الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداءات ميتة

فاطمة هادي الصگبان

2019 / 5 / 2
الادب والفن


نداءات ميتة

دخلت مدينتها التي طردت منها قبل مايقارب ثلاثة عقود ،عادت لتصفية إرثها القديم على مشارف المدينة لاحظت الجسر الحديدي المتهالك ..راهنت نفسها على ان الزردات الخمسة الأخيرة لازالت مقطوعة ...ابتسمت بمرارة...
اتسعت ضحكاتها السوداء عندما رأت بعضا من أقاربها يتحاشى اللقاء بها والآخر يسلم على استحياء خوفا من ان يلمحه احد ...فالتاريخ يعيد نفسه خروج عن الأعراف الاجتماعية ويقابلها العديد من التهم واولها الشرف كالعادة.
أما النساء المسكينات فالغل والحقد والتباغض والتحاسد يغلف روحهن كغربان سوداء يبكي الصخر على انطفاء روحهن ، لا أظن ان نيران جهنم ستضج بهن فالقيود التي تكبلن بها والتعذيب النفسي الذي يتعرضن له كافي للمغفرة ومن حسن حظهن أنهن لايشعرن بالاضطهاد في حين لو مرت منظمة إنسانية لمنحتهن اللجوء الإنساني بلا تردد ...أنهن في عداد الموتى منذ زمن .
الحزن لديهم عادة فإذا مات احدهم تحزن العائلة سنين طوال (حزن معدان)وتحزن الجارة اكراما للجار وهكذا يستمر السواد في المدينة ...
إظهار عكس مايبطنونه ليس عيبا ، هدر الوقت والمحسوبيات والتزلف للسلطة الظالمة ونهب ماليس لهم ليس حراما لكن الحشمة تبلغ مداها اذا ظهرت كلمة فاحشة اريد بها حق أو تصور بذئ قصد بها عرض حالة متردية ....
سنوات طويلة وهي تلاحظ ان النساء القادمات من مدن مغلقة ومتدينة في بلادها هم الأكثر عرضة للعري ورخص الجسد ....أما أولئك الذين تندى جبينهم للعري لا يخجلون من ممارسة الازدواجية في الخفاء ...
لاحظت شباب ثورات الدول العربية وكيف كان التواجد خلاقا ومثمرا والطاقات الشبابية تتدفق عطاءا الا هذا البلد البائس لازال الرجل فيه اذا ما أثنت عليه امرأة يتوقف النصف العلوي عن التفكير تبا لكم ...لم يقصر النواب حين وصفكم ...
ماهذا الجدب؟ وأي حياة قاحلة تعيشون ؟
أي اجرام هذا الذي تمارسوه؟ لا تكتفون بسوداوية روحكم إنما تسعون ان يتحول المرء ليكون مثلكم قاس وغليظ وأحادي التفكير لايصل ابعد من انفه ....
والأدهى والأمر أمراضكم صعبة الشفاء مهما تغرب المرء تبقى عالقة تظهر نعراتها بين الفينة والفينة ....
مانفع الحياة بدون انفتاح فكري على الأدب والفن والموسيقى ..تخجلكم السياقات الأدبية ومفرداتها المعيبة مثل الإدمان والخمر ولاتدركون ان عقلوكم مغيبة وذهنكم فاقد الإدراك اذا كان هذا هو القائم بأمر المرأة فكيف بالمرأة نفسها تحت نير هذا المتخلف البائس ...
لم تجد الزردات على حالها فقط لكنها ايقنت انهم هياكل موتى ...لكن الأرض ولادة وسيأتي يوم غد جديد لا محالة ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو


.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس




.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي