الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسلم اليوم وتوهم امتلاك اليقين التام

محمد موجاني

2019 / 4 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


من المحال أن يغضب الإنسان أو ينزعج ولا حتى أن يفكر في ممارسة العنف من أجل حقيقة يظن أنها قد تتغير ، ومن المستحيل أن يستفزه أي نقد أو سؤال مادم أنه يملك معرفة صلبة في الدين- اللهم إن كانت هاشة-. لكن الواقع شيء آخر، إذ من المستحيل أن يكون الحوار مع مسلم اليوم بناء أو يفضي إلى نتيجة مرضية للطرفين لأنه يعتقد أنه الوحيد الذي يملك الحقيقة المطلقة و لا حقيقة بعدها .
فأي إستفهام قد يزعجه يحاول أن يتهرب من الجواب عنه أو إعطاء إجابة ليست في محلها لتفادي السؤال، وأحيانا بقول "استغفر الله العظيم" أو "اللهم قنا من علم لا ينفع" أو بمطالبة السائل بترديد كلمة "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" لأن هذا الأخير وسوس عليه. وفي أحايين أخرى يتوسل بالعاطفة واللعب على المشاعر للسائل.
وعليه فإن مصادر الانفعال متعددة وكثيرة قد يكون أما في :
-عدم إستعداد المسلم لسماع حقائق أخرى قد تزعزع إيمانه.
-تدينه غير ناتج عن تفكير وتأمل منطقي رصين بل هو مجرد تتبع غريزة القطيع.
-فهم سطحي للدين والتركيز على أمور ثانوية .
-التركيز والانشغال بالإيمان الصحيح بدل العمل الصالح
-عدم فهم وإستعاب بل طي أعناق الآيات لتتمشى مع الأهواء و الامزجة والاذواق .
-تحميل النص المقدس أكثر من طاقته وجعله كتاب علوم معرفة فلسفة. والتنمية والسياسية. ... وبمثابة دستور رغم أن الدستور لا يترك أي مجال للتأويل.
-جعل أحاديث الصحيحين في مقام القرآن الكريم رغم الفترة الزمنية الفاصلة بين الكتابين والتي قد تكون مصدر شك من مصداقية بعض الأحاديث.
-تقديس فتوى وإجتهادات الشيوخ والتابعين والفقهاء.
-جعل الشريعة مركز الثقل رغم أنها ليست كلام الله و كلام رسوله
-إستنباط الأحكام الشرعية عوض القيم الأخلاقية .
-العمل على تلميع صورة الإسلام دون العمل على فهم حقيقة الإسلام.
الإستعلاء الثقافي واعتباره ينتمي إلى خير أمة أخرجت للناس. ....
الاستنتاج : هكذا يفني المسلم حياته دون أن يتجرأ لسماع رأي مخالف خوفا من تشكيكه في عقيدته أو تصحيحه لبعض المغالطات التي قد ساء فهمها ولأن إعتقاده بامتلاك اليقين التام يعتقل عقله ويشل أن إرادته . وبهذا الاستنتاج يمكن القول أن الدين- عند البعض- لن يلمس الجوهر بل هو شعور وسواسي وخوف مفرط من العقاب تسيطر عليه إملاءات الثقافة ومسلمات التراث المتراكمة. ولا أظن أن الله سبحانه يحب المتصنعين والمنافقين ، لكن أنا على يقين تام أن الخائف، المتصنع ، المتعصب، والنافق يستحيل أن يكون مواطنا صالحا وهذا كل ما في الأمر والعياذ بالله.
فمتى، ياترى، يتطو ع المسلم أن يبرم معاهدة صلح بين الدين والدنيا؟
ألسنا في حاجة إلى نوع من التدين العاقل الذي قد يوافق بين فطرة الإنسان وحبه للحياة والفراغ الروحي الذي قد يسبب القلق ؟
و ما هو شعور المسلم عندما يكون الدين عدوا للحياة؟ هل هذا لا يزعه في شيء ولا يضعه في مأزق ؟
ألا يشعر المسلم المتشدد بنوع من الغربة والعزلة حتى ولو كان وسط أهله؟
تأملوا الإجابة إذن في صمت...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل