الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطور الطبقة العاملة نموذجا-الإمارات العربية المتحدة

قصي حسن

2006 / 5 / 1
ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية


لقد قال ماركس عن البرجوازية أنها ما فتئت تتعلم من تجاربها و مع تطور وسائل و أساليب الإنتاج البرجوازي كانت و ما زالت البرجوازية تتعلم من تجاربها في استغلال الطبقة العاملة لزيادة رأسمالها و أموالها و أملاكها وبالمقابل فان الطبقة العاملة تطورت أيضا و لكن بشتى الاتجاهات السلبية باتجاه الضعف و التفتت و التشرذم و الفئوية فمع التطور التكنولوجي وانكماش العالم ليصبح قرية صغيرة و و" تبادل" –و أصر على كلمة تبادل و ليس انتقال بمحض إرادة العمال- العمالة من الأطراف إلى المركز أو انتقال العمال التقنيون من المركز للأطراف و تمتعهم بدخل عالي نسبيا يؤدي إلى نسيانهم منبتهم الطبقي أخذت تحل طبقة عمالية جديدة مكان الطبقة العمالية المحلية السابقة ذات اللون الواحد العرقي و الطائفي و أخذت هذه الأسباب العرقية و الطائفية و العمالية الفئوية تلعب دورا أساسيا في تفتيت الطبقة العاملة وتشر ذمها و عدم قدرتها على تشكيل طبقة واحدة متجانسة و ساهم في ذلك وعي البرجوازية و تعلمها من تجاربها السابقة و البرجوازية النفطية الكمبرادورية ليست بأقل تعلما من البرجوازية الصناعية الأوربية فهي استفادت من تجارب كل من سبقها و أخذت تستغل الطبقة العاملة أبشع استغلال و إن كانت البرجوازية الصناعية قادرة على إنتاج حالة تطورية لمجتمعها فان الكمبرادوية هي ليست كذلك بل تمعن في جعل المجتمع متكأ على الاستهلاك فكل حركتها و تطورها معتمدا على قطاع الخدمات و السياحة و العقارات دون المحاولة لأخذ البلاد إلى مستوى الصناعات الثقيلة التي تجعل البلاد تدخل في عهد البرجوازية الوطنية ،أما الطبقة العاملة فقد ازدادت انقساما وانحطاطا و زاد استغلالها في دول العالم و دولة الإمارات بصورة خاصة فقد جعلها عدم تجانسها العرقي و الطائفي و حتى المهني تتفرق و لا يوجد إمكانية لتحريكها على أنها طبقة واحدة قادرة على المطالبة بحقوقها القانونية فالموزاييك العرقي و الطائفي وحتى الطبقي، و لعب البرجوازية على هذا الوتر و تقسيم الطبقة العاملة إلى فئات مختلفة متناحرة أدت و تؤدي إلى تدهور أوضاع العمال و انحطاطهم فأصبحت الطبقة العاملة طبقات وقسمت الطبقة الواحدة إلى طبقات فهناك الفئة المسحوقة من العمال الذين يعملون أعمالا سيئة أو أعمالا شاقة و هؤلاء العمال يختارون من ذوي التحصيل العلمي المتدني جدا و الشعوب و الطوائف المسحوقة و هناك فئة العمال المهرة التي تتميز عن الأولى بأنها أكثر تفتحا منها وأكثر مهنية –طبعا في مجال الصناعات الخدمية و المقاولات- و لذلك فهي تحظى برعاية أكبر من قبل رأس المال و أجورها مختلفة فان كانت الفئة الأولى من العمال ذات أجور متدنية جدا بل ومشينة غير قادرة على المطالبة بحقوقها لأنها لا تملك التعليم و لا المنظمات النقابية و لا الطائفية الذي يجعلها تقوم بذلك فان الفئة الثانية من العمال و لو أنها تتميز عن الفئة الأولى إلا أنها أيضا بسبب الموزاييك العرقي و الطائفي و تفوق العرض على الطلب أيضا هي غير قادرة على المطالبة بحقوقها أضف إلى ذلك ما تزرعه البرجوازية المتعلمة في نفوس هذه الفئة من أنها متميزة عن تلك الفئة الأولى المسحوقة مما يؤدي إلى نشوب صراع بين هذه الفئة وتلك و لا تقتصر فئات العمال على هاتين الفئتين بل هناك فئة ثالثة و هي العمال أصحاب الشهادات المتوسطة هؤلاء هم الفساد الحقيقي بين الطبقة العاملة فهم بحكم شهاداتهم غير قادرين على أن ينتمون إلى الطبقة العاملة و يندمجوا بها و يدافعوا عن حقوقها و أيضا بحكم شهاداتهم غير قادرين على الصعود درجة أخرى باتجاه البرجوازية فهؤلاء بين بين كما هي شهاداتهم و يأتي في المرحلة الأخيرة الفئة ذات الشهادات العليا "المهندسين و الأطباء و المحامين " فهؤلاء يظنون أنفسهم بحكم شهاداتهم و رواتبهم العالية نسبيا أنهم خرجوا من صفوف الطبقة العاملة إلى مصاف الطبقة البرجوازية و خصوصا إذا ما قارنوا دخلهم في دولة الإمارات بدخل أصحاب الشهادات في بلدانهم مما يؤدي إلى شعورهم بالتميز عن الطبقة العاملة ككل رغم أنهم عمليا هم في صميم الطبقة العاملة و لكنهم متميزون بشهاداتهم من خلال هذا العرض أقول إن الطبقة العاملة في دولة الإمارات غير قادرة على أن تشكل طبقة بل هي بسبب خبرة البرجوازية و تجانسها العرقي و الطائفي و عدم خبرة الطبقة العاملة وعدم تجانسها العرقي و الطائفي و حتى الطبقي ستبقى عاجزة عن إنتاج طبقة عاملة تكون قادرة على تشكيل نقابات للعمال تدافع عن مصالحها إلى أن يأتي وقت تضطر البرجوازية إلى أن تمنح الجنسية لهؤلاء العمال وهذا لن يحصل في وقت قريب لأن البرجوازية المحلية هي متعلمة و هي غير قادرة على أن تنحى بالبلد هذا المنحى بل وغير راغبة في ذلك لمعرفتها التامة بالنتائج المترتبة على هكذا تطور لذلك نرى إلى أن الصناعات الثقيلة و المتطورة لا تجد مكانا لها في ذهنية أصحاب رأس المال فنرى أن أصحاب رأس المال يتجهون أكثر فأكثر إلى الصناعات الخدمية و السياحية كأن يقوم أحد الشيوخ باستثمار مطعما أو مركزا للتسوق أو في أحسن الأحوال شركة مقاولات كبيرة ،وهذا الوضع في اعتقادي لن يدوم قد يستمر طويلا على المستوى العالمي و لكن لن يدوم بل سوف يأتي وقت تصبح فيه الطبقة العاملة على المستوى العالمي أكثر تطورا و أكثر تجانسا و ما اعتراض الشعوب على العولمة إلا دفاعا من البرجوازية المحلية عن مكتسباتها التي سوف تتضرر على المدى الطويل من هذه العولمة فالعولمة هي عمليا لا تؤدي إلى تدهور الطبقة العمالية المحلية فقط بل تؤدي وبشكل أساس إلى ضرب الرأسمال المحلي و هذا ما يجعل البرجوازية المحلية تعارض العولمة و لكن ليس باستطاعة العمال و لا يجب أن يعارضوا العولمة بحجج واهية عرقية وطائفية و غيرها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا