الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يُتلِفُ المفاجأةَ، أولاً.. الحِوارُ أو الصوت؟!

يعقوب زامل الربيعي

2019 / 5 / 5
الادب والفن


من يُتلِفُ المفاجأةَ، أولاً..
الحِوارُ أو الصوت؟!
...........
كما أنكَ تنظرُ بعينين داخلَ مراكزَ حسٍّ متعددة، أو عندما تُديرُ لها ظهرَك تجدُها " دعوةً " لزيارةِ نفسِك.
حالةٌ استثنائية، أن لا نُصابَ بالجنون، حين نختبئُ في دغل، لا ترانا عينُ أحد. متظاهرين أنه نوعٌ من التراجُعِ، أو الابتعادِ عبثاً، من صوتٍ مرتجف، يُهينُ عقلَك وقوةَ وحيك، وما يختزنُ داخلَ عظمِك. له قوةٌ كافية أن تضرِبَ رأسَك بألفِ سببٍ من النكد، والشعور بسخفِ مما لا صلةَ بك معه، كما الغثيان، لحظةَ ما يجعلك تتعلَّقُ بأمل أن يندسَّ فيك فجأة نصلُ الموتِ دُفعةً واحدة لتتخلصَ من الموت المتعدِّدِ غيظاً جرَّاء هذيانٍ لا طائلَ منه، كما يشبه ما قاله الشاعرُ أمرؤ القيس :
فلو أنها نفسٌ تموتُ جميعةوَلَكِنّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطُ أنْفُسَا
وكنت أتمنى عليه أنه لو قال " سوية " بدل " جميعة ".
ثمة صوتٌ لاستجابةٍ عاجزة تجعلُكَ لا ترفعُ رأسَك من تحت ثِقل ما يحجبُك من الضِياء، والتركيزِ لمحتوى أكثر حميمية، إنما على العكس، يجعلنا طيِّعين لأقل سلاسلَ ناعمةٍ من الوهم، ممدَّدين، مُقيّدين، بشكلٍ مُخزٍ.
قد يكون هذا من بابِ التعمُّقِ والتعلُّقِ بما هو آت أكثر، لكنه كان أولَ حافزٍ للوقوف على شرفةِ الغد للتحقُّقِ عما أراه الآن بكلِّ الوضوح والمتعة.
إذا لم تشعرْ بماهيةِ الحياة، ولم تعد تتنفسُ كما يحدثُ للفصول، فلا بلاغةَ تنجيكَ وليس الضرورةُ وحدها. ان تقولَ كلمةً حقيقية. فالشِعرُ والحبُ كما الأزل ، يعيشُ في المضطرب الحياتيِّ الدائم، حتى لو لم يبرأ من الجروح ، ولا حتى بعد ان يتعفَّرَ وجهُه بتراب الأسى. لكن ما يلتصقُ بالقلب سيبقى محرِّكاً لما فيك، تديمه المشاعرُ الصادقة.
ماذا تفعلُ بصوت، كما بطنٍ منتفخ بالغازات السامة، لا يخجلُ أن يأخذَ طريقَه كما الداءِ الحيواني المبتكر، هل يفسدُ جوَّ عباراتِ ما حولَ مدفأةِ ود؟.
ما من نباتٍ طيبِ الرائحة يُشفيكَ من شعورك بغثيانٍ من هذه العفونة، حتى تكتشفَ أن لا شيء يجعلك تقاومُ هذا التدهورَ الذي له صوتٌ فصيح، زكيُّ المعنى. وحين نتلفتُ شَمالا أو يمينا، نجد أننا نستغرقُ وقتا، حتى نقول الكلمةَ بصفاء، مع ما نشعرُ مع الواقعِ من اغتراب.
الاغترابُ، هذا المناخُ الماورائي لما سلبَ من حقنا في العيشِ والمعايشة معَ الجوار والآخر، ومع ما يخلقُ من عقدٍ ومجازفات بالرَّهانِ على أن الوحدةَ ممكنةٌ وأنها الصورة للوجه الثاني لحياة الواقعية الاجتماعية. ومع أننا حتما سنخسرُ الرهان، لكنا سنكسبُ التجلي في مندوحة، كون الوحدة أو الاغتراب، حين نستطيع تبويبَ هذه العقدةِ في اتيانِ الكثير من الابداعات الحسية في مجالات الفن والادب وتفسير الواقع، ستكون حافزا للخلق، كونها صياغة جديدة لهذا الماوراء، المُضمَر فينا. وكيف نقدر على تفسيرِه رؤيويّاً ونمنحه من عندياتنا لفتح مسالك في عمقِ التجربةِ الحسية آفاقا معرفية وبنيوية لجمالياتِ نصوصٍ ادبية وشعرية قد لا تعطيها طبيعةَ الاشياء الأخرى من ممكنات لتحقيقِ شيء يوازي ما يمنحه الاغتراب من ممكنات.
عبر هذا التيهِ المسمّى بالاغتراب، وعند ناصية الوضوح الجلي في الانتماء، ما الذي نفعله لإنقاذ ما تم الكشف عنه في ميادين الفن، ونوعية الإحساس كمصير لعبقريةِ الإنسان، على صعيد السياسة، والعلم، والفن، وعلاقة كل ذلك بالحب. وما يمكن " أن تولِّدهُ الممارسات الفكرية والحسية الإبداعية " من آنيّة المرحلةِ وتحدياتها، أي من محاولة انتزاع الابداع برمَّته، من أسر اللحظة والآني المحض؟. هل بتوليدِ منتجٍ جوهريً من عنصرٍ جديد آخر، وبتعبير أن تكون بعيدة عمّا يسمّى الحماس شبه الأعمى "؟.
هنا، علينا النظرُ بعينٍ فاحصة لكلِّ الممارسات الإبداعية ضمن حقولها، ودفعِها لممارسة خلق مفاهيم مستجدة، تلك التي يدعو لها الفيلسوف الفرنسي ( جيل دولوز ) بالقول : " التأكيد الدائم والمتواتر على مفردة، أو مقولة إبداع يتفرع منها قاموس كامل من التسميات : " الخلق "، "الفبركة"، " التركيب "، " الموائمة المتنافرة "، وحتى " سرقة " الافكار الأخرى ، ولكن بشرط إعادة صياغتها، ضمن الضرورة التي تطرحها أزمات وتشنجات الكائن المفكر ".
" لا يمكنك العيش في الخيال على الأقلّ إن لم تكتبْ في آية تحبها.
هذا هو الشِعرُ الذي أنضم إليه، مثل جلدِ الإرمين ، بدفء طفلة.. بتجربةِ رجل عجوز، عندما يكون في يده ، كتاب بهذه الطريقة، وكما النحل، كل تعبير، حين يطير من الورقة يترك على الشفاه العسلَ والحكةَ في القلب ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العالم الليلة | محامية ترمب تهاجم الممثلة الإباحية ستوري دان


.. نشرة الرابعة | السعودية.. مركز جديد للذكاء الاصطناعي لخدمة ا




.. كل الزوايا - د. محمود مسلم رئيس لجنة الثقافة والسياحة يتحدث


.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -شقو- في العرض الخاص بالفيلم..




.. أون سيت - هل ممكن نشوف إيمي معاك في فيلم رومانسي؟ .. شوف حسن