الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد العمال العالمي

راغب الركابي

2019 / 5 / 1
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


أبدء الكلام بالتهنئة الخالصة للطبقة العاملة في وطننا الحبيب وفي بلداننا العربية ، وأبلغ التحية لجميع عمال العالم في يومهم الأغر هذا ، ولن أنسى التذكير في هذا اليوم بالتضحيات التي قدمتها الطبقة العاملة ، وهي تخوض صراعاً مشروعاً ومستديماً من أجل نيل الحقوق وإحترام طبيعة العمل وجهد العمال .

وفي المناسبة أيضاً أقف مع الكادحين حيثما كانوا ، وأحيي فيهم روح البطولة و التفاني وحب الحياة والنظر للمستقبل بعين الواثق المطمئن ، وأندد بأقصى العبارات ما تقوم به الرأسمالية وجنودها من إحتكار وهيمنة وتقسيم للناس والعالم إلى طبقات وفئات ومذاهب وأديان ، مما شكل هذا نوعاً من التفرقة والعنصرية التي يتمسك بها أصحاب رؤوس الأموال تحت مسميات شتى .

إن جذوة العيد خف أوآرها نتيجة لهيمنة قوى الرأسمالية وإنزواء قوى الديمقراطية والإشتراكية الحقيقية في العالم ، مما أثر ذلك بشكل واضح على علاقة الجيل الجديد بهذا العيد وبهذا اليوم ، وفي هذا لا يجب أن نلوم الأخرين فيما فعلوا أو قاموا به ، إنما اللوم كل اللوم على العناصر والقوى التقدمية التي أستسلمت للوضع الراهن ، وقدمت مصالحها الآنية على المصلحة العامة ، ومن هنا ننبه إلى خطورة ذلك كي لا يكون ثقافة عامة للمستقبل وللجيل القادم ، إضف إلى هذا تلاشي القوى الثورية الصالحة للعمل في بلداننا العربية والإسلامية ، والتي أُدخل إليها عبر قنوات مشبوهه هذه الموجات الفاسدة من الفتن والحزبية الضيقة ، والعنصرية والفاشية حتى ان الكثير منها أستسلم لقدره ، مدفوعاً بعلامات إستفهام مختلفة ، وتذكرون حقبة النهوض الثوري أيام الخمسينات والستينات وحتى بدايات السبعينات من القرن الماضي ، كان الناس وكانت الطبقة العاملة أكثر حرصاً على صيانة نفسها ومجتمعاتها من هذا الترهل وهذه الوظيفية الزائلة .

نعم إن عصر الأدلجة قد ولى وهذا موافق لطبيعة الأشياء والتوجهات العامة التي نحترمها ، ولكن ليس من اللائق أن تنتهي مع ذلك القوى المحركة للفعل المجتمعي ،

قد يقول قائل : إن ذلك كله كان متوقفاً على الجهد والعمل والدعاية للمحفل الإشتراكي الدولي .

ونقول : صحيح هذا ولكن لا يجوز دائماً الإتكاء على الغير في صنع الحاضر والمستقبل .

لأن ذلك يجعلنا نقول بعجز مجتمعات العربية والإسلامية في صنع حاضرها ومستقبلها ، لأنها لا تمتلك الرؤية والمنهاج والعمل الصالح ، وهي تميل حيث يميل الأخرين فليس لها طعم ولا لون ، وقد أثبتت تجربة ما يسمى بالربيع العربي ذلك ، فقد إنهارت الدول والحكومات والمجتمعات العربية ، وفقد الشعب فيها توازنه ودوره وتشتت قوآه وتناحر فيما بينه ، باحثاً عن أحقيات دينية ومذهبية وطائفية من التاريخ .

إن التذكير بيوم العمال ليس فقط تذكيرا بالحق العام للعامل ، بل بدور القوى التي تصنع الحياة وتجعل منها أكثر طواعية وقابلية ، والعمال في نظرنا المتواضع هم كل الفئات العاملة وكل المنشغلين بتحقيق الرفاهية والإستقرار والعيش الصحيح للمجتمع ، إن تنمية ذلك وتوزيعه كثقافة عامة لازمه جهد مشترك وعمل من الجميع ، بحيث لا يتسع فيه مكان للتفرقة أو للتخصيص مما يعزز فرص العنصرية ونموها .

إننا في عيد العمال نحيي البطولة والتفاني وروح الإصرار على الخلق والإبداع والإنتاج للصالح العام ، وفيه أيضاً نتذكر المضحين وباذلين العرق والدماء في سبيل هذا الهدف ، نحييهم جميعاً ونعتبر مما قاموا به وفعلوه فهو المثل والقدوة .

إن تاريخ عيد العمال حافل بكل ماهو خير ، وبكل ما يسر وينفع ولهذا نقف معه ونجدد العهد مع كل العمال في بلدنا وفي كل بلدان العالم ، ونقول : - إننا وآياهم متحدون ضد العنصرية والإرهاب والرأسمالية والجشع ، والتفاوت الطبقي والأثني والديني والمذهبي - ، نحن معهم نشد على يد المخلصين منهم لإستكمال المشوار حتى تتحقق الأهداف كاملة غير منقوصة .

دام عيد العمال بفرح وإنتصار ، ودامت رآية العمال خفاقة غير ملوية ، وللجميع كل عام وأنتم بخير ..

راغب الركابي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي تحقق لحركة حماس والفصائل الفلسطينية من القبول على مق


.. VODCAST الميادين | علي حجازي - الأمين العام لحزب البعث العرب




.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2