الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قاص من بلادي

عماد نوير

2019 / 4 / 26
الادب والفن


قاصّ من بلادي
قراءة لققج (تعلّق) للكاتبة هناء الركابي

تعلّق
يتذمرون كلما تطلّعتْ في ملامحهم بشغف ، وسامتهم تجدد بريق عينيها ، تعانق نظراتها ذكرى تلك الليالي ،
كلما رأت شبابا فتيا طاردتهم؛ تبسّمت حين قال أحدهم مالأمر !؟ ؛ذات الكلمة كان يقولها نظيرهم كلما ألحُّ عن سبب تأخيره مصحوبة بياأمي .
هناء الركابي- العراق
___________________
لن نتكلّم عن الأمومة، فهو عالم كبير لا يحتويه نص، و تستوفيه قراءة، الأمومة حياة بحد ذاتها لها قياسات مختلفة، و ضوابط لا تخضع للحياة التي نعيشها، هي تتفرد بجمال و حنان و رقّة و عذوبة و تنازل و تضحية حد الفداء، و القلم يعجز و الكلام يطول..
تعلّق
عنوان مصيب، مخاتل، فضفاض يستتر تحته الكثير و الكثير، فالتعلّق مدلول الحب و الأخاء و الصداقة و العشرة الزوجية و التبنّي و كل ما من شأنه أن يمسك شيء بشيء آخر بتحنان و وداد.

النص ينطلق متحركا منذ البداية، بفعل مضارع كأنه يومئ إلى استمرارية الحكاية، و اتّساع رقعة الثكالى في المجتمع، و الفاعل امرأة تلاحق بنظراتها شبابا بعمر الزهور، ففي الفعل الثاني من نفس جملة الاستهلال استدل القارئ على بطل قصته، كأن الكاتب يُسرّع حكايته على عجل من خلال تلاحق الأفعال و جعل النص في دولاب لا يتوقف.
الجملة الثانية تعزّز وله البطله و تمسكها بفكرة النظر إلى الشباب المنطلق نحو الحياة بزهو!
ثم ينعطف الكاتب بجملته الثالثة ليخلق الأزمة داخل النص و يشعل فتيلها لتتصاعد الحكاية انتظارا لانفراجها في الخاتمة..
ينعطف إلى ماضي البطلة و مالذي جعلها تخرج عن طور اللياقة لتتطفل على شباب غرباء، هي ذكريات بعيدة او قريبة أنبأتنا عن ترابط يجعلها في حالة ابتسام و حبور، ذلك هو تذكّرها مفقودا قطعته القسوة من كبدها، ربطها لحركة الشباب المتشابهة و الكلمات ذاتها و الاستفسار عينه، ما الأمر !!! هكذا قالها الشّاب، لكنها لم تسمعها منه، بل من ولدها الراحل بنغمة صوته و نبرته و حنانه و حبه لها و الذي ترجمته كلمة يا أمي..!
يتدلل يتمرغ في حضنها طمعا في حنانها الذي سيشفع لكل أخطائه...!

نص اجتماعي نفسي يعالج حالات صارت جزءا كبيرا و شريحة عظيمة في حياتنا اليومية، فالثكالى و اليتامى صاروا يؤرقون المجتمع و يحملونه عبئا كبيرا من الحزن الذي يجتاح الحياة المشتركة معنا.
شكرا لكاتب النص هذا الإحساس الجميل، و قد زاده ذلك الشعور المشترك مع البطلة كون الكاتبة من الجنس الأنثوي الذي يشعر بدور الأمومة بدرجة تحس ببكاء الثكلى قبل أن تبكي...
بالتّوفيق للكاتبة.
عماد نوير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح