الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوضى الأقحوان هنا والآن

أحمد القنديلي

2019 / 5 / 7
الادب والفن


فوضى الأقحوان هنا و الآن
أحمد القنديلي
1 – امح اسمك من دفتر الأحياء،
لكن لا تدع أثر الممحاة يمّحي.
وامح اسمك من دفتر الأموات،
لكن لا تدع أثر الممحاة يمّحي.
في المحو ذهاب إلى فجوة المنسيّ.
في فراغ الفراغ هناك
لك الوقت الكافي كي تقول:
" أنا الكل أو لا أحدْ".
2 – صاعدا نحو تلك الهاويه،
قلبي يلوي عقرب الوقت كي يرتق الفتق المتعدد في أنحاء الجسدْ
نازلا نحو ذاك الظلّ العليّ،
لست من مرتادي الأبواب المشرعه
جسدي يتجرّع كل المحن
لا يهمّ
كل شيء يهون
في سبيل المسلوخينْ.
3 – تأكل الطير من رأسك الساخن
فلتعصر خمرا تداوي به وقتها الآسن.
وقتها عصر يتوقف فيه هزيع الرياح
فلتعصر خمرا لها
ولتغصْ في الهمّ العاتي إلى أبد الآبدين.
4 – بين الخطو المتذبذب
والخطو المتدفق كالماء
خيط رقيقْ
أنت الآن بين الموجة و الموجه
كن كما لا تشاء
وانتحر في الذهاب هناك.
سيّد أنت حين تقول لهم:
لا
سيّد أنت حين تقول للائك:
لا
فوضوي حتى الردى
فلتدع للحبقْ
وقتا لامتصاص الندى
من بكاء سحائب هذا المساء
و لتقف لحظة حرّى
كي ترى فيلقا من رفاقك يرتحلون
واحدا،
واحدا.
عِقد يتفتّت في جيد امرأة تتعطّر بالبنيّ
أي جرح هذا الذي يشوي دمُه الجاري جسدي؟
5 – دعه يصطاد الوحل في الوحل في غسق الليل
إنه جُرَد يتفيهق في كل زاوية تتسامق فيها خضراء الدّمن
زوبع أيها الجُرَد المتدفق بالزّبَد المتناثر كل الأشياء
في دجية الوقت، خلف الأعين، تحت الأمكنة.
6 – سأهلّل للمطر الآتي
أتوسّل تلك الرياح
أن تهبّ الآن هنا
من كل الجهات
ولتكن من حصى و رمادْ
سأهلل للمطر الآتي خلفها
وليكن طوفانا من حجر وطيور أبابيل
ترمي أعدائي بالحصى و الماء الأُجاج.
هللوا يا رفاقي للفيضان
وغدا خمر:
تخرج امرأة من ضلع هديل حمام
توزع وردا وماء وحلوى على العابرين.
! أي عر س هذا الذي يتراقص في كل درب هذا الصباح
8 – أيها الجرح النازف المتوغل في جسدي
لك أن تتوغل أكثر
طولا
وعرضا
وفي العمق
حيث الطريق تهرول في دمها المتألق نحو بقاع عليا تحف شعيرات الجسد المترنح في دمه بارتعاش بهيج يهيّج كل المسامّ...
هناك فقط أستطيع الوصول
لن أرى ما أرى الآن.
9 – أيها الجبناء انطحوا الأرض وانبطحوا
أيها الشهداء اشربوا الشاي وانصرفوا نحو ذاك المدى القزحيّ القصيّ البهيّ النديّ
لا تنسوا سقي الدفلى هنا وهناك.
10 – مرٌّ هذا الماء
إخوتي شتى
خمس أو سبع
قل كلبهم ...
إنهم يعْدون شمالا، جنوبا وشرقا وغربا
سُكارى – قيل – وماهم سكارى
يطوفون حول الكؤوس
هل أقول احترقت؟
مرٌّ هذا الماء
فلتبتعدي يتها السِّدرة الحُبلى بالشذى والنّدى والنّبَق.
11 – حيثما تخطو خطوة
تتكلم أعينهم شزَرا
وتدوّن كلّ الشّوارد عنك كأنك جئت تفقِّئ أعينهم
إنهم سَحَره
دعهم يعمهون
وانتشر ريحا وحصى
مع كل صدى
في كل مسار أو مسرى تتعانق فيه الحناجر باللاّآت وبالياسمين.
شُدّ الحبل حتى ينزّ الماء المالح من مقلتيك
البحر وراءك
والزورق المتشقق ينخره الماء
دعهم يعمهون
أزف الوقت الحيّ الآن
شُدّ الحبل حتى ينجرّ ذاك البرج قريبا من قدميك
أو قريبا من البحر المتسربل خلفك بالزبد المتموّج تحت نشيش الغمام.
12 – يا هذا ابتهج في الضّراء
خللٌ ما في العين أو في تلك البوصلة
كيف لي أن أرى؟
كيف لي أن أسير؟
دعني أدحو خوفي في العراءْ
كي أرى ذاك الضوء يهفو إلى جسدي من بعيد
كي أرى ذاك الضوء ينجرّ صوب يدي
مثل قُبلتها تلك الفتنة المفتونة بالبنيّ الرّاقص في شفتيها
هناك
هناك.
13 – إنها عثرة أولى
ولتكن عثرة خامسه
لا يهم
" لعمرك ما بالأرض من ضيْق على امرئ "(1)
في الموت ذهاب إلى البدء
في البدء ذهاب إلى المنتهى
كن كما لا تشاء
وانتحر
لن تمل شقوق الصخر من الانتظار
حين تعدو الريح وتأتي بالماء
تأتي فوضى الأقحوان
تهب علينا شذى كرذاذ سحاب ظفار (2).

لامية العرب للشنفرى (1)
(2) جبال بين اليمن وسلطنة عُمان















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري