الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا أمازيغي ولكن...

محمد موجاني

2019 / 4 / 29
الادب والفن



أي إنسان على وجه المعمورة يفتخر بإنتمائه وثقافته والموروث الثقافي لأسلافه ولو لا شعوريا. فكل هذا متجدر في وعيه الباطني عن قصد أو بدون قصد. وكما ليس هنالك إنسان يتجرأ أن ينكر أصله وتاريخه، أنا أيضا أتفق مع هذا التصور وأقول: أنا أمازيغي، أحب لغتي وثقافتي. أسعى أن أدافع عنها بطريقتي الخاصة وبكل روح رياضية بعيدا عن التعصب وبدون خدش لمشاعر الأخرين ولا كلام هابط، وبطبيعة الحال دون إحساس بجنون العظمة ولا تمجيد للذات. كما أني أستاء ويقلقني من يهاجم هويتي وأضطر أن أرد هجومه وأدافع عن نفسي كلما أقتضى الحال ذلك في حدود الصواب .

كبرت في وسط أمازيغي محض ، أهلي أمازيغ أبا عن جد وحتى النخاع ورغم الإقصاء والإهمال الممنهج في حق ثقافتي وتراثي فالشعور بإنتمائي لن يفارق كياني ولو لفترة. أتكلم بالأمازيغية أينما كنت، أغني بها أيضا فهي لغة تفكيري ، وبها أحاول نظم الشعر. تخرج من فم بسلاسة ولبقة فلا أرى نفسي في ثقافة أخرى غير هذه التي ترعرعت فيها. إحتضنتني منذ طفولتي وتشبتث بها رغما عني لأنه ليست هنالك مكنسة سحرية بإمكانها أن تحملني إلى حضارة أخرى غير التي وجدت عليها أهلي، و في أي حال من الأحوال أنا أمازيغي تحت جلدتي رغم عن كل شيء ورغما حتى عن إرادتي لأنه ليس سهلا أن أنفلت من قدري .

نعم التحقيير والتهميش الذي تتعرض له ثقافتي ولغتي يحرجني كثيرا و جعل مني إنسان يائس وبئيس وبه أحس أني أنتمي إلي حضارة ذابلة معطوبة ومحبوطة الأمل، ربما تحتاج إلى رجال وليس بأشبه الرجال لضخ دماء جديدة في عروقها وربما إلى سنوات من التضحيات والنضال المعقلن والهادف . وهكذا أجد نفسي تائه ومعتوه في مساري لا أدري هل أتقمص شخصية أخرى وأصطنع هوية مزيفة وهل هذا سيخفف من قلقي لأن وجودي وهوياتي يحرج غيري كما تحرجني عزلتي لحد أني أخجل أن أفصح عن هويتي الأمازيغية لغباء وتعصب كثير من شباب تقافتي. أحس دائما بجدار وهمي يعزلني عن العالم وعن الأخرين وأنا وراءه خائفا مدعور والكثير من التساولات تؤرقني وتنبش من لحمي و بل تسرق مني فخر الانتماء وتذوق معنى الحياة .

رغم كل العزلة والوحدانية تشبتي بثقافتي وكل ما أراه جزء من ماهيتي وهويتي أمر يجب الحسم فيه لأنني أري من جهة أنه من الصعب إن لم نقول أنه من المستحيل أن نرتقي بأدوات الماضي ثقافة وثرات الغير أو بالعودة الى الوراء....

و أرى من جهة أخرى أن الإنصهار في المجتمع والإنفتاح على الأخر وخلق ميزاج يتمشى مع العصر هو الحل الأمثل للخروج من هذا المأزق

لكنني أظن من وجهة نظر معاكسة أن تمجيد الماضي والتغزل وبأحداثه هو وحده الذي يجعلني أحس بالارتياح ولو قليلا .

لكن حقيقة الأمر، أنا أتماهى وأتردد بين الطرق فلا أستطيع بثاتا أن أكون غيري ولا أستطيع أن أكون أمازيغيا قحا لأنني لم أستطيع أبدا أن أتنازل عن أصلي ولأنني لم أجد له بديلا يشفي جروحي ويخفف من أالمي وكما لا أريد أن أكون مريضا بالماضي فإني أفضل الصمت الأزلي لأني لا أشك أني أنتمي إلي حضارة عرجاء أصبها عطب مستفحل وتحتاج إلى تعديلات لخلق انسان بمزاج العصر...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا