الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَجْلِسُ اَلْشَبَاْبِ اَلْسِيَادِي ضَمَاْنٌ لِإِنْجَاْحِ اَلْتَغْيِيْرِ فِي اَلْسُّوْدَاْن ..!

فيصل عوض حسن

2019 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


مَجْلِسُ اَلْشَبَاْبِ اَلْسِيَادِي ضَمَاْنٌ لِإِنْجَاْحِ اَلْتَغْيِيْرِ فِي اَلْسُّوْدَاْن ..!

فيصل عوض حسن

مجموعة من الأحداثِ/المُمارساتِ (المُتسارعة) شَهِدَتها السَّاحة السُّودانِيَّة اليومين الماضيين، أبرزها بيانُ الحزبِ الشيوعي، وحديث رئيس المُؤتمر السُّوداني لقناةِ العربيَّة، والاستفزازات/الإشارات الغَادِرَة لكلٍ من رئيس حزب الأُمَّة وابنته، وبيان تَجَمُّعِ المهنيين وما حَواهُ من اعتذارٍ وتوضيحات، مع ازدياد التصريحات بشأن مجلس السِيادة وتكويناته وشروط المُوافقة عليها، وغيرها من الأمور التي تَنُم عن رَبْكَة وصراع خَفي بين أعضاء قُوَّى الحُرِّيَّةِ والتغيير من جهة، وتَلَاعُب وخَباثَة المجلس العسكري وتَمَاطُله من جهةٍ ثانية.
انشغل العديدون بتصريحات رئيس حِزب الأمَّةِ وابنته، رُبَّما لرصيدهما المُتراكم من (الغَدرِ)، ورُبَّما لكمِّيَّة الاستفزازات التي حملتها تصريحاتهما الأخيرة، والتي أجزم بأنَّها (مقصودة) لصرف الأنظار وتشتيت الثُوَّار وإضعاف وحدتهم، الذين أطاحوا بالانتهازيين وطُلاب السُلطة وتُجَّار الحرب. ومن الواضح، أنَّ هناك (صِراعاً/خِلافاً) كبيراً وعميقاً بين مُكوِّنات قُوَّى الحُرِّيَّةِ والتغيير، وأرى أنَّ سببه الأساسي (غياب) الرُؤية/استراتيجيَّة معلومة لإدارة وتسيير عمليَّة التغيير، وأعني بالاستراتيجيَّة التحديد (المُسبَق) أو (تَوَقُّع/استشراف) الأحداث/الاحتمالات، خاصَّةً (مُقَاوِمِي) التغيير وهم كُثُر، ودراستها ووضع (التَدابير/الإجراءات) للتعامُل معها بموضوعيَّةٍ وحَسْم، وفق القدرات المُتاحة، وهو أمرٌ فَصَّلته بإسهاب في مقالتي الموسومة (مَلَاْمِحُ اَلْاِسْتِرَاْتِيْجِيَّةِ اَلْعَاْمَّةِ لِلْسُّوْدَاْنِ عَقِبِ اَلْتَغْيْيْر)، المنشورة بتاريخ 24 فبراير 2019.
الآن، وبدلاً عن حصر واستحضار (الثوابت) المعلومة للقاصي والدَّاني، كـ(انحطاط/غَدر) رئيس حزب الأُمَّة وعائلته وغيرهم من الانتهازيين والمُتسلِّقين، علينا تعضيد سيطرتنا وإمساكنا بزمام المُبادرة، و(التَحَكُّم) في ضبط وتسيير الأحداث، وفرض الإرادة الشعبِيَّة، والحفاظ على مُكتسبات الشباب وتضحياتهم الكبيرة والمشهودة، وصولاً بلوغ غايات التغيير المنشود في السُّودان. والسبيلُ الأمثلُ لتحقيق ذلك، يكون بالابتعاد عن جميع الأحزاب والكيانات (بلا استثناء)، والإسراع برعاية/تشكيل مجلس الشباب السِيادي، بالنحو المذكور في مقالتي (شَبَاْبُ اَلْسُّوْدَاْنِ بَيْنَ اَلْتَضْحِيَاْتِ وَاَلْاِسْتِحْقَاْقَاْت)، يوم 24 أبريل 2019. وبحيث يتكوَّن المجلس الشبابي من كل أقاليم السُّودان، وفق التقسيم الإداري: دارفور، كردفان، الشرقي، الأوسط، النيل الأبيض، النيل الأزرق، الشماليَّة والخرطوم، وبمُعدَّل شابَّينِ اثنين/للإقليم (16 عُضواً)، يختارهم أبناءُ الإقليم المعني بأعمارٍ تتراوح بين 20-50، بغض النظر عن دياناتهم أو أعراقهم أو أنواعهم (ذكور/أُناث)، على أن يختار أعضاء المجلس (في ما بينهم) رئيساً ونائباً، وحَبَّذا لو أُخْتِيرَت امرأة للرئاسة، تقديراً لمُساهمة المرأة السُّودانِيَّة وجهودها النِضالِيَّة، بجانب الاهتمام بأحياء الخرطوم التي قَدَّمت تضحيات كبيرة ومشهودة، عند اختيار مُمثِّلي العاصمة (الاثنين) في المجلس، ويُمكن الاستفادة من تَوَاجُد جميع أطياف الشعب بميدان الاعتصام، لإنضاج هذه الفكرة وإكمالها برعاية وإشراف تَجَمُّع المهنيين.
الفُرصة مُواتية تماماً أمام الشباب والتَجَمُّع لتغيير النتيجة، عليهم فقط إبعاد جميع الأحزاب، وعلى المهنيين بصفةٍ خاصَّة رعاية هذا التوجه الذي يُحقق أكثر من هدف، لعلَّ أبرزها تقليل الإنفاق العام، وعَدَالة وحُرِّيَّة اختيار أبناء السُّودان لمُمثِّليهم، وحَسْم إشكاليَّة التهميش نهائياً، بوجود تمثيل دائم لكل إقليم في المجلس، وجَبْر خاطر الشباب، باعتبارهم الثُوَّار الحقيقيُّون الذين صنعوا الأحداث، وبلغوا هذه المراحل المُتقدِّمة في عمليَّة التغيير، بتضحياتهم المشهودة والمُتواصلة، وأثبتوا قُدرتهم وأهَلِّيتهم بإدارة وتسيير السُّودان، عقب فشل وعجز الانتهازيين وطُلَّاب السُلطة وتُجَّار الحرب الموصوفين برموز وقيادات! وليُوقف المهنيُّون أي تفاوُض أو حوار، ويتمسَّكوا بالاعتصام والاتِّحاد أكثر، ويُصرُّوا على مطالبهم المشروعة دون تطويلٍ/تسويف، حتَّى لو تَطَلَّب الأمر إعلان العصيان المدني والإضراب الشَّامل، وحينها سيأتيهم الجميع صاغرين. ويكفي تَوَهَان واسترضاء للمُغامرين والخَوَنَةِ والغَادِرين، ولنتجاوز (السَّاقطين) في بِرَكِ العَمَالَةِ الخليجيَّةِ الآسنة، ونعمل لتنفيذ وبلورة الشعارات المُنَادِيَة بتوسيع مُشاركة الشباب في الحكم، وها هي الفرصة لاختبار (صِدقِ/جِدِّيَّة)، الكيانات/القُوَّى السُّودانِيَّة، بشأن إتاحة الفُرصة للشباب وتعزيز مُشاركتهم في الحُكم.
وأُكرِّر دعوتي السابقة لشبابنا، بأن يحموا (ثِمَاْرَ) الثورة ويمسكوا بزمام المُبادرة، باعتبارهم أصحاب الوَجْعَة و(صُنَّاع) التغيير الحقيقيُّون، فليكونوا هم الوطَن ويقودوه دون وِصَايةٍ أو إقصاء، ويُرحِّبوا بأي مُساهمةٍ وطنيَّةٍ لو كانت (صادقة/مُتجرَّدة)، ويقطعوا الطريق أمام المُتأسلمين والانتهازيين، ويفرضوا طلباتهم كاملةً غير منقوصة، ولِيثِقوا بأنَّ هناك نُخبةً من الوطنيين سيُساعدونهم بإعداد الاستراتيجيَّاتِ وخِطَطِ العمل الموضوعيَّة، ولن يبخلوا عليهم بالمشورة متى احتاجوا إليها. وكلما سارعنا في هذه الخطوة، ازدادت احتمالات اللحاق بما تَبقَّى من بلادنا وأنقذناها من التمزيق والتَفَكُّك، وحافظنا على مُقدَّراتنا من عَبَثِ الطَّامعين والمُغامرين.. وللحديثِ بِقِيَّة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير