الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور النقابات العمالية و المهنية بديل فشل الأنظمة العربية

جورج المصري

2006 / 5 / 1
ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية


انتماء الفرد لنقابة عمالية أو نقابة مهنية هو أن يكون من أحد الممتهنين لتلك المهنة أو الحرفة وهو الشرط الأول، لأن الأعضاء يشتركون في مصير واحد ويتمتعون بمعرفة مهنية متقاربة أن لم تكن واحدة. و أيضا يشترك الأعضاء في هدف واحد وهو تنمية الفرد مهنيا وحرفيا. والنقابات عامة تنظم شروط مزاولة المهنة عن طريق أتباع اللوائح الخاصة بهذه المهنة أو الحرفة.

اتحاد النقابات العمالية و النقابات المهنية شيء سهل جدا أسهل من أي اتحاديين أصحاب العقيدة الواحدة أو حتى مواطنين دولة ما. فمثلا نقابة الأطباء المصرية و العراقية و السعودية و البريطانية و الامريكيه و الكورية و اليابانية تستطيع أن تتحد في تنظيم مهني أسهل من اتحاد الدول التي ينتمون إليها. ليس لمحدودية العلوم الطبية بل علي العكس الطب له من التفرعات الكثير ولكن يتحد الأطباء في هدف واحد وهو علاج المرضي مثلا. وكذلك المهندسين و المحاميين و إلي آخرة من النقابات.

فالطبيب لن يسال شخص مصاب ما هي عقيدتك حتى ينقذه من الموت مثلا.
ولكن عزيزي القارئ هنا دور النقابة أسمي من دور الحكومات. فمثلا أن رفض طبيب مسلم علاج مريض يهودي في دولة إسلامية أو غير إسلامية هذا الطبيب سيوقف عن العمل أما الحكومات الإسلامية تستطيع بكل سهولة اضطهاد اليهودي أو المسيحي .

وعلي الرغم من هذا تجد أن الأطباء المسلمون بهم نسبة من المتخلفين تصر علي خلط الدين بالواجب الإنساني. نعم سبب هذه المقدمة الطويلة قصة قصها علي شخص يعمل كمحاسب في احد الشركات الأمريكية التي تعد ضرائب الدخل لمن هم ذوي دخول مرتفعة. قال هذا الشخص رفضت الشركة العام أن تقوم بإعداد الملف الضريبي لطبيبة من اصل باكستاني كانت أعدت لها الشركة من قبل ملف ضرائب الدخل العام لسنوات عديدة. و السبب أنهم يقوموا بتسجيل الحديث بين ممول الضرائب و خبير الضرائب حتى يخلوا مسئوليتهم من أي أخطاء أو ادعاءات. ويراجع مدير الشركة عمل المحاسبين بأن يختار عينة عشوائية من الأحاديث المسجلة لكي يتأكد من أن مستوي الخدمة المقدمة لهؤلاء العملاء ذوي الدخول المرتفعة تتناسب مع سمعة الشركة.

بعد سماع مدير عام الشركة للشريط المسجل لهذه العميلة كاد الرجل أن يصاب بحاله من الجنون و لم يصدق ما سمعه في التسجيل لما قالته هذه الطبيبة التي ظنت خطاء أنها تتكلم مع شخص مسلم لمجرد أن أسمه أسما عربيا. قالت الطبيبة بالحرف الواحد أنها تترك المرضي اليهود في قسم الطوارئ في المستشفي التي تعمل بها إلي نهاية قائمة الانتظار ولو استطاعت أن تتركهم يموتوا لتركتهم وفعلا تتركهم إلي نهاية نوبتها حتى لا تضطر أن تتحدث معهم أو تلمسهم.

لم يتقدم الموظف إلي رئيسه بما قالته الطبيبة الباكستانية حتى لا يثير مشكلة يصبح هو طرفا فيها وتخيل أن كتمان مثل هذه المعلومة التي هي بمثابة اعتراف ضمني بالشروع في القتل هي جزء من ما يجب أن يكتمه حفاظا علي أسرار العميل.

تحير مدير عام الشركة في الخطوة التالية لما أكتشفه بالصدفة البحتة ولكنة لم يتحير بين أخطار السلطات أو عدمه، تحير في اختيار أي سلطة أولا نقابة الأطباء أو الشرطة. وأخيرا قرر أن يخطر النقابة العامة للأطباء بالولاية التي تعمل بها هذه الطبيبة وفي بلاغة قال أنني غير متيقن من أن هذه الطبيبة قامت بالفعل في قتل إنسان برئ أو تسببت في استفحال إصابة لإنسان ما. وفي النهاية قرر اللجوء لنقابة الأطباء كي يتحققوا بأنفسهم وعلي المستوي اللازم حرفيا لمزولة مهنة الطب. وحتى ساعة كتابة هذا المقال لم يُعرف بعد ما هي عقوبة هذه الطبيبة المتعصبة لان مجلس النقابة وجدها متلبسة بالفعل و بالاعتراف الصوتي المسجل لها. و الي هنا أنهي مقالي بسؤال واحد فقط... أليس المسلمون حظهم أفضل من حظ الغير مسلمون لو كان العالم الغربي المتقدم علميا بمثل هذا التخلف يا تري من كان سيعالج شيوخ وأمراء مملكة الوهابيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما مدى أهمية تأثير أصوات أصحاب البشرة السمراء في نتائج الانت


.. سعيد زياد: إسرائيل خلقت نمطا جديدا في علم الحروب والمجازر وا




.. ماذا لو تعادلت الأصوات في المجمع الانتخابي بين دونالد ترمب و


.. الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعترض 3 مسيّرات في سماء إيلات جن




.. فوضى عارمة وسيارات مكدسة بعد فيضانات كارثية في منطقة فالنسيا