الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تحدث مواجهة ام مصالحة بين ايران وامريكا؟

عدنان جواد

2019 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية




هل تحدث مواجهة ام مصالحة بين امريكا وإيران؟
كثيرا ما نسمع التحليلات والتهويلات لقدرات امريكا العسكرية والاقتصادية ألهائلة، مقابل قدرات ايران المتواضعة، من قبل بعض المحللين السياسين والعسكريين والإعلاميين، الادارة الامريكية سبق وان مارست حرب العقوبات الاقتصادية بالحصار بدل الحروب العسكرية منذ الخمسينات، ولم يكن ناجحا دائما، كما حدث مع كوبا وغيرها، ونحن في العراق جربنا الحصار لمدة 12 سنة وكانت له نتائج كارثية في كل نواحي الحياة، لازلنا نعيش اثاره السلبية على الشعب الى اليوم، وفي نهاية المطاف لم ينجح في اسقاط نظام صدام إلا بعد التدخل العسكري المباشر وبدعم من نفس الدول العربية وعلى رأسها السعودية والإمارات التي تدعوا الى اسقاط النظام في ايران اليوم ، وإنها سوف تساهم في ذلك و سوف تسد نقص النفط الايراني عند فرض الحصار 100% وهي لعبة اجبرت صدام للتصرف بجنون فقام بغزو الكويت وأراد دخول السعودية لأنهم استفزوه بعد ان ضحى بشعبة وبناه التحتية بحربه ضد ايران 8 سنوات ليطعنوه بالظهر ، واليوم يراد اعادة نفس السيناريو لكن ايران اكبر من ذلك ففيها ساسة مفكرين وقادة اقويا وشعب متحضر يؤمن بثورته ويحترم قيادته، ولكن التهديد والحصار جلب زعيم كوريا الشمالية للمفاوضات كما يدعي ترامب، وهذا الحصار على ايران اجبر ايران ابرام الاتفاق النووي كما يقولون، وبالتالي فانه سيدفع ايران للحوار مرة اخرى بعد التنازل عن مشروعها الصاروخي والنووي ودعم الحركات والدول التي تجابه اسرائيل، وسلاح العقوبات المفضل لدى ادارة ترامب، فهناك عقوبات على روسيا وعلى تركيا لذلك فان ايران ليس لوحدها في خندق العقوبات.
ادارة ترامب تريد ايقاف الصادرات النفطية وإيصالها الى الصفر بعد ان كانت 1,7 مليون برميل يوميا حسب احصاءات شهر آذار، ويشكل النفط نسبة44% من عائدات الدولة الايرانية واغلب الدول المستوردة للنفط الايراني هي الصين والهند وتركيا واليابان وتلك الدول لايمكن ان تستجيب للاملاءات الامريكية بسهوله، صحيح ان العقوبات على ايران سوف تؤثر على الاوضاع الاقتصادية وتفقد العملة الايرانية قوتها ، وأمريكا تراهن على المعادلة الداخلية بحنق الناس وغضبهم، وخارجية بالتدخل واستخدام الاموال لتحريك الشعب الايراني على حكومته.
ونقاط القوة بيد ايران ، وجود العراق ذي الحدود الطويلة مع ايران ، وهو يمثل بوابة من بوابات كسر الحصار، ويعلم الايرانيون ان ساسة العراق لاتهمهم العقيدة بقدر المصلحة الشخصية والحزبية، وهي تستطيع اغلاق مضيق هرمز وبالتالي اغلاق صادرات السعودية والإمارات والكويت والعراق وهذا سوف يرفع سعر النفط الى اعلى مستوى وهذا الامر لايرضي الولايات المتحدة الامريكية شعبا ومؤسسات ، وأيضا تجد المبرر للانسحاب من الاتفاق النووي والعودة لتخصيب اليورانيوم، وتوجيه الاوامر للفصائل المسلحة التابعة لإيران في العراق ولبنان وفلسطين وسوريا باستهداف القوات الامريكية والاسرائلية، ففي العراق وحده توجد 30 قاعدة امريكية، و2000جندي من شمال وشرق سوريا، وتستطيع الطلب من حركة انصار الله باستهداف مضيق باب المندب، وامتلاك ايران اسطول بحري كبير وقوة لايستهان بها وترسانة صاروخية.
وبالعودة لنقاط القوة والضعف فان الحرب ليس في مصلحة الجميع وفي مقدمتهم ايران وأمريكا بل التي بيد ايران اكبر من التي بيد الولايات المتحدة الأمريكية، وان دفع السعودية والامارات ونتينياهو لترامب لشن الحرب لن تفلح، وكما يقول عريب الرنتاوي وهو كاتب ومحلل واكاديمي اردني، يجب ان لاننسى دور سلطنة عمان الذي انتج الاتفاق النووي، وهي ناشطة حاليا في تقريب وجهات النظر بين ايران والولايات المتحدة، والدليل التغريدة الاخيرة لترامب بأنه مستعد للحوار مع إيران وانه سوف يقبل بالحوار اي ترامب، لانه فشل في اخضاع زعيم كوريا الشمالية، وفي هذه المرة ربما ايران من سيرفض الحوار ويستخدمون ورقة المماطلة وشراء الوقت حتى تنتهي السنتان المتبقية من رئاسته، وربما يساهمون في اسقاطه انتخابيا بالتناغم مع الديمقراطيين، فربما تتحول المواجهة الى مصالحة بين الولايات المتحدة الامريكية وايران ، وتذهب اموال وامال السعودية والامارات ادراج الرياح كما ذهبت بدعم القاعدة وداعش سابقا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو