الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متطلبات الإدارة الإبداعية للحركة العمالية في العالم العربي

سعاد جبر

2006 / 5 / 1
ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية


شكل القطاع العمالي مساحات تغيير على مر التاريخ ، وما زال يحتفظ بثقله ، على الرغم من المعوقات ومحاولات إخماد طاقاته الهائلة في عمليات الإصلاح والتغيير ، لأن المتتبع للوحة المجتمع وصورتها الحضارية ؛ يبرز له اثر تلك الحركة العمالية في تشكيل تلك اللوحة ، وتحديد مساحات الرؤى المفتوحة واللامعة في ضوئها ، وإن انتهاك حقوق ذلك القطاع المهم في المجتمع ، والمشكل عصب الحياة ، يجعل تلك الصورة هشة ضبابية ، ولابد أن تؤول إلى تقزيم وعشوائية في التخطيط والسلوك ، واستبداد مطلق في إدارة الحياة والبشر
وهذا هو واقع الحال المتأزم لتلك اللوحة الاجتماعية في العالم العربي ، من هشاشة الثقافة ، وارتجالية التخطيط ، واستبداد الإدارات بكافة أشكالها ، ومساحات انتهاك حقوق الإنسان فيما يخطر وما لايخطر ببالنا من وقائع مؤلمة وحوادث مؤسفة ، لأن تلك اللوحة نالها ما نالها من اغبرة التجاهل واللامبالاة ، وابتذال الحال في التعامل ، رغم أنها تلمع عبر الخطابات الرنانة ، والمواسم الاحتفالية في لحظات معدودة ، من مواكب التبجيل ، ولكنها لاتلبث أن تعود اللوحة إلى ما كانت عليه ، في المكان والزمان ذاته ، من غبار فكري ، وابتذال في الصورة ، وتنظير فارغ لا يرقى إلى الواقع التطبيقي ، ولغة الإصلاح والتغيير الفاعلة
لأن معطيات هذا الواقع المتأزم تقتضي إدارة إبداعية جادة لهذا القطاع ، في تنظيم مؤسسي شامل ، واهداف عليا ، تعلي من الحقوق واحترامها ، وترفع مستوى المسؤولية والأداء الجاد للواجبات
وهذا يقتضي جمع الجهود وتكاتفها في إطار تنظيم مؤسس واحد ، والمتابع الجاد يلحظ أن المساحات الإلكترونية ، كانت اكثر فاعلية في تحقيق شئ ما من ذلك الحلم المنشود ، وأؤكد هنا على أهمية الدور الذي يتبؤه موقع الحوار المتمدن في هذا الصدد ، من الوعي الثقافي والممارسات العملية الجادة في حفظ حقوق هذا القطاع المجتمعي واحترام كيانه والارتقاء بالثقافة الإعلامية التي تعلي من قدره ومكانته في مجتمعاتنا العربية التي ترزخ تحت نير الاستبداد السلطوي والإدارات المترهلة في مواقع اتخاذ القرارات واللامبالاة في احترام الحقوق والواجبات واداء المسؤوليات على وجهها الجاد المفترض
فالإدارة الإبداعية في حديثنا هنا تقتضي الاتفاق على تنوع الأيدلوجيات والفلسفة التي ترعى ذلك التنظيم ، بحيث لاتضيق ذرعاً بالاختلاف في ظل أهداف عليا ثابته متفق عليها ، وتحديد الإستراتيجيات الفاعلة في بناء الهيكل العام من جهة ، وتنظيم المسؤوليات من جهة أخرى ، وتشجيع الآليات التي ترقى بفكر ذلك التنظيم في ضوء الثقافة الإعلامية والمجامع الفكرية ، وورشات العمل ، والملتقيات الفكرية ، وتوفير الأجهزة التنظيمية التي ترتقي بعملية التقويم لمسارات العمل وأوراقها التنفيذية في ضوء تغذية التقويم بدراسات بحثية جادة تعزز التطوير ومواكبة الواقع ، في ظل تعلية احترام حقوق الإنسان حيثما كان ، في ضوء انسنة جادة فاعلة ، وجهود عملية تتجاوز التنظير إلى واقع العمل والتنفيذ المؤسسي الجاد
وترنو آمالي عبر هذا الملف في رؤية مستقبلية استشرافية لموقع الحوار المتمدن وقد تنوعت إصداراته الإعلامية عبر فضائيات ومؤسسات إعلامية متنوعة ، تتبنى ذلك الحلم المنشود في ضوء إدارة إبداعية جادة مسؤولة ، ترتقي بالأعلام والبحث العلمي من جهة ، وتفعله إلى واقع العدالة الاجتماعية ومجتمع الثقافة والحوار المتمدن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة