الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد العمال العالمي عيد الأمل الأنساني

خليل محمد إبراهيم
(Khleel Muhammed Ibraheem)

2019 / 4 / 29
ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي



الحياة الإنسانية على الأرض؛ مثل الأرض تدور، ومن خلال دورانها؛ يتقدم الإنسان هنا ، أو يتأخر هناك بحيث يتقدم خطوتَين، لِيتأخر خطوة، ويبدو أننا في خطوة التأخر، لا لشيء إلا لِتشتت اليسار الإنساني؛ تشتتا لم أجد له مثيلا في التاريخ/ على ضعفه وتقلُّص دوره- ففي هذه الفترة؛ كثيرا ما تتعاون أحزاب يسارية مع غيلان الرأسماليين والإقطاعيين، ونحن نفهم هذا في زمن التقهقر، وقت الخضوع للاستعمار أو في مرحلة التحرر الوطني، لكن أيهما أقرب للتعاون/ على كل حال- اليسار مع اليسار؟ أم اليسار مع أي أسلوب للتفكير والعمل الرأسمالي بل الإقطاعي؟
وفي كثير من الأحيان؛ أجد جوانب من اليسار؛ تُحارب بعضها تاركة النظم الرأسمالية والإقطاعية بحيث تُحرج بعضها، ولا تترك له مجالا للثقة بالذات، والاستفادة من العناصر التقدمية التي هي صاحبة المصلحة الحقيقية؛ في التقدم الإنساني اليساري؛ فأنا أفهم اختلاف اليساريين، واحتمال اصطراعهم، لكنني لا أفهم تقديمهم أعداءهم التقليديين على أخوانهم، فهذا ما لا ينبغي أن يكون، بل لا يُعقَل.
إن هذا الواقع الذي تعيشه قوى اليسار؛ يفرض على الطبقة العاملة؛ شكلا قاسيا من أشكال التشرذم، والسقوط في حبائل الإقطاعيين والرأسماليين المنصوبة؛ مما تخسر من أجله حقوقها المشروعة، بل تمنح الفوز السهل، لأعدائها التقليديين، فمظاهرات العراقيين التي بدأت في عام 2011 أسلمت ثلث العراق المسكين إلى خيم الفتنة التي افتتحت أبوابها لمخاطر داعش، كما أن المظاهرات التي بدأت في عام 2015؛ أدت إلى تشضية الشعب، وتقسيم القوى المدنية، حتى وصلْنا إلى ما وصلْنا إليه، ولا ينبغي تصور أن العراق وحده؛ خضع لهذه المشكلة، فمظاهرات تونس؛ انتهت إلى النتيجة نفسها، ومظاهرات مصر؛ انتهت إلى محمد مرسي، وما تلا حقبة الأخوان حتى أنني لا أعرف الفرق بين ما يجري الآن، وما كان عليه الحال في عهد مبارك غير ازدياد ضعف أحوال الفقراء، وازدياد جوعهم وتعطلهم، وهو نفسه ما يُقال عن تشضي سوريا، وانتهائها إلى ما انتهت له محافظات العراق المحتلة من داعش من خراب، أو ما هو أشد، وهاهي حالة الصراع في ليبيا واليمن، كما أن ما يجري في السودان والجزائر، لا يُبشِّر بما هو أفضل، ولو استمر النقاش بهذه الطريقة، لتوصلنا إلى النتائج ذاتها؛ تغول العسكريين، ورجال الدين من الإقطاعيين والرأسماليين؛ انهزام الثقافة والمثقفين، تعطل العمال، ووضعهم أعينهم على الاستثمار المنتهي بالاستعمار، فتخلي العمال عن حزبهم التقليدي الوحيد، وانشطار هذا الحزب، ووقوف اليسار ضده؛ كل ذلك مما لا نفع فيه للطبقة العاملة المجيدة، وإذا ما تخلى الحلفاء التقليديون للحزب الشيوعي المجيد؛ عنه؛ مع ما يعرفونه فيه من فكر ثاقب، ونزاهة وأمانة، فهل نتوقع من غيرهم التقدم للاستفادة من نزاهته، وجهوده الوطنية الحقيقية؟
وإذا كانت الحكومات الرأسمالية المتحالفة مع الإقطاع؛ قاتلة للثقافة، فأين اليسار من الثقافة؟!
كيف ينشر المثقف اليساري ثقافته، ودور النشر تُريد منه أن يدفع؟!
وحينما يدفع، فهل يكون مثقفا يساريا؟!
من أين للمثقف اليساري غالبا ما يدفعه لنشر كتاب أو مقال؟!
أين دور النشر اليسارية؟!
أين سينما الفقراء اليسارية؟!
أين مسرحهم الذي لا ينتظر مجيءهم، بل يذهب إليهم؟!
أين ندوات اليسار الثقافية للعمال والفلاحين والفقراء والشباب والنساء؟!
أين (مكسيم غوركي) الذي نبع من وعي الشعب العراقي، ليُقدم للشعب العراقي بعد عبث البعث (الأم) الجديدة؟!
أنا أعرف مثل هذا الشخص، وهو محارب، يبحث عن دار نشر رأسمالية؛ تنشر له، ويصعب عليه أن يجد.
أقل من هذا بكثير، فحين ذهب (غايب طعمة فرمان) إلى الاتحاد السوفياتي؛ حملوه مسؤولية القسم العربي في دار التقدم، ومَن يعرف منشورات هذه الدار في تلك الفترة، يعرف أنها نشرت أعظم الكتب السوفياتية العلمية والأدبية وأحدثها، أفلا يوجد (غايب طعمة فرمان) جديد؛ يستطيع أن يبعث الفكر الإنساني في العراق الحبيب، والأقطار العربية؟!
حين أمكن تدجين اليسار، لم يبقَ في يده غير سلاح الثقافة، فإذا سقط هذا السلاح/ سلاح الثقافة- من يده، فبماذا يُحارب أعداءه التقليديين والجدد؟!
بإمكاننا التركيز على الجوانب الإنسانية الثقافية اليسارية في الإسلام والمسيحية، ففيها أفكار وتطبيقات؛ أقرب ما تكون من الشيوعية البدائية، أما الترويج لتخريف المخرفين، ففي هذا مشكلة كبيرة.
من هنا، فنحن في حاجة جدية؛ إلى إعادة نظر واعية/ لا تخريبية- إلى ماضينا وما فيه من نجاحات وأهوال، وحاضرنا، وما ينبغي فيه من تقارب وتساند، للانطلاق إلى مستقبل يستثمر بواكير انهيار الرأسمالية الكولنيالية الجديدة، والعولمة، بل الأمركة الصرف، فإذا لم تحدث إعادة النظر هذه، ولم يتبنَ أحرار اليسار التقدمي في العالم، لهذه المهمة، فعلينا الانتظار، حتى يتحقق واقع تاريخي يشهد أحرارا أكرم منا، وأقدر على تقدير الأحوال، والتقدم لتخليص الطبقة العاملة المجيدة؛ مما هي فيه من تشضٍّ وعدم فهم لواقعها؛ وعلى هذا ينبغي المحافظة على الشعار الثوري الإنساني العظيم:- (يا عمال العالم؛ اتحدوا)، والتطوُّر إلى (يا أحرار العالم؛ انتبهوا)، فبهذا وحده يبدأ الأمل، فلنبدأ العمل من هذا اليوم المجيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا