الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثنائية الحكومة واللاحكومة في ظل سيادة الحزبية والمصلحية واللامشكلة

سامان نوح

2019 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أكثر من سبعة أشهر على انتخابات البرلمان الكردستاني، تتوالى تصريحات كبار قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، التي تقول انه: لا مشكلة في تأخر تشكيل الحكومة. ويلاحظ بوضوح غياب حماسة الديمقراطي في المضي بفعالية و"سرعة" لتشكيل الحكومة، رغم ان الاعلام الحزبي يتحدث عن عائق بسيط متبقي يتمثل في صلاحيات منصب النائب الأول لرئيس الاقليم بعد شبه التوافق على وجود نائبين للرئيس.
ويواصل قادة في الاتحاد الوطني، القيام بكل ادوار الحكومة في مناطق نفوذهم، فالقيادي البارز في الاتحاد قادر حمه جان، يستمر في لقاءاته شبه اليومية برؤساء الدوائر الخدمية والادارية والمالية والقضائية والتعليمية والأمنية في "مقاطعة" السليمانية دون توقف، واعطائهم التعليمات او التوجيهات كما يسميها اعلام الاتحاد.
فيما تستمر انقسامات احزاب المعارضة الصغيرة، ومناحرات كوادرها وقادتها، في ظل غياب اسس العمل الديمقراطي وضعف البنية المؤسساتية فيها، وارتفاع ارادة القوى العائلية والمصالح الشخصية.
بينما تغيب بشكل شبه كامل النخب الثقافية والمدنية، وتعاني أدوات التحرك والضغط السلمي من شلل كلي، في ظل نجاح سياسات اسكات النخب واخضاعها بالامتيازات والرواتب، تلك التي تمنح في فضاءات العمل الوهمية والتي افرزت فشلا في استقلالية الاقليم الاقتصادية واضطرته الى تسليم ارادته مجددا للحكومة الاتحادية بعد سنوات من رفع شعارات الاستقلال والتحدي.
مراقبون يرون ان تحركات قادة الاتحاد وتصريحات قادة الديمقراطي بعدم وجود مشكلة في استمرار الوضع الحالي دون حكومة وببرلمان معطل ومؤسسات ميتة وعقد مفصلية تتعقد وتنشرط منذ سنوات دون حل، يعكس الواقع تماما:-
- فعليا لا مشكلة في وجود الحكومة من عدمها، فالأمور تدار حزبيا في كل صغيرة وكبيرة، والاقليم بلا موازنة ولاحسابات بدائية وختامية منذ سنوات، ولا مشكلة اطلاقا. وكل وزير يدير وزارتين، ولا مشكلة. وهناك وزير في وزارة استراتيجية يغيب عن وزارته أشهرا، ولا مشكلة. ومجلس الوزراء يجتمع أو لا يجتمع لأشهر، فلا مشكلة.
- والاقليم بقي بلا برلمان لعامين حيث تم تعطيله بارادة حزبية ولم تكن هناك مشكلة. وطبعا لا مشكلة ايضا في العجز المزمن له بممارسة دوره في المساءلة والمحاسبة فذلك حلم مؤجل في ظل تحويل البرلمان الى دائرة تمرير قرارات يغيب عنه القادة وتمتليء بكوادر الصف الثالث والرابع للأحزاب.
- والاقليم كاد ينهار اقتصاديا وعجز طوال سنوات عن دفع جزء كبير من رواتب موظفيه، ولم تكن هناك مشكلة، حتى مع التراجع الكامل عن مشاريع وخطط الاصلاح المعلنة.
- والاقليم مستمر في انقسامه الأمني والعسكري على الحزبين، وتوزيع البيشمركة والأمن على الحزبين، ورفع عدد التشكيلات الحزبية الخاصة داخل ذلك الجهازين الحساسين، ولا مشكلة.
- والجاران العزيزان يواصل التوغل في جسد الاقليم، وبناء مقراتهما وقواعدهما العسكرية والأمنية على عمق عدة كيلومترات، كما يواصلان القصف الجوي والمدفعي ببركة وموافقة الاحزاب الحاكمة، فلا مشكلة.
- وكركوك، التي تسمى لدى احدهما بـ"قلب كردستان" ولدى الآخر بـ"قدس كردستان"، تسقط عن المشهد الكردي كما المناطق المتنازع عليها، في ظل حسابات المصالح السياسية للحزبين القوميين، ولا مشكلة.
- والاقليم بلا دستور ولا قانون اساس ولا مؤسسات مدنية ولا اعلام رسمي ولا منظمات مدنية، ولا مشكلة اطلاقا، مادام الحزبان لم يصلا الى مرحلة التناحر والقتال على السلطة، وبقيا في دائرة الصراع على الحصص.
الحزبان الكبيران في الاقليم رغم الاختلال الجزئي في توازن القوى بينهما في العمليات الانتخابية الاخيرة، يعيدان الاقليم الى سنوات تسعينات القرن الماضي، مدفوعين بوقائع اقليمية وداخلية معروفة، الى جانب مشكلة الانقسامات الداخلية بين اجنحة قادة الجيل الجديد، وهي مشكلة ستزداد تعقيدا وتحمل افرازات أكبر في السنوات المقبلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس: تلقينا رد إسرائيل على موقفنا حول وقف إطلاق النار وسندر


.. كارثة غزة بالأرقام.. ورفع الأنقاض سيستغرق 14 عاما | #سوشال_س




.. قوات النيتو تنفذ مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في سلوفاكيا


.. طلاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية يقيمون مخيم اعتصام داخل حرم




.. رئيس سابق للموساد: حماس متمسكة بمطالبها ومواقفها ?نها تحررت