الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
انتباه: لن تنجح ثورة بمفردها!. -اللى اتلسع فى مصر، ينفخ فى السودان والجزائر-!.
سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.
(Saeid Allam)
2019 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية
انتباه: لن تنجح ثورة بمفردها!.
"اللى اتلسع فى مصر، ينفخ فى السودان والجزائر"!.
سعيد علام
القاهرة، الاربعاء 1/5/2019م
خلل خطير يهدد الحراك فى كلً من السودان والجزائر !
فى الجزائر: الاحتكام لدستور بوتفليقة؟!.
كيف للضحايا ان يحتكموا لعقد "دستور" صممه وهندسه وقننه ونفذه، عصابة من اللصوص الجلادين؟!. ان الاوضاع الجديدة، تستلزم عقد جديد، دستور جديد، "اعلان دستورى"، "والدستور ليس نص مقدس". من يسيطر يحكم، عندما كانت عصابة اللصوص الجلادين، مسيطرة، حكمت بدستورها، عندما يسيطر الضحايا – سابقاً –، يحكمون بدستورهم، والذى بالمناسبة، ليس وارداً ان يعلنه ويوافق عليه عن طيب خاطر، خلفاء عصابة اللصوص الجلادين انفسهم، لكن من البديهى، بل من الواجب، ان يعلنه ويفرضه على ارض الواقع، "الثوار" المسيطرين الان على هذا الواقع، بأنفسهم.
فى السودان: المجلس العسكرى شريك فى الحكم، لماذا؟!.
مثلاً، اذا ما انشأت مؤسسة ما، العديد من الادارات اللازمة لادارة هذه المؤسسة، مثل ادارات المالية، التخطيط والمتابعة، الانتاج، شئون الافراد .. ومن بينها، اسست ادارة للامن، للحفاظ على امن المؤسسة، ممتلكاتها واراضيها وموظفيها، وقامت المؤسسة بتعين افراد هذه الادارة، كما باقى الادارات الاخرى، وقامت بتدريبهم وتسليحهم، وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لاداء مهمتهم على اكمل وجه، وقامت بتخصيص ميزانية معتبرة لكل هذه الامور الخاصة بهذه الادارة، كما باقى الادارات الاخرى. كيف يمكن لهذه الادارة "الامن"، بعد كل هذا، ان تشترط ان تكون شريك "مالك" لهذه المؤسسة، دونً عن باقى الادارات الاخرى للمؤسسة؟!. ان قبول هذا من حيث المبدأ، يعنى البداية الفعلية لتنفيذ سيناريو "النموذج المصرى" على الحالة السودانية، بداية هزيمة الثورة.
"النموذج المصرى": الذى لا يصلح معه السلاح، يصلح معه الدهاء !
على حد تعبير المثل الشعبى المصرى الشائع "اللى اتلسع من الشوربة ينفخ فى الزبادى"، يكون "اللى اتلسع فى مصر، ينفخ فى السودان والجزائر"!. لابد وان يكون قادة الحراك فى كلً من السودان والجزائر، قد استوعبوا درس "النموذج المصرى" القاسى، الدرس النموذج، القاضى بان الاوضاع التى لا يصلح معها التدخل العسكرى المباشر، حرصاً على وحدة الجيش من اى انشقاقات، يصلح معها الاسلحة ذات القوة الناعمة، الدهاء .. على "باترون" نفس السيناريو، سيناريو "النموذج المصرى"، باستخدام سلاح القتل الثلاثى " الالهاء، التضليل، الخداع" .. والذى على سبيل المثال، يأتى "تكتيك الاغراق" – اغراق قوى الثورة بطوفان من المنظمات والتشكيلات التى تدعى انها قوى الثورة، والتى يكون الهدف منها هو تشتيت جهد قوى الثورة الحقيقية من جهة، وتشويهها كقوى مختلفة ومشتتة ومتصارعة، امام باقى الشعب من الجهة الاخرى -، يأتى "تكتيك الاغراق" كمثل على تطبيقات سلاح القتل الثلاثى. ليبدأ تطبيق سيناريو "النموذج المصرى"، السيناريو النموذج، المكون من ثلاث فصول .. الفصل الاول: امتصاص الغضب، بوضع بعض المسئولين ورجال الاعمال المقربين من الحكم، فى السجون، ثم ترك الفصل الثانى من السيناريو للمنتفضين/للثوار ينجزونه بانفسهم، فهم كفيلين بخلافاتهم الذاتية المؤكدة، باتمامه، بمجرد بعض المساعدة والدفع من قبل القوى المضادة للتغيير لاشعال التناحر القائم على الانتهازية والجشع، وهو ما يسمح يتنفيذ الفصل الثالث (وليس الاخير) من السيناريو النموذج، والقاضى باخراج كل المسئولين ورجال الاعمال من السجون، وادخال المنتفضين/الثوار، بدلاً منهم.
كيف تنجح ثورة بمفردها، فى عالم القوى المضادة للثورة فيه، معولمة؟!. لن تنجح ثورة بمفردها!. المطلوب "عولمة الثورة الوطنية".
الجلادون متحدون والضحايا متفرقون!. لا يمكن لثورة فى بلد ما ان تنجح بمفردها، فالثورة "المفردة" تواجه حلفاً دولياً اقليمياً محلياً مضاداً، فالقوى المضادة للثورة فى اى بلد، تلقى دعما شديد الفاعلية من حلفائها الاقليمين والدوليين الذين يخضون المعركة ضد الثورة فى اى بلد باعتبارها "معركة وجود"، معركة حياة او موت؛ لذا لن تنجح ثورة فى بلدً ما، الا اذا ما كانت جزءاً من تحالف ثورى عالمى/اقليمى، هذا البعد "الخارجى" الذى تغفله معظم، ان لم تكن كل، التحليلات السياسية، التى تتصدى للحراك الحالى فى السودان والجزائر، كما اهملته فى السابق، - ومازالت تهمله حتى الان -، عند تحليل الانتفاضات/الثورات العربية التى وقعت بداً من 2011، فى تونس ومصر وسوريا واليمن وليبيا والبحرين، وبالرغم من مرور سنوات ثمان كاملة، الا انه حتى الان يهمل، الى حد الجنون، التعامل الجدى والعلمى مع هذا العامل "الخارجى" الذى يعود اليه الى حد كبير "الفضل" فى انتكاسة الاوضاع التى شهدتها هذه الانتفاضات/الثورات، فيما عدا تونس، حتى الان على الاقل!.
فى دراسة معمقة تحت عنوان " مصر: الديكتاتورية العسكرية وإنهيار الدولة.. شئ واحد"(1) يقول المفكر والمحلل السياسى امين المهدى: "معنى ما سبق هو أن الأزمة الإجتماعية فى مصر متصاعدة دون حل ودون أجل مُحدد وأنها بالتأكيد مع الإحباط واليأس والغضب والرغبة فى الإنتقام ستتصاعد إلى صراع على الموارد بين المجتمع والعسكر وهو أشرس أنواع الصراع لأنه أقرب لصراع البقاء، كما أنه يمكن الجزم أن دولة يوليو العسكرية ما قبل ثورة يناير لن تعود لأن الصيغة الإجتماعية المُختلة العقيمة أصلاً سقطت "إلى حيث ألقت"، وأن كل مؤسساتها الأمنية والعسكرية والقضائية والإعلامية والدينية ضُبطت مُتلبسة بإرتكاب وتبرير قتل وتعذيب وقهر المجتمع لحساب التسلُّط والفساد العسكرى العبودى الهمجى، وخاصة ضد الجزء الحيوى والأكبر والأكثر استحقاقاً أى الشباب، وهكذا فقدت وظائفها الاجتماعية وفقدت الثقة المدنية بالكامل. وعلى هذا الطريق الشائك الدموى الممتد من الوارد أن تتوصل القوى الشعبية الشبابية، مع انضمام شرائح إجتماعية متزايدة فقدت مصلحتها فى الوطن، إلى عدم جدوى الإحتجاجات السلمية، وبالتالى إلى المقاومة الإيجابية غير السلمية، مع خبرات متعددة سابقة تثبت أنه من الصعب وربما المستحيل أن يكسب أى جيش نظامى حرباً مع مقاومة شعبية، فضلاً عن الشك الكبير فى تماسكه منذ البداية والدروس فى الشرق الأوسط أقرب لرأس الذئب الطائر الذى يُعلم الحكمة لمن يصلح لتعلمها، وهو لا يمكن أن يوجد فى غياب كامل للمضامين الإجتماعية والسياسية والمعرفية والمستقبلية لسلطة العسكر أو الإخوان فى مصر."
مع كل الاحترام، على العكس من النتيجة التى خلص اليها المهدى من انه ".. مع خبرات متعددة سابقة تثبت أنه من الصعب وربما المستحيل أن يكسب أى جيش نظامى حرباً مع مقاومة شعبية .."، هذا صحيح، ولكن على طريقة "ولا تقربوا الصلاة"، فكل، كل، الخبرات المتعددة السابقة تثبت انه من الصعب وربما المستحيل، ان تكسب ثورة بمفردها، فحتى الان لم تنجح ثورة، فكل الثورات التى ادت الى قيام انظمة "اشتراكية" فى دولها، قد انهارت، وسلمت مصيرها للنظام الرأسمالى العالمى، العولمة، بدءا بالاتحاد السوفيتى، مروراً بدول امريكا اللاتينية، ودول شرق اوسط وشمال افريقيا، وافريقية واسيوية .. الخ، الجميع هزم امام القوى المضادة للثورة المتحالفة عالمياً، تحالف وجودى.
وفى دراسته القيمة الاخرى "مصر والخروج من حذاء صيني صدئ"(2)، ولأننى لم اجد فى اى كتابة اخرى للمهدى، الجواب الذى وعدنا به فى نهاية هذه الدراسة، لذا ساحاول الاجابة بنفسى عن هذا السؤال الذى صاغه المهدى على النحو التالى: "اعتقد بعد كل تلك الأحداث المتلاحقة فى مصر، مع نظرة منهجية إلى تاريخها الطويل، يطرح كل ذلك سؤال جوهري يتعلق بالمستقبل، وتشكل الإجابة عليه فلسفة للخلاص الوطني من أجل التقدم والتنمية ، فى مواجهة خمسة آلاف ومائة عام من العبودية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في ظل إقطاع عسكري/ديني باستثناء فترات قصيرة، والسؤال من هذا التشخيص هو: لماذا ينتهى المجهود الاجتماعي والتضحيات الشعبية فى مصر دائماً إلى الهزيمة وإلى دعم دولة التسلط ؟ والسؤال على نحو آخر لماذا كان الطغيان فى مصر دائماً مربح ومغر؛ فى حين أن المجهود الاجتماعي كان خاسراً دائماً ولا يصل إلى استحقاقاته إلا نادراً؟.".
ويستطرد المهدى "فى تصورى أن الإجابة على هذا السؤال هي واجب كل المهمومين بمصير هذا الوطن، وسأحاول في حدود قدراتي المتواضعة الإجابة على هذا السؤال فى الحلقة التالية والأخيرة ، وهي بعنوان "الخروج ".".
الاجابة فى تقديرى ببساطة هى، ان المجهود الاجتماعي والتضحيات الشعبية فى مصر تنتهى دائماً إلى الهزيمة وإلى دعم دولة التسلط، وعلى نحو آخر، ان الطغيان فى مصر دائماً مربح ومغر؛ فى حين أن المجهود الاجتماعي كان خاسراً دائماً ولا يصل إلى استحقاقاته إلا نادراً، ان كل ذلك يعود فى تقديرى المؤكد، الى سببان، هما وجهان لعملة واحدة، السبب الاول، هو غياب التحالف العالمى "الوجودى" لقوى الثورة فى كل مكان توجد فيه فى العالم، والسبب الثانى، الوجه الثانى للعملة، هو غياب الديمقراطية، النمط الذى من شأنه ان يحمى قوى الثورة ذاتها من الانحراف "نسبياً"، وكذا حماية الثورة على المستوى الوطنى فى بلد ما، من الانحراف "نسبياً"، فى حدود مساحة نفوذها وسيطرتها؛ كما من شأن هذا النمط الديمقراطى، الحاكم لحلف الثورة العالمى، ان يحمى هذا الحلف من الانحراف "نسبياً"، على المستويين الاقليمى والعالمى.
وفى البحث الحديث والقيم للباحث على الرجال، المعنون بـ"اليسار في مصر: حدوده وآفاقه في عالم 2011" (3) عدد فيه كل الاسباب المحتملة – من وجة نظره -، التى ادت الى فشل اليسار المصرى فى قيادة "ثورة" 25 يناير 2011، باعتباره المؤهل تاريخياً لقيادة الثورة. بل وحتى الان – وفقاً للرجال – "لم يقدِّم اليسار المصري قراءة سوسيولوجية جادة لطبيعة التشكيلة الاجتماعية التي قامت بالثورة ولتبايناتها المختلفة. النقطة الأخيرة انعكست في تحديد الفاعل التاريخي الذي يجب على اليسار الانخراط معه لتغيير مسار الأحداث، وتجذير الفعل الثوري، والاستثمار في الحراك السياسي والاجتماعي الذي اتاحته الثورة. والأهم هو عدم القدرة على بناء أفق سياسي واجتماعي للصراع." .. رغم محاولة الرجال المنهجية للغوص فى "كل" ما رآه سبباً لهذ الاخفاق، الا ان "كل" اسباب الرجال لم تأتى ولو على حرفاً واحداً عن هذا الوحش الاسطورى القادر على هزيمة كل ثورة "منفردة"، المتمثل فى التحالف العالمى، الوجودى، للقوى المضادة للثورة، والقادر، - حتى الان -، على هزيمة كل الثورات التى قادها اليسار، حتى تلك التى نجح فيها اليسار، ولكنه كان دائماً، نجاحاً مؤقتا لثورات "منفردة"، مع السبب الاخر للهزيمة، بالطبع، فى الا وهو غياب الديمقراطية، الوجه الاخر للعمل، حيث لا يمكن النظر لآى تحالف عالمى بيروقراطى قمعى ديكتاتورى شمولى معادى للديمقراطية، تم بناؤه سابقاً "الحقبة السوفيتية"، تم بناؤه على جثة الحريات العامة والخاصة، لا يمكن النظر اليه باعتباره التحالف الثورى العالمى المنشود، القادر على مجابهة التحالف الوحشى العالمى للقوى المضادة للثورة، والحاق الهزيمة به.
سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam
المصادر:
(1) مصر: الديكتاتورية العسكرية وإنهيار الدولة.. شئ واحد - أمين المهدي سليم.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=430245
(2) مصر والخروج من حذاء صيني صدئ (3 /2)، أمين المهدي سليم.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=258147
(3) "اليسار في مصر: حدوده وآفاقه في عالم 2011"، على الرجال.
http://www.ahewar.org/debat/s.asp?aid=633275&t=4#
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. من الجولاني إلى أحمد الشرع.. الرحلة من الظل إلى صانع القرار
.. قافلة عسكرية روسية شوهدت بالقرب من قاعدة حميميم الجوية في سو
.. تحليل العقيد الركن حاتم الفلاحي بشأن عمليات القسام في قطاع غ
.. اشتعال النيران في خاركيف إثر هجوم روسي في يوم عيد الميلاد
.. نتنياهو يدافع عن زوجته بعد أمر بالتحقيق معها بتهم مضايقة شهو