الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعذيب والموت والانتحار في سجون وادي النطرون

عماد فواز

2006 / 4 / 30
حقوق الانسان


تحول ليمان وادي النطرون " 430 ، 440 " في الكيلو 97 طريق مصر – اسكندرية الصحراوي إلى سلخانة تنتهك بداخلها أبسط حقوق السجناء في ظل غياب الإشراف القضائي وتبعيتها لوزارة الداخلية وفق ما تؤكده المحاضر التي تنقل لنا صورة مأساوية لأبشع طرق التعذيب التي تنتهي غالباً بالموت واستقرار جثة المسجون في مشرحة مستشفى شبين الكوم التعليمي مما دفع المسجونين إلى الانتحار للهروب من الصعق بالكهرباء والفلكة والجلد والسلاسل الحديدية والكلاب البوليسية في ظل عدم توافر الحد الأدنى من الرعاية الصحية وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية داخل المعتقل حيث يتعرض أكثر من خمس حالات شهرياً للوفاة .
الكثير من المعتقلين ساءت حالتهم النفسية والصحية ومارسوا احتجاجهم ضد تدهور حالة المعتقل وسوء المعاملة به بالإضراب عن الطعام وإحداث شغب اضافة لإرسال الكثير من الاستغاثات لمن يهمه الأمر .
طالب مركز حقوق الإنسان لمساعدة السجناء والمعتقلين بضرورة تعديل بعض نصوص قانون السجون التي تجيز لإدارة السجون بفرض عقوبات تأديبية ضد السجناء والمحتجزين منها تقييد قدم المحكوم عليه بالسلاسل الحديدية وإيداعه بالحبس الانفرادي وجلده وضربه مما يمثل اهداراً لكرامة السجين أو المعتقل .
كما طالب المركز بحتمية الإفراج الصحي عن السجناء والمعتقلين المرضى التي تستوجب حالاتهم الصحية ذلك وأرجع المركز تردي الأوضاع المعيشية داخل أغلب السجون المصرية إلى تكدس الزنازين بالنزلاء وتدني مستوى النظافة وقلة منافذ التهوية وعدم كفاية الملابس والأغطية وسوء التغذية وانخفاض كمية الغذاء مما أدى لانتشار الأمراض المعدية بين السجناء والمعتقلين .
كما رصد مركز مساعدة السجناء استمرار ظاهرة التعذيب وسوء المعاملة داخل سجوننا عموماً بداية من ترحيل المعتقلين من سجن لآخر وصولاً لما يعرف بحفلات الاستقبال والتي تبدأ طقوسها بتذنيب المسجونين لساعات وتجريدهم من بعض ملابسهم ليظلوا بملابسهم الداخلية يعانون قسوة شمس الصيف أو برودة الشتاء دون تذمر يجلسون بعدها القرفصاء ليقوم حلاق السجن بحلاقة شعرهم ولحاهم تمهيداً لتسليمهم لمجموعة من العساكر يقدمون على شرفهم وصلة ضرب بالخرزانة تنتهي عادة بتورم أجساد المعتقلين لمدة أسابيع !
كما يتضح سوء معاملة السجناء من خلال تعرضهم للتفتيش الذي يتم أربع مرات كل عام باستخدام الكلاب البوليسية والعصا المكهربة في ضرب النزلاء والاستيلاء على جميع متعلقاتهم وخاصة المصاحف والكتب الدينية .
أما في حالة ارتكاب النزيل مخالفة بسيطة فإنه يوضع في السجن الانفرادي ويدعى " زنزانة التأديب " وهي حجرة مغلقة لا يوجد بها دورة مياه وتتراوح مدة الحبس بها بين 24 ساعة إلى شهر حسب نوع المخالفة وتقدير إدارة السجن يمنع النزيل خلالها من حقه في الزيارة والمراسلة بالمخالفة لنص المادة " 37 " من قواعد الحد الأدنى لمعاملة السجناء !
من الوقائع الفضيحة الدالة على المخالفات الجسيمة داخل سجوننا ما جاء في أحد تقارير مركز مساعدة السجناء عما حدث في ليمان وادي النطرون وحكم المحكمة في القضية رقم 71 لسنة 2000 الصادر بتاريخ 7 / 2 / 2001 في واقعة تعذيب أحمد محمد عيسى بسجن وادي النطرون رقم 2 على يد كل من مأمور السجن العميد " عصام . أ " وضابط مباحث السجن الرائد " مجدي . م " وقد قضت المحكمة بحبس المتهم الأول 10 سنوات والثاني 7 سنوات مع عزل جميع المتهمين بعد أن تأكد للمحكمة قيامهم يوم 27 / 1 / 2000 وحتى 10 / 2 / 2000 بتعذيب المجني عليه بإشراف مأمور السجن من خلال ضربه بكابلات الكهرباء واصابته بجروح في قدمه وتعليقه في الفلكة والاعتداء عليه بشومة أحدثت جروحاً متفرقة في صدره وظهره ووجهه .. مما أدى لاصابته بإعياء شديد ووفاته مساء يوم 10 / 2 / 2000 متأثراً بجراحه ولم ينته مشهد التعذيب عند هذا الحد ، فكما تقول أوراق القضية قام المتهمون بعد ذلك بتزوير محضر في السجن يفيد اعتراف المتوفي بأن الاعتداء عليه كان نتيجة مشاجرة مع زملائه وقاموا بأخذ بصمته بعد وفاته على المحضر !
وبتشريح جثة المجني عليه في 12 / 2 / 2000 أثبت تقرير الطبيب الشرعي أن اصابته بالقدمين والساقين كانت نتيجة تعرضه لضرب عصا غليظة وتقييد الساقين بفلكة وأن وفاته حدثت نتيجة تسمم دموي بالقدمين والساقين وأشار التقرير إلى أن أقوال المجني عليه في المحضر رقم 3 أحوال السجن وقعت ببصمة المجني عليه بعد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسبان يتظاهرون ضد السياحة المفرطة في -أرخبيل البليار-


.. خيام النازحين الفلسطينيين تمتد على طول شاطئ دير البلح في غزة




.. إسرائيليون يتظاهرون في القدس المحتلة للمطالبة بصفقة لإعادة ا


.. إيهاب جبارين: ذوو الأسرى يريدون أبناءهم أحياء لا جثثا هامدة




.. انقسام في إسرائيل حول عملية رفح.. وأهالي الأسرى يطالبون بوقف