الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمامة والزئبق الاحمر

احمد عبدول

2019 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قبل ايام فيديو يظهر من خلاله ضابط عراقي برتبة (رائد) وهو يقتاد رجل معمم قادم من الجمهورية الاسلامية (من اصول عراقية ) بتهمة شراء مادة الزئبق الاحمر بغية تخريب الاقتصاد العراقي على حد وصف الضابط العراقي الذي طالب رجل الدين بضرورة الاسراع في خلع عمامته والا خلعها هو بيده ثم باشر باستخراج عملة نقدية فئة (10 ) دنانير كويتية من جيب المعمم معتبرا ان تلك العملة انما تمثل اشارة لتلك الخلية التي تتاجر بالزئبق الاحمر والتي تم الاستدلال عليها وافتضاح امرها على خلفية مكالمة هاتفية بين عناصرها وبين رجل الدين .

الضابط العراقي لم يكتف بكل ذلك بل راح يشتم الرجل المعمم وينهره كما لو كان متلبسا بالجرم المشهود في حين ان القاعدة القانونية تنص على ان المتهم برىء حتى تثبت ادانته كل ذلك ضرب به الضابط عرض الجدار وراحت الكاميرات تصور الرجل الذي ناهز الستين من عمره على انه مخرب دون اي دليل ملموس وبين .

قبل كل شيء لا بد لنا ان نطرح اكثر من تساؤل بخصوص تلك الحادثة وملابساتها فلماذا يتم تسريب هكذا فيديو في هذا الوقت بينما تحتفظ مديرية المعلومات والتحقيقات الجنائية بعشرات الحالات التي يتم فيها ضبط المتلبسين بالجرم المشهود دون ان يكون هناك تصوير او تشهير او شتم وسب وطعن بل ان اسماء الجناة لا تذكر عادة ويكتفي الاعلام بخبر عن القاء القبض على اشخاص او مجاميع تتاجر بالمخدرات او تقوم باعمال تخريبية ؟

قضية الرجل المعمم تعتبر حادثة يحيطها الغموض فأنى لضابط يقوم باعتقال رجل دين بتهمة شراء سائل الزئبق الاحمر كونه يحمل (10 ) دنانير كويتية تكون قيمتها (40 ) دولارا بينما يقدر ثمن زجاجة صغيرة من الزئبق اكثر من (27) مليون دينار عراقي .

قائد شرطة البصرة الفريق (رشيد فليح ) اكد من خلال الاعلام ان الضابط العراقي لم يتحرك الا بعد ان تم رصد مكالمة هاتفية بين المعمم وبين مجموعة تتاجر بالزئبق والمكالمة مرفقة بالقضية وقد تم التنسيق مع القاضي وتم استحصال امر القاء القبض الا ان كل ما صرح به الفريق لا يعد سببا لادانة الرجل فالمكالمة ليست دليلا كافيا كما انها تحتمل عدة وجوه وهو ما دعا قائد شرطة البصرة ان يستدرك ليرمي الكرة بملعب القضاء قائلا ان القضاء يعد الجهة الوحيدة التي يحق لها ان تدين المعمم او تبرئه فقد يكون هناك خطا ما بعد يوم على وقوع الحادثة ظهر (فليح ) مجددا وهو يحمل الضابط العراقي مسؤولية تصوير الرجل والتشهير به واهانته امام الكاميرات .ومن المعروف ان التشهير والقذف يعد من الجرائم التي تصل عقوبتها الى حد الحبس او الغرامة سواء في القانون العراقي او سائر القوانين في البلدان العربية الاخرى .

من وجهة نظري المتواضعة ارى ان تلك الحادثة تؤشر لوجود مزاج لدى بعض الشرائح الاجتماعية والسياسية التي ترغب بجعل العمامة رمزا لكل ما هو سيء لا سيما العمامة الوافدة من خارج الحدود(الجمهورية الاسلامية ) تحديدا ولعمري ان مثل هكذا طرح يعد طرحا تعسفيا ليس فيه للموضوعية والانصاف والمنطق مكان فالعمامة اذا كانت من خارج الحدود او من داخلها قد تكون جزءا من الحل وقد تكون جزءا من المشكلة حالها في ذلك حال اي زي اخر اما ان تكون العمامة بحد ذاتها رمزا لكل ما هو سييء كما يريد ويرغب البعض فذلك امر مردود .


يبدو ان المخرج الذي اشرف على اخراج الفيديو الذي يتناول متاجرة رجل دين معمم بالزئبق الاحمر لم يكن موفقا ولم يكن مهنيا لذلك جاء العمل غاية في القصور الاخراجي والفني مع غياب واضح لاي رؤية يمكن ان تخدم العراق والعراقيين وان الهدف من هذا العمل الهابط كان سياسيا تسقيطيا لذلك كله انتهى العمل الى الفشل شأنه شأن كل الاعمال الفاشلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات