الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهداء له 7 لست نقطة

فاطمة هادي الصگبان

2019 / 4 / 28
الادب والفن


إهداء له7
لست نقطة

يوم الجمعة يوم الكرنفال العظيم في شارع ..... الذي يمنح الداخلين اليه عرش الحرف الذي تتهاوى أمامه سلطة المال والحاكم بأمره ...ويوم الإذلال لأمة الله التي شاء القدر ان تكون في بيئة لاتقدر كائنها الصغير...
ففي هذا اليوم الذي جعله الله عيدا لاولئك الذين يترعون من مناهل جنة ذلك الشارع حتى الثمالة ،هي مغيبة في نقطة لاترى ولاتحدد في الخارطة المجردة ...
نهضت ليومها الروتيني مصممة ان تنتبه لأدوات العقاب إذا ما ألح عليها محارب يتوق للنصر او عاشق يتلظى للوصال او حتى طفل يلح في الحصول على حلوائه المفضل ...بينما هي حريصة على جعل جردل التنظيفات جافا واستبدال نعل أمها القديم بالجديد نوعا ما تحسبا لأي مباغتة او هجوم مضاد إذا مااكتشفت تلك الأم الطيبة القاسية في أدوات عقابها ....فهي هازمة لللذات ومفرقة للجماعات عندما يطلق كيوبيد سهامه في قلب ابنتها الرقيق الذي يطير لأول هبوب ريح ...
وتجلس الفتاة تكتب وتسطر مالاتفهمه تلك الأم ...التي من حيرتها تضطر لإيقاظها بالأدوات المهينة لذلك الذي تدعوه بالكائن المسكين وأحيانا تأخذها للأولياء كي يعيدوها من براثن ذلك الشيطان الذي استولى على عقل وقلب صغيرتها الحبيبة...
بينما هي تستمع وتؤلف لذلك العاشق الذي أغرقت سفنه ليلة امس واذا بصفعة على خدها الأيمن تفأجات من اين أتى الهجوم المباغت شبشب أمها يروح ويجئ في المطبخ...
جردل التنظيفات جاف بيدها منحته إذن الانصراف بعد أن اتم مهامه وأخذ استراحته في قبو المنزل....لم يطق صبرا ذاك الهجوم وباغتها بأخر نال من خدها الأيسر ...استغربت للعقاب المهين وغير المألوف القادم من شرارات عيون شقيقها
حتى الأم تركت مطبخها لترآب الضرر الحاصل بين فلذات أكبادها ...
سألت مستفهة عن أسباب الحرب ...فجاء الجواب بأوراق وقصاصات....
فهمت الفتاة بان احد عشاقها قد وشى بها ...دققت بعيونها الدامعة من ذلك الخائن الذي باع حبها واستحل هدر دمها ...كانت الحروف تتراقص أمامها فالهجوم لم يكن هينا...
ارادت ان تعيد النظر في الأوراق كي تتوصل للمحب الفاسد من خلال مدونة تاريخ عشقها له لكن يد اخيها الضخمة كستارة كبيرة اخفت مسرحية حبها العظيم....
لم تدم تساؤلاتها طويلا ...عرفت ذلك الغادر من خلال اتهامات الشقيق ..فهمت ماباح به ذلك اللعين ..ومافعلاه في تلك الليلة من سمر ورقص وغنج..
يقرأ الشقيق سطورها وهي تلعن في ذلك اللقيط الذي ستقفل قلبها في وجهه والأم تسمع الكلام بإندهاش وتخاطب الشقيق الولي بأمره
أختك من البيت للمدرسة وحتى الدوام أعده لها في الدقيقة ان تأخرت اخرج أسال الطرقات وادعو لها ان تعيدها سالمة ...
أجاب الولي بغطرسة
تقابلهم ليلا على غفلة منا ...
أندهشت الأم اكثر ...ورددت..
ليلا ...ليلا... أنى لها ذلك وهي الملتصقة في وشاحي كل ليلة مثل القرادة ادفعها وادعو على نفسي لايخلصني منها سوى القبر ...تبدا بأغنيتها المعتادة سأكون شيء عظيم سأكون ماان اسكتها حتى تبدأ معزوفة جيوبها الأنفية التي لازلت اجمع مبلغ ازالتها لأنعم بنوم هادئ....
هدأ الولي ورمى الأوراق في وجهها مرددا باستهزاء
هه هه هه شيئ عظيم انت مجرد نقطة انت نقطة
تحسست خدها ونظرت في مرآتها الأربعين لقد كان أثر الصفعة أقوى هذه المرة لأن الولي بأمره كانت رائحة يده غريبة و تحت طائلة القانون لكنها ذات القبضة الممزقة لمسكينها ونفس الإيقاع أنت نقطة أنت مجرد نقطة....
توالت الصفعات وكل منها تردد انت نقطة انت نقطة ...احتضنت وشاح أمها ثم ...
أمسكت بذلك الكائن واعتصرته بهزائمها الدامية وبدأت تلقنه ...
أ...ن...ت...ن...ق...ط...ة
وفي يوم اخبرها التلفاز عن عظمة كائن ضئيل لا يتيه رسمه في الزحام ...
تحول الوجه لسانا ناطقا يرتل اناشيدها
ليست نقطة
ليست نقطة
بل ..هي أنشودة سلام يهتدي بها كل ضال...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو


.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس




.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي