الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية الجديدة ونجاح الثورة السودانية

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2019 / 4 / 29
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تعتبر الديمقراطية التعددية نسخة أقرب للتطبيق علي المسرح السوداني المحاط بالتباين السياسي والإيدلوجي والتنوع الإجتماعي والثقافي، وهذه النسخة إذاما تم إعتمادها ستؤسس الدولة السودانية المتطورة التي تحقق مشاركة عادلة للمجتمع السوداني في الحكم والإدارة، إذ انها تفتح الساحة السياسية لكافة السودانيين الذين ظلوا يكافحون لبلوغ دولة السلام والحرية وإستعادة القرار الوطني وتمليكه لقوى الشعب في الريف والمدينة، والجماهير الثائرة في كل الأمكنة خاضت معاركها البطولية لتصحيح التاريخ والتحول من أخر نظام دكتاتوري ظالم وعنصري إلي عهد ديمقراطي تعددي لا يقبل عودة المراكب إلي ضفة الظلام القديمة بعد إبحارها إلي النور، وتجربة الممارسة الديمقراطية لم تجد المساحة الكافية لتترسخ كقيم ومبادئ لا تقبل التبديل في الذهن السياسي والإجتماعي، وكانت الإنظمة البوليسية المسيسة علي مدار تاريخ الدولة السودانية الحديثة تمثل "عنصر شؤم" أجهض لكل محاولات السودانيين الرامية لتنظيم دورات حكم ديمقررطية تمثل الرأي الجماهيري عبر صناديق الإقتراء وفق قوانيين ولوائح تضمن شفافية الترشح والترشيح، وهذه الديمقراطية تمثل الضامن الأساسي لتحرير أجهزة الدولة وتمثيل جميع السودانيين في المؤسسات التشريعية والتنفيذية دون فرز.

دخل السودان مرحلة جديدة من تاريخه الطويل المملوء بالتضحيات البطولية ضد سلطات القهر والفساد والعنصرية، وتحتاج هذه المرحلة لترابط مكونات الشعب وبناء جدار متين للثقة والترفع عن الخلافات والتباينات ومعالجة كافة أنواع التشنجات السياسية ورفع أهداف الثورة الوطنية (رايات شرف) كتبت بدماء ملايين الثوار الأحرار لتكون وثيقة السودانيين الخالدة التي تقودهم نحو سودانهم الديمقراطية الجديد، ونستطيع اليوم تقديم سؤال موضوعي للحوار من داخل القيادة العامة ومجالس الثوار في المدن والقرى حول مؤشرات نجاح الثورة وإمكانية بناء دولة السلام والعدالة والديمقراطية وتمكن التحرر السياسي والمفاهيمي بأسس جديدة تمنع تكرار التجارب القديمة وتمنح السودان فرصة للنهوض بعد نكباته السابقة، هذا السؤال مطروح الآن داخل الساحة الوطنية ويحتاج لجواب عقلاني خاصة والثورة مسيرة شعب كافح لسنوات من أجل التحرر والعيش بكرامة وتطوير السياسة والإقتصاد والتعليم والصحة وإدارة التنوع الذي يمثل مورد الوطن الذي إن أدير بشكل جيد حقق الوحدة والتقدم وإن لم يدار جيدا أرجع السودان إلي المربع الأول الذي يجب أن نفارقه بلا عودة بعد هذه الثورة العظيمة، وهنا يجب تستطير صفحة لكتابة أحلام وتطلعات الجماهير السودانية وتسخير أقلام المثقفيين والسياسيين والثوريين لبلورة الروئ الجديدة وإسقاط أخر صفقة من شجرة ماضي السودان اليابسة.

الدولة السودانية بها متغيرات كثيرة تستوجب الوقوف عندها والتركيز علي تسيير الأوضاع بحكمة وشفافية لتخطي المرحلة الحالية بنجاح، والعالم الخارجي يتشكل موقفه من خلال الشارع السوداني، ومن غير الممكن أن نخوض معارك شرسة ونقدم مئات الشهداء والجرحى ثم ننتكس في أول خطوة نحو موطن المواطنة والديمقراطية، والعالم الحر سوف نجده داعم للشعب طالما هو قادر علي تغيير المشهد الداخلي لصالح التحرر والسلام المحلي والإقليمي والدولي، وفي نهاية الكلام نقول ثورتنا نجحت وسقط النظام، فقط نحتاج للمزيد من الصمود والتماسك الشعبي والسياسي لتحقيق ما كنا نحلم به لسنوات، حلم الحرية والسلام والديمقراطية ووحدة السودان شمسنا التي إنتظرنا شروقها وتحملنا ساعات الليل الدامس الذي طال وها نحن الآن نتهيئ بكل حماسنا لإستقبالها بدفوف ورايات وشعارات الثورة الشعبية المنتصرة، لنجعل هذا اللقاء عنوان يسجل بخط ذهبي عريض علي دفتر التاريخ.

وختام القول الخلود لثورة شعب السودان المجيدة.

عاش كفاح الشعب السوداني.


سعد محمد عبدالله
29 أبريل - 2019م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. مقتل 3 متظاهرين إثر احتجاجات اعتراضا على نتائج ا


.. شاهد | تجدد الاشتباكات بين الشرطة الكينية ومتظاهرين في نيروب




.. ماكرون.. بين مطرقة اليمين المتطرف وسندان تجمع اليسار


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: انسحاب أكثر من مئتي مرشح لسد




.. كينيا.. قوات الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين