الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياسادتي الأفاضل انها ليست حرارة الجو انها حرارة أنتظارنا

أزل السياب

2006 / 5 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقب المراقبون قضية تشكيل الحكومة العراقية بالولادة العسيرة خصوصا بعد اشكالية اختيار رئيس الوزراء التي صفت اخيرا على السيد نوري المالكي لكن أي ولادة عسيرة تستغرق اربعة اشهر لاأدري لماذا لا زلنا نبسط الامور المعقدة ونعقد الامور البسيطة....
أربعة اشهر بأيامها المليئة بالقتل الجماعي والمنظم اربعة اشهر مليئة بالحزن والدموع والخوف والفزع والضياع والتهجير القسري هذا بالاضافة الى الاحباط واليأس والكأبة والتشاؤم من مستقبل العراق
اربعة اشهر نطلق عليها بكل سهولة ولادة متعسرة والله لوكانت ولادة عشرون توأما لما استغرقت يوما يجب ان نقول انها ولادة كوكب جديد يحمل كل ماتحمله الارض من كائنات او لنسميها ولادة فقط مادامها تحمل ولادة كائنا جديدا ؛ فقد مللنا الاسماء والالقاب مادامت لا تعطي كل ذي حق حقه...
كم جميل صعود المنبر والاجمل الكلمات التي تنطلق منه وهذا مالمسناه حين اجتمع ساستنا من اجل انهاء معضلة اختيار رئيس الوزراء والتي انتهى بها المطاف الى السيد نوري المالكي ، لكن أما كان من الاجمل والابلغ ((والذوق)) ان يقدم كل من حجز له كرسيا من هذا الوطن المغلوب على امره كلمة اعتذار لهذا الشعب الذي بدأ يفقد كل شيئ وخاصة اولئك الذين فقدوا أرواحهم قبل ان تحقق الحكومة حلم واحد من احلامهم البسيطة التي لاتكاد تتعدى يوم هانئ امن مستقر رغم اشتراكهم بالانتخابات من اجل امالهم واحلامهم ...
قد يكون سياسيونا نسوا هذه الفقرة ((الاعتذار)) نتيجة الحر الشديد الذي اشتكوا منه كثيرا يوم انعقاد الجلسة الخاصة باختيار رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ونوابهم ، فلم يعتلي شخص منهم المنبر المعهود حتى اشتكى من حرارة القاعة وحتى بتصريحاتهم لوسائل الاعلام بعد انتهاء الجلسة كانوا يذكرون شدة حرارة القاعة في بداية حديثهم قبل الدخول في صلب الموضوع وهي قضية تشكيل الحكومة ...
اناهنا لست أشكك بما قالوه وذكروه عن الحرارة لا أبدا فعلا الحر لايطاق ((والله يساعدهم)) وخصوصا في قاعة مغلقة مثل القاعة التي اقاموا عليها الجلسة ، ولا ننكر ان الجلسة كانت تحمل بحد ذاتها حرارة نفسية لكن اود ان اقول واوضح نقطتان لكل من كان حاضرا في القاعة وعانى من ارتفاع درجة الحرارة النقطة الاولى هي ان هذا الحر هو درس لكم ياسادتي الكرام كي تعرفوا صبر شعبكم الذي انتخبكم وصبرهم على انقطاع التيار الكهربائي لساعات وساعات مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف اللاهب، فأنتم لم تتحملوا الحر لساعتين لكن شعبكم يتحملها دون تحديد، فيا سادة ياكرام ((ديروا بالكم على الكهرباء)) والنقطة الثانية هي ان ما شعرتوا به من حرارة شديدة اتضح اخيرا انه ليس ناتج من ارتفاع درجة الحرارة بسبب عطل في اجهزة التبريد كما تم نقل الخبر وانما هي شدة حرارة قلوبنا حرارة انتظارنا وصبرنا على كل مايجري سواء رضينا ام لم نرضى فقد تحملناها لاربعه اشهر ولست أبالغ ان قلت تحملناها منذ 35 عام فنرجوا ان تتحملوها قليلا مع الشكر الجزيل لسعة صدوركم اقولها نيابة عن كل ابناء شعبي .
أزل السياب
البصرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -