الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابين التماثيل

مهند احمد محسن

2019 / 4 / 27
الادب والفن


يتأمل منحوتته البيضاء والتي نحتها بيديه التي اكلها الطين وهي عبارة عن رأس إمرأة مغطاة بحجاب اسلامي محتشم ويدندن بينه وبين نفسه اغنية (يالجمالك سومري ونظرات عينك بابلية)..هو يحبها لحد الجنون وقد ملء غرفته بشتى التماثيل السيراميكية والطينية والخشبية وكلها لنفس المرأة التي يحبها،حتى انه يسهر الليل كله غارقا مع اشواقه الممتزجة بدخان سكائره التي يلفها الحنين للقاها في اليوم التالي للاعتراف بحبه لها ولكنه يفشل بسبب الصراع الذي يحيطه من كل جانب مابين عقله المتضامن مع الاعراف والتقاليد البالية ومابين قلبه الذي يدفعه الى حد الغرق والتوهان بحبها لحد الجنون وكما يصفه هو .
ويقف فجأة وكأنه يخاطب شخصا ما .
-اللعنة عليك يا قلبي المتخاذل فانت السبب بكل مشاكلي واحزاني..الف اللعنة علي انا لاني امشي وراء احمق معتوه مجنون مثلك.
ويخرج سيكارة جديدة ليشعلها من السيكارة التي اوشكت على الانتهاء ويشهقها بكل شغف ويترنح بجسده ويهز براسة يمينا ويسارا وكانه متصوف بحضرة امام لا يعرفه ولم يقرأ اي شيء له سوى انهم قالوا بانه من الصالحين و يضرب على صدره ويتأوه .
-اه لو كان بيدي لأقتلعت عيونك من محاجرها واجعلك كفيفا لاتبصر طول العمر يا قلبي المسكين..فمن قال لك او اعطاك الحق لتهيم بها لهذه الدرجة وانت تعرف بانها تكبرني بعشرة سنين ،اما تعرف ماسيقول اصحابي واهالي حينا ان عرفوا باني اعشق امرأة اكبر مني؟ لا وليس هذا وحسب بل انها ارملة ومطلقة بنفس الوقت والطامة الكبرى بانها لا تنجب... اه ياويلي من ذا الذي يرضى او يقبل من عائلتي المبجلة بان ارتبط او اتزوج بمثل هكذا امرأة.. اما تعرف باننا نعيش بمجتمع خائب تحيطه كل انواع الجهل والتخلف والقيود التي صنعناها نحن البشر لا غيرنا وقيدنا انفسنا بها ولا نستطيع ليومنا هذا التخلص منها .
ويرجع الى احدى منحوتاته مخاطبا اياها ..
-اما انت يا غاليتي اعرف بانك جميلة جدا لحد الطغيان او انا اراك كذلك ، واعرف باني غارقا ببحر هواك واصبحت انت النفس الذي يجعلني اعيش هذه الحياة البائسة..واعرف بانك لا حول لك ولا قوة وانا مثلك واشهد باني اعشقك والف مليون احبك وكل مسامة بجسدي تتنفسك وتنطق بكل حروف الهجاء من الالف الي الياء وبكل اللغات الازلية القديمة تنطق بحبك وغرامك ، وكل جزء مني مختوم بالشمع الاحمر باسمك ولا تقدر اي امرأة اخرى غيرك ان تحررني منك .. فانت الدرب الذي امشيه بدون تفكير او حتى اراه ولسبب بسيط جدا لانك اصبحت عيوني التى ارى بها كل شيء جميل وبحقيقة الامر هو ليس كذلك .. بل انت سكري وشهدي الذي احلي بها بقية ايامي المرة .
ونهض ليخرج من كيس اسود كان قد وضعه تحت سريره بعضا من الطين( الحر) الجديد ليقرر ان يصنع لها تمثال اخر يضعه ويضيفه الى بقية تماثيله الخالدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه