو أحوج ما يكون لهم، أو على الأقل تحييدهم.

-4-
الخطاب ـ و ما سبقه ـ لا يقدم حلولا واقعية وعملية لمشاكل يعيشها المواطن العراقي منذ مطلع عقد الثمانينات. كما أنه لا يطرح رؤيا أو تصورات لبرنامج سياسي مستقبلي. و هو بذلك لا يختلف عن صدام و كثير ممن تصدوا للعمل السياسي في يومنا هذا أو في مراحل أقدم من عمر الدولة العراقية المعاصرة.

-5-
لا يمتلك من الأفكار ليقدمها للناس سوى القتل و مزيد من الدماء، و هو ـ و لسوء حظه ـ يطرحها في أرض جدُبت و سأمت إراقة الدماء فما عادت تتقبل بذاره. و ربما لو أنه طرح خطابه هذا قبل الحرب العراقية الإيرانية لوجد جمهورا أوسع يتعاطف معه. إن عدم الأهلية أو القدرة على رؤية الحياة بمنظور أوسع من مجرد العبث بأرواح الناس و أمنهم ـ و هو أمر مشترك مع صدام ـ لهو الدليل على فشل التجربة التي من هذا النوع مهما أمتد بها الزمن.

-6-
قد تنجح القوة في إخافة الناس و لكنها لن تحصل منهم على الولاء، و سيخذل الناس من يـُرهبهم في أول فرصة تسنح لهم، و مثال صدام ليس ببعيد. و اللبيب من اعتبر بغيره.

-7-
تسعى كل حركات التحرر في العالم لكسب الجماهير لصفها لا استعداءها، و طلب يد العون من المجتمع الدولي، إلا هذا أن الخطاب يخالف هذه القاعدة. و ما تقسيم العراقيين إلى فئات و نعتهم بمختلف النعوت و استحلال دمهم إلا مثال صارخ على هذا القول. و كيف لمن هو غير عراقي أن يثق بمثل هذه الجهات التي لا ترى بأسا في قتل أهلها.

-8-
هل سيكون الزرقاوي أداة بيد الآخرين. هل سيغدر به الآخرون ـ مجلس شورى المجاهدين ـ أم سيغدر هو بهم؟ هل سيتمكن من التعامل مع (عتاولة) مخابرات صدام الذين سيعمدون للتخلص منه حال استنفاد الحاجة له؟ و هل سيقبل أشخاص مثل عزة الدوري و محمد يونس الأحمد أن يكون الزرقاوي قائدا لهم؟ و هل سيساعده تاريخه في البلطجة أيام فتوته في التعامل مع أناس تصدوا لموقع المسؤولية على مدى يزيد على ثلاثة عقود؟ هل سيتغدى بهم أم هم من سيتغدون به؟

-9-
الزرقاوي يدرك أن لا خط رجعة له، سيما و أنه محكوم بالإعدام، فليس له إلا أن يحيط نفسه بمزيد من الذين يخدعهم بمعسول كلامه علهم يطيلون في أمد حياته. و هو يختطف الخطاب الإسلامي و يرفض كل رأي مخالف و هذا لا يقود إلى مستقبل أفضل له أو لهذه الأمة.

-10-
ظهر الزرقاوي في الشريط و هو يحمل بندقية و يطلق منها النار، و هو يذكرنا بصدام و (عنترياته) و التي جعلتنا نظن أن صدام لن يفر من ساحة المنازلة إذا صارت حتمية. لكن الأيام أجابتنا عندما وقعت الواقعة و عثر على صدام حيث عثر عليه، فهل سيكون مآل الثاني كالسابق. و لا حول و لا قوة إلا بالله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تتطلّب اللياقة والقوة.. شاهد كيف تتدرّب لاعبة غولف في صالة ر


.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح




.. مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة مئات وتدمير أكثر من 700 منزل جرا


.. طالبة تهدي علم فلسطين لعميد كلية بيتزر الرافض لمقاطعة إسرائي




.. ناشط ياباني ينظم فعاليات غنائية وثقافية للتعريف بالقضية الفل