الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأدب يفجر أسئلة العمل و العمل الافتراضي

محمد سمير عبد السلام

2006 / 5 / 1
ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية


تطرح أسئلة العمل الافتراضي نفسها بقوة في الأدب ؛ فهو حقل للأداء خارج نطاق السوق من جهة و العلاقات الاقتصادية الكبري التي توفرها صناعة الثقافة المبنية على النمطية و التشابه في الميديا المعاصرة ؛ و العمل الأدبي يقوض الأداء الموجه في اتجاه فعل طليعي يتجاوز مفهوم السلعة من داخلها و يحقق التحلل الذاتي من العمل الموجه في الرأسمالية المتأخرة مثلما أشار ديريدا في بحثه " و كأن نهاية العمل كانت في أصل العالم " و يمثل لها بفئات الطلاب و علاقات الإنترنت الجديدة و استشراف نقص ساعات العمل في المستقبل اللينيني جامعا بينها و بين التحلل الأولي للعمل في التوراة قبل النزول إلي الأرض و الخطيئة ، و الأدب عند إيهاب حسن يحقق الانفلات من أسر الهوية الثقافية الجامدة لأنه يحقق التحلل الطبيعي من اللغة الانفصالية بين الحضارات إذ يجمع المحلي و العالمي معا و يحقق التسامح ، ألم يقرأ فوكوياما نهاية الإنسان و تحديات علاقات التشابه من خلال عالم جديد لألدوس هكسلي ؟


و قد كان لي تعقيب على المفكر و الأديب الدكتور عمار علي حسن حول إشكالية مفهوم العمل الافتراضي في نطاق الأدب و التلقي المعاصر بوصفها نشاطا لما بعد الحداثة في تجاوزها لمركزية الاقتصاد ففي دراسته " الأدب والاقتصاد " المنشورة بمجلة الكويت الثقافية بالعدد (233) في مارس سنة 2003م ، يقر الدكتور / عمار على حسن ، فرضية مركزية مؤداها أن الأدب يعكس الوضع الاقتصادي للمجتمع وطبقاته وآليات السوق فيه في فترة تاريخية بعينها مستشهداً بأمثلة - على ذلك – من التراث والحداثة الروائية في أوربا والوطن العربي.
جاءت الدراسة من منطلق نقدي – أيديولوجي أثر علي طرائق التدليل علي الفرضية ، ومحاولات الاحتواء المغلق للنصوص والاقتباسات في الخطاب المفترض للناقد، ومن هنا تصبح علاقة الأدب بالاقتصاد في تطور المجتمع الصناعي ، في موضع مساءلة لمركزية الانعكاس ودرجاته ، ومدى بروزه في النصوص والاتجاهات الفكرية التي يستشهد بها الدكتور عمار. فليست الشمولية المنهجية التي يستعملها في التعامل
مع المفاهيم ، قادرة على بيان درجة هذه العلاقة ، أو مدى صدقها في بعض النصوص – من الأساس. وذلك فى ثلاثة مواضع على درجة كبيرة من الأهمية في بحث هذه العلاقة هي:
كان تخلى الرواية الجديدة عن الصياغة التاريخية التقليدية للشخصية ، بأن أصبح الشخص مجرد علامة أو إشارة في النص () ثم تحول التلقي ذاته إلى آليات استقبال لهذه الإشارات الجديدة ونظائرها التقليدية أيضاً ، ومن ثم أصبحت مسألة الانعكاس الطبقى للشخص في الرواية قيد النظر والتشكك ، فليست للنصوص الروائية التاريخية وحدة تجمعها ، أو مرجعيات قد تخلي عنها الفن الروائي ونقده معاً ، ولا أعنى بذلك إغفال التأثير الاقتصادى ووضعية البطل أو الكاتب على النصوص ، ولكنني أري أن من الخطأ – منهجياً – أن يرى الاقتصاد مركزياً في الشخوص وأبنيتها الدلالية والنصية ، فالعلاقة بين البطل كعلامة ووضعه الطبقي قائمة ، ولكنها تحفز آليات تطور وجود البطل في النص وآليات الاستقبال المتعددة الدلالات ، فهي إحدى شرارات الانطلاق في صيرورة ووجود البطل وليست مرجعية أحادية تختزله.
أتفق مع الدكتور عمار فى أنه لا يمكن فصل (الكتاب) عن دورة السوق ، ومفهوم السلعة ، ولكن هذه الدورة لا تحول المبدعين إلى الكتابة وفق آليات العرض والطلب ، أو أن يتحول القراء إلى مستهلكين متعجلين للنص ، وليس حدوث هذا الأمر في بعض الأوساط التجارية يعنى شموليته ، فمن فرض على وعى المتلقي أن يتحرك من منطلقات ليست أدبية ؟
إن القارئ في نظريات التلقي المعاصرة ، كثيراً ما يضع النصوص التجارية الرخيصة في هامش انتباهه ، وإن تعامل معها فبوعي إبداعي خارج عن منطلق الاستهلاك المباشر.
وأري أن الاقتباس الذي أشار إليه الدكتور / عمار من " تيرى إيغلتون " يعكس تصوراً جزئياً في نقد المجتمع الرأسمالي ، والطابع السلعي فيه دون أن يشير إلى تجاوزات بعض النصوص لهذا الطابع الأيديولوجي.
إن (القصة) عند (بارت) تلتحم بالتاريخ والمجتمع وتتخطى مفهوم الثقافة ذاته () ولا تسير خلف آليات التسوق كتغير للسلعة.
لم تكن الحداثة أبداً انعكاساً لظرف تاريخي واحد يحدد مدلولها الأدبي المتغير وبهذا الصدد يذكر د/ عمار أنها كانت رد فعل علي سعي الطبقات القادرة للسيطرة على الثقافة.
لقد كانت الحداثة تسير في طرق عديدة لإحداث التغير – كما يرى رايموند ويليامز – منذ أواخر القرن التاسع عشر ، ولهذا توتر في تحديده لها بكثرة الانقسامات داخل اتجاهاتها وبكل اتجاه على حدة ، وموقفها المتضارب من البورجوازية ثم محاولات تجاوزها فيما بعد الحداثة () إن الإبانة عن الزوايا الأخرى من الظاهرة قد تكشف دوماً عن مساءلة الظاهرة نفسها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي