الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


براءة كافكا

فاطمة هادي الصگبان

2019 / 4 / 26
الادب والفن


براءة كافكا

بعد ان استلم صك الغفران ، غادر كافكا منفاه الملون وماان فتحت البوابة الخارجية أغلق عيناه خوفا من تدرجات الأسود والكحلي المحيطة به ، احتضن ذراعيه بشدة فالبرد قارس ولايستر جسده المنهك سوى ورقة التوت فقد صادر الجنود ملابسه الحريرية لصالح دودة القز....
احكم إمساك ورقته فقد تذكر أسباب سجنه أهمها لم يحتفظ ب.......في سرواله ، ليته فعل لكان حاضرا قداس أمه واستمع للقس يرهبه بالشيطان المتفرغ لغوايته ...
اها اها ضرب على جبينه لقد توفت أمه لن يندبها في ماخور هذه المرة ...
وصل غرفته بعد ان أخذ المفتاح من فراو جروباخ ...
سار سريعا كي لايسمع صراخ المطالبات بالأجرة المتأخرة طيلة أيام السجن ...
توفت أمه ...يجب ان يصرخ ...حاول ان يصرخ تذكر قانون العسس يمنع العويل بعد العاشرة الا في الآحاد تزداد مثنى ابتسم يحق له الصراخ ..
ساعته الواقفة على قرني ثور متأرجحة بين قبل وبعد ....تناهى الى سمعه تنهيدة جارته الجميلة التي أهدته يوما زنبقة ...وضعها في كأس نبيذ ...هاهو لقد شربه النمل الا من بقايا رمى بها في الأرضية الرمادية ...أسراب من النمل تخيم على جدرانه الأربعة تذكر مجددا ...
يريد ان يبكي ...ضرب بيمينه فانبجست عيونا زادت عالمه سوءا ...تغلغل السوء في جلده هو سئ بمايكفي ليتنفس العادم القادم من زمن الغيلان لكن ميزان سيئاته لا يرجح كفة الانتصار عليه الهروب
بحثت أصابعه العارية بين فراغات الخزانة عن قفازات لم يثمر بحثه سوى خاتم فيه فص ازرق وضعه في بنصره الأيسر وغادر ... دخل الحانة لا حرج على المخمور طلب نبيذا من النادل ...احضر له كاسا من العرقسوس ...شربه وطلب ثانية ..ركز في لفظه كي لايخطئ التهجي ..جاء النادل بكاس آخر من عرقسوس ...في المرة الثالثة قرر ان يخدع كاس العرقسوس ويحوله نبيذا .. لعبت الخمرة بحواسه بدأ بالصراخ ....نادى مدير الحانة بالحراس هذا مخمور فاخرجوه....
رموه قرب صخرة ماان وضع يده عليها حتى التصقت ..بدأ بأول صرخة ليحرر أصابعه واذا بسيل عرم من الجنود يطالبوه بخاتم الإمبراطور ...لكن الخاتم التهمه الحوت الأزرق
بدأت الركلات والشتائم تطالبه بمكان الخاتم ....صوته ابكم وعيناه زاغت من فرط السواد لكنه مازال يبصر ماتحت ملابس الإمبراطور الشفافة ومئات الشبقات اللواتي يحتجزهن خفيه اثناء ممارساته السرية ضحك رغم رغبته بالبكاء فلازالت أذناه تسمع صوت الشهوة التي يطلقها الحاكم فقد أباحت بها حمامة آبقة ...فرح لازال يميز هديل الحمام ....لا وقت للغناء يجب ان يبكي ...تركه الجنود بعد ان سرقوا منه ورقة التوت ...
سار متخفيا بلحيته الكثة ...التقت عيناه بحوريات حسان ...مسح البصاق الذي تركه الجنود على لحيته سال اللعاب من فمه ...طلب المزيد حتى انتصب ....
تذكر القانون امسك بساقيه هاربا حتى وصل البحر طالب بخاتمه واذا بأسنان القرش حوله وأذرع الأخطبوط تقطع ألسنته بين اليمين والشمال ...هنا عادت ذاكرته....الأم التي أرضعته وآخرى فرشت جناحها حوله وثالثة نزعت قلبه ووضعت فيه تميمة قرن الثور.. تذكر مااخبرته به خطيئته الأولى صاحب هذا البرج يمتلك قرنا خشبيا كلما يباري طواحين الهواء تزهر الأرض سنابل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر