الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيدكم جوع ومفخخات ...عمال العراق

سامي عبوداوي

2006 / 5 / 2
ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية


كسائر المخلوقات والاجناس يحتاج عمال العراق الى عيد يخصهم يتفاخرون فيه بما قدموا لوطنهم ولشعبهم ويجعلوا منه مفصلا لمرحلة جديده من التطور والازدهار للوطن والحياة كما يشعرون بانهم كبقية عمال العالم اللذين يحتفلون في الاول من ايار عيد الطبقة التي قدمت من التضحيات ما يليق بوطنيتها وانتمائها الحقيقي للمباديء التي تؤمن بها.
لازلت اتذكرذلك اليوم حين كنا اطفالا يصطحبنا اباؤنا عمال النفط في عيد بهيج يستمر يوما كاملا وتحت اشعة الشمس اللاهبه تمر العربات الصغيره والكبيره مزينة بالنخيل واكاليل الورد يمتطيها عمال يحملون بايديهم مطارق ومفكات كبيرة الحجم اويستعرضون منجزات قامو بتصنيعها خلال العام المنصرم وتمر قريبة منا ابرج النفط والمعدات التي تستخدم في انتاجه فيما تثير فينا اهازيج العمال وحماسهم الوطني شعورا لم نعرف صدقه واهميته الافيما بعد وتوزع
خلا ل ذلك المهرجان البهيج انواع الحلوى والمرطبات, نرتدي في ذلك اليوم ملابسنا الجديده وكأي عيد يتباهى الاباء بابنائهم فيما يتمسكون هم بملابس العمل النظيفه, في هذا اليوم بشكل خاص. كانت النقابات تتبنى جزءا كبيرا من تنظيم تلك التظاهره فيما كان العمال يحرصون اشد الحرص على المشاركه دون اجبار او(سخره ).
لم نكن نعرف من فينا شيعيااوسنينا اوكرديا اوعربيا الكل يحتفل بصدق والكل يتعايش بمحبه ويبدو ان البساطه كانت تدعونا الى التشبث بالوطن.
سلاما على تلك الايام
سلاما على وطن مزقته الذئاب
عيد العمال اذ يمر علينا اليوم ونحن لازلنا في ذات البيت وذات المدينه تقاعد الاباء وحل محلهم الابناء وهم في حيرة من امرهم فقد سلخ عنهم الجلاد حتى هويتهم تلك اذ يبدو ان كلمة عامل كا نت ترعبه الى الحد الذي امر بانتزاعها من اصحابها كما انتزع معها الكثير من حقوقهم واسماهم موظفين بلا وظائف.
العامل في العراق اليوم ان كان قد حصل على عمل فهو عاطل لايتدرب ولا يتطور ولا يمارس دوره بقناعه حيث الشلل والفساد في معظم مؤسسات ومنشأت الدوله , اما الذي لا عمل له فهو يفترش الارصفه والطرقات وان حصل على عمل مؤقت فهو يعمل في اسوء الظروف وبابخس الاجور لا احد يسال عنه وعن عياله لا الدوله ولا النقابه ولا الاوصياء الجدد.
لاعيد ولا امان ولا عمل
المفخخات تحاصرهم في( مساطر) العمال فتلك التجمعات البائسه يسيل لها لعاب القتله
والبطالة تنخر عظامهم والجهل والاميه تفتك بعوائلهم
والساسه يسيرون كا لسلاحف نحو المجهول
ونحن نعدهم ان انتظروا وقد اختلط عليهم معنى الانتظار
وهم يردون علينا بالمثل العراقي ( يبطي على الجوعان ناعم الثرد)
أي يتاخر كثيرا على الجائع اعداد الطعام بهدوء
اما انا فلا اعدكم ايها الصابرين الا بما لايسد جوعكم
ساكتب
واعرف انكم لاتقرأون .... سلاما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسط إصرار نتنياهوعلى اقتحام رفح.. هل فشل بلينكن في إقناع إس


.. نتنياهو والإصرار على اجتياح رفح.. ما التداعيات؟




.. فيديوهات توثق المشاهد الكاذبة لمناصري إسرائيل في الجامعات ال


.. الدفاع المدني: أعداد مفجعة لمفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة




.. عبر الخريطة التفاعلية.. القسام تقصف قوات الاحتلال المتمركزة