الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاول من ايار .. بين الخصوصية الوطنية والقومية

جميل محسن

2006 / 5 / 1
ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية


كأنكم شخصتم المشكلة حينما سميتم الرقعة الجغرافية الناطقة في اغلبها باللغة العربية بالعالم(العربي) فمن يستطيع او له القدرة على الكتابة بإجادة وتركيز خاصة ان كان منطلقه يساريا , عن عالم لاتربط إفراده بعضهم ببعض غير لغة تحولت الى لهجات محكية لايستوعب مفردات الحديث الصريح بها غير قلة متعلمة في كل بلد مع بعض الاختلاف الكمي , فما بالك والحديث يدور حول الفئات الشعبية من شغيلة اليد الباحثة عن العمل والتي سيكون ظرفها ووعي الضرورة لديها الطبقة العاملة في كل بلد.
لا التشكل الأولي ولا التطور حينا او التراجع أحيانا متساوي او متكافئ او متشابه في البلدان العربية ,لنجعلها مفتاح الحديث عن طبقة عاملة عربية , او حتى فئات عمالية ترغب او تستطيع الاتصال مع بعضها , فما علاقة التطور والنضال العمالي المغربي بالكويت مثلا ؟ وهل يوجد في الكويت مايمكن تسميتهم عمال ذو هوية وطنية ؟ وقس على ذلك السودان والسعودية ! ومستوى الدخل الفردي وهموم المواطن في كل منهما ! وهل يفكر احدهم مجرد تفكير بان له رفيق درب ونضال في البلد الاخر؟
انه تطور لا متكافئ.
تتراجع وتتقدم فيه علاقات الإنتاج والمجتمع تبعا لظروف كل بلد وقد تكون مشاكل العامل في جنوب وغرب السودان اقرب الى المشاركة مع العامل الأوغندي او التشادي منها الى عامل ليبي كمثال قريب .
سيكون الباب واسعا والتناول فضفاضا غير ذو فائدة فالهم العربي (المشترك) اذا اصريتم ان هنالك هموم عربية واحدة حاليا , هي هموم رسمية بالدرجة الأساس , ناتجة عن وعي الأنظمة بضرورة التلاقي وحتى تحديد التخاصم أحيانا في صراعها من اجل البقاء والتوريث بمعزل عن إرادة الفئات الشعبية على الاقل في كل دولة , ومن هنا تأتي الملاحظة الى موقع الحوار المتمدن اليساري بضرورة الابتعاد عن طرح الهموم بطريقة الانظمة (القومية) وجعل التناول النقابي وطنيا بحتا لتبرز من خلاله فائدة التخصص , ونقل تجربة المواطن في البلد المعني إلى الآخرين لاغناء تجاربهم الذاتية وإيجاد قواسم مشتركة مستقبلية والابتعاد عن ادعاء الخبرة والتدخل في شؤون الاخرين وإفهامهم مصالحهم فما بالك ب(عالم عربي) ؟
العراق يتراجع يتحطم ينهار ولكنه موجود ويمكن من دراسة خلاصة تجربته ان فئات الشغيلة والعاملين هم الأكثر تضررا وتراجعا على مستوى التنظيم الذي سيقود لاحقا الى نشوء وتكون طبقة عاملة حقيقية ! ذات قدرة على التعامل الندي مع فئات وطبقات المجتمع الاخرى .
لتتكون الطبقات وتتبلور أولا ليتم بعدها التفاهم والتناحر فيما بينها .
ذلك أصل المشكلة (كما افهمها) في العراق بعد تراجع دورة الإنتاج الوطني الحقيقي القادر على صنع نهضة اقتصادية تنموية تتكون من خلالها طبقات منتجة واعية لمصالحها بعيدا عن الصراعات الهامشية .
ولكن مايحدث ألان هو العكس تماما بعد ان تدهورت وتلاشت حتى إرهاصات تشكل طبقة عاملة تفرز من خلال نموها قيادات واعية قادرة على فهم مايدور حولها وترسيخ القدرات العمالية من اجل نيل الحقوق والمكتسبات الاقتصادية في المقام الاول وزيادة وعي وتلاحم الفئات الكادحة في المجتمع.
الفقراء يذبحون بعضهم على الهوية ومرجعية كل منهم الانتماء الطائفي والمذهبي ! ذلك هو النفق المظلم الذي أدخلنا به الاحتلال والعصبيات السابقة.
وفي هذا الزمن النفطي أصبح وعي الكادح تحدده فكرة البحث عن المال لا فرصة العمل التي قلصها وعلى الطريق الى إنهائها يعمل اقتصاد السوق المفتوح على مصراعيه للاستيراد.
العمل أصبح مع الأحزاب الراعية للمليشيات بمختلف إشكالها يوفر للمعدم مجالا أرحب لكسب المال والنفوذ .
من يخلق الطبقة العاملة وينميها ؟ انها البرجوازية بمختلف تشكلاتها .
وهنا نقع في مطب التسميات والخوف من عدم الدقة في التناول
والسبب هو غياب التطور الطبيعي للفرد والمجتمع في العراق وما خلفته الحروب والهزات الاقتصادية من تراكم وانتقال غير معقول للثروة . ولكن المختصر المفيد , وغير المغني طبعا هو ان عشرات السنين من حكم برجوازية الدولة الطفيلية قد اضعف والى حد كبير البرجوازية الوطنية الوسطى القادرة على الانتاج وخلق فرص العمل. .
ماذا أضاف لنا الاحتلال ؟
إنها البرجوازية الكومبرادورية . هائلة الموارد والقدرات لتحل رويدا رويدا محل الطفيليات الفاشية السابقة , وما نشاهده من دمار وأزمات ماهو إلا الوجه الحقيقي لتصادم الإرادات الجديد بعد ان قرر الكومبرادور اكتساح الساحة , ولكن ماهو موقف الطبقة العاملة؟ من المبكر الحديث عن نشوء جديد وتبلور وسط هذا الاحتراب الداخلي .
السؤال هو عن الخطوة القادمة للبرجوازية الكومبرادورية عندما تتسيد الموقف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله