الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- تجمع القوى المدنية - و الآفاق . .

مهند البراك

2019 / 5 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


انتظرت و تنتظر اوساط ليست قليلة خطوة و لو اولى للبدء بالاصلاح بعد اختيار السيد عادل عبد المهدي، لآرائه و مواقفه الناقدة في صحيفته قبلئذن، رغم مواقف و انتماءات سابقة له . . و لكن و للاسف لم يتحقق شئ على صعيد حياة المواطن، و حقه بالعيش كإنسان بعد مرور مايقارب الستة شهور على الاختيار، بل و استمرت احوال المواطن و عموم البلاد بالتدهور اكثر، في وقت قرّبت المدة التي أُعطيت له للبدء بالاصلاح على الانتهاء، بل و لم يستطع اكمال تشكيل حكومته، و لم يأت بجديد الاّ الاعلان عن خطط و اعلانات عن ملفات فساد هائل بقيت اكبر اسمائها في طي الكتمان، و لم يجر تقديم اي حوت من حيتان الفساد الى القضاء . .
فيما يعبّر كثيرون عن انه رغم العديد من شعارات الكتل الحاكمة و محاولاتها التقرّب من مطالبات الشارع العراقي، يعكس الواقع ان الفساد هو العابر للمحاصصة الطائفية و العرقية، مُمَثلاً بتربّع شبكاته باطيافها على الحكم، في وقت صارت فيه المحاصصة الحاكمة و كأنها الوجه القانوني للفساد . .
و تذكّر اوساط واسعة بانتفاضة 2016 التي رفعت شعار " بإسم الدين باكونا الحرامية " بعد سلسلة الاحتجاجات و المطالبات الشعبية بالخبز و الحرية، التي شملت البلاد من اقصاها الى اقصاها و قوبلت بالرصاص الحي و بخراطيم الماء الحار و بالعصي، و تسببت بسقوط اعداد كبيرة من القتلى المدنيين و الجرحى بلا ايّ رادع قانوني او انساني على الأقل، و بلا تحكيم القضاء .
انتفاضة صيف 2016 التي هاجمت مقرات الاحزاب الحاكمة و اجتاحت المنطقة الخضراء الحاكمة و دخلت بناية البرلمان ليهرب النواب الذين كانوا فيه، و التي بسببها أُعيد اصطفاف النواب على اساس الخلاص من الحكم الاسلاموي التحالف الوطني(الشيعي) الحاكم الذي تصدّع، في وقت لم يأتِ فيه رئيس الوزراء آنذاك السيد العبادي بشئ، رغم وعوده و تاييد المرجعية الدينية العليا و احتضانها له و تاييد كل القوى و الاوساط الجادة الوطنية و القوى العالمية لاجل البدء بمكافحة الفساد، وايجاد حلول للحياة التي تتصدع في البلاد بسبب الارهاب و الفقر و البطالة و التدهور الهائل في الخدمات و الماء و الكهرباء.
و كان من نتائجها اعلان قائمة سائرون الانتخابية بين الحزب الشيوعي و قوى مدنية و التيار الصدري المعارض، بعد استجابة الشيوعي لدعوة التيار الصدري لذلك، الذي ادىّ الى ردود افعال متناقضة بين صفوف اليساريين و الصدريين، رغم انه شكّل خطوة سياسية جريئة في الظروف التي تمرّ بها البلاد . . ادّت الى استنكار جهات اسلاموية حاكمة متعددة، ابرزها اقطاب بارزين في حكم ولاية الفقيه في ايران، معتبريها خطوة تدعو الى الكفر و الالحاد، لكونها تشكّل نواة مصدّة ثابتة لوقف نشاطهم الداعي الى قيام حكم اسلاموي افلس في البلاد بدعم الجارة ايران.
و فيما يبذل الحزب الشيوعي جهوداً كبيرة نحو اعادة بناء الحزب في المرحلة الراهنة كحزب قانوني يعتمد الانتخابات في تحقيق اهدافه، على اساس التفريق بين الستراتيج و الاهداف القريبة و البعيدة على اسس المنهج العلمي الاجتماعي، يرى مراقبون الاهمية البارزة لزيادة الديمقراطية الحزبية و المرونة على طريق التفاهم او كسب اوسع اوساط اليسار المطلوب من جهتها مرونة اكبر، لأجل العمل معاً و في موقع واحد مهما تنوعت الرؤى من اجل بديل مدني للأصلاح الحقيقي و ضرب الفساد في عملية صعبة كثيرة التعقيد.
من جهة اخرى و في الوقت الذي يواصل فيه الحزب الشيوعي تأكيداته في مختلف المواقع على ضرورة التمسك ببرامج الكتل المعلن عنها في الانتخابات التي جرت، و على الاتفاق على التوازن السياسي لا المحاصصاتي، التي تواجه مصاعب جمة . .
أُعلن عن قيام " تجمّع القوى المدنية " الذي ضمّ تجمع اليسار و القوى الديمقراطية و الكردية و الفيلية و المسيحية و الايزيدية و غيرها، مع القوى الاسلامية المتنورة و المعارضة وفق برنامج يحرص على التقيد به و باهدافه من اجل مكافحة الفساد و الارهاب و انهاء المحاصصة المقيتة و تحقيق حياة افضل للجموع . . مكوّنة كتلة برلمانية مؤثرة ان أُحسن عملها.
في مسيرة عملية فكرية و اعلامية معقدة يتطلبها ذلك التجمّع لما يحويه من تناقضات و مواقف سياسية و فكرية سابقة، من اجل توحيد النضال لمواجهة كتل حاكمة لاتجيد الاّ النهب و المصالح الضيقة و الكذب و التلوّن و اللابالية . . كتل تُحسن المحاصصة بالتناسب مع تصاعد حدة الخلاف الاميركي ـ الايراني، ليس للوصول الى حياد بل للانحياز الى موقف ايراني متشدد، رغم عدم اتفاق العراق على الحصار دون قابليته على ايقافه.
و تؤكد اوسع الاوساط الشعبية على ان لم يتحقق شئ على صعيد : مكافحة الفساد، الخدمات و خاصة في الصحة و التعليم و العمل، الكهرباء و الماء، حصر السلاح بيد الدولة . . فإن القادم سيكون اقوى انفجار شعبي تعيشه البلاد مع الدخول في الصيف !!

5 / 5 / 2019 ، مهند البراك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا