الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأول من أيار / مايو .. ماالذي حدث للطبقة العاملة ..؟

خليل صارم

2006 / 5 / 2
ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية


بعيداً عن تاريخ الحدث والمناسبة .. بعيداً عن الاتكاء على النظريات .. فهي تتكرر دائماً في هذه المناسبة حتى أنها أصبحت روتينية مملة كالواجب المدرسي .. أو العمل الوظيفي الذي يؤديه موظف عجوز قارب التقاعد في أرشيف إحدى الدوائر الرسمية وسط الملفات التي يعلوها الغبار وتفوح منها روائح الورق المشبع بالرطوبة ..
بعيداً عن اعادة استقراء مفاهيم ماركس وانتقادها .. أو مقالات لينين .. والبيانات التي كانت تصدر عن المكاتب السياسية للأحزاب الشيوعية واليسارية والتي أغرقت نفسها في روتين فكري يجتر نفسه بمناسبة وبلا مناسبة ذلك أن عجائزها وتماثيلها ترفض أن تفتح النوافذ للنور وتغلق الأبواب بوجه الأجيال الشابة القادرة على تطوير الفكر والنظرية والممارسة بما يتلائم وواقع العصر بما يحفل به من تطور علمي وتقني متسارع يقطع الأنفاس .
هل تمر المناسبة لكي نقف مع الذكرى لنبكي على الأطلال .. ونرسل القبلات للطبقة العاملة التي كانت دائماً وماتزال وقود الثورة والتغيير .. هل تطعمها هذه القبلات وأشكال الاحتفال خبزاً وترفع من مستواها المعاشي ..أم نستغل معاناتها لدفعها باتجاه تحقيق أهداف انتهازية سياسية دنيئة .. وكالعادة يتسلق السياسيون على ظهور هذه الطبقة ليحققوا أهدافهم وطموحاتهم ..؟ هذا ماحصل عبر تاريخ هذه الشريحة الاجتماعية الأكبر .. والتي كانت وماتزال وقوداً للقوى السياسية الانتهازية التي تتسلق على عذاباتها وعرقها ودمائها .. لترتع في حياة من البذخ والرفاهية بعد أن تكون قد انفصلت عن طبقتها في أسوأ أشكال الخيانة الطبقية .. هذا واقع .. وهو واقع عالمي .لايستثنى منه أي شعب .. فقد بقيت الطبقة العمالية هي التي تبذل العرق والدم ليستخدم وقوداً للقوى السياسية الانتهازية المتسلقة .
في هذه المناسبة أرى أنه كان من واجب الجميع البحث في هذا الواقع بجرأة أدبية وصدق بعيداً عن النظريات ذلك أن ( كل نظريات العالم لن تسكت معدة جائع ) *
فالطبقة العمالية بحاجة ماسة في هذا العصر لاستقراء تاريخها وواقعها الحالي حتى لاتقع ضحية القوى الانتهازية السياسية مجدداً ولتتفرغ لتحسين أوضاعها المعاشية بما يتناسب مع الجهود التي تبذلها في سبيل تقدم الانسانية عموماًُ ورفاهيتها وبناء الحاضر والمستقبل . هي بحاجة ماسة لقوانين تضمن لها حصصاً عادلة من الانتاج ومن الرفاهية التي تنتجها بعرقها وجهودها . فلا ترتع بها بقية شرائح المجتمع في الوقت الذي تبقى فيه محرومة . وهذه الحصص لاتنحصر في الطعام واللباس بل تتعداها الى السكن اللائق والمستوى التعليمي وإلى كافة أشكال الرفاهية.
أما أن نناديها فقط في أوقات الأزمات لكي تتحمل واجب الدفاع ومحاربة الخصوم تحت أية شعارات كانت فهذا هو قمة الاستغلال والجبن والخسة التي تتميز به غالبية القيادات والقوى السياسية . وعلى الطبقة العاملة أن تعي حقيقة هذه القوى فتنأى بنفسها عنها . لأنها وعبر مسيرة الطبقة العاملة لم تقدم لها سوى الفتات بينما استأثرت هذه القوى لنفسها بكل شيء وهذا الكل شيء كان بالحقيقة حصيلة دموع وعرق وشقاء ودماء الطبقة العاملة .
عندما بدأت تتقلص الطبقة العاملة التي تعيش على مجهودها العضلي والجسدي لصالح التكنولوجيا المتطورة .. كانت في الآن عينه تظهر للعيان شريحة جديدة
( شكل آخر من أشكال الطبقة العاملة ) . شريحة أكثر تطوراً تعتمد على المجهود العقلي . متسلحة بمبادىء وقواعد التكنولوجيا تقدم الاختراعات الجديدة وتطوع التكنولوجيا في خدمة الانسانية ولتحقيق رفاهيتها . شريحة تقدم عصارة فكرها لصالح الطبقة العاملة وجلها من أبناء هذه الطبقة . هذه الشريحة كبقية شرائح الطبقة العاملة وقعت بدورها ضحية الاستغلال والسرقة .. لصالح الرأسمالية المتوحشة والانتهازية السياسية . طوعت الرأسمالية حصيلة انتاج هذه الشريحة لاستغلال البشرية وابتزازها بل وذهبت أبعد من ذلك حيث تهددها بالدمار وابادة آثار الحضارة الانسانية التي ماظهرت عبر التاريخ الإنساني الا بجهود الطبقة العمالية بانية هذه الحضارة . لذلك فأنه من واجب القوى السياسية الشريفة التي تدعي تمثيلها العمال أن تناضل في سبيل ايجاد قوانين حقيقية ودقيقة تضمن الحصص العادلة للطبقة العاملة في ثروات الأوطان بما يضمن رفاهيتها ومستقبلها . وليكف الجميع عن الندب والتباكي على مافات ولم يكن يحقق أكثر من العدالة الكلامية والوعود البراقة التي لم تلقى طريقها للتنفيذ وأن تستفيد من العبر لتخرج برؤية شاملة قابلة للتطبيق والتنفيذ بأسرع مايمكن فالجائع والمحروم ومن يعاني شظف العيش والبطالة لايطيق الانتظار أكثر . أركنوا النظريات جانباً وتعاملوا مع الواقع بكل تفاصيله لتخرجوا بمفاهيم صحيحة تقنع الطبقة العاملة ولاتستغلها أو تجعلها وقوداً لتحقيق طموحات سياسية رخيصة . وألف تحية الى العمال في هذه المنطقة والعالم . وأن يكونوا أكثر حذراً من أن يقعوا مجدداً ضحية استغلال القوى السياسية الانتهازية المنافقة التي تستخدمهم وقوداً في معاركها وصراعاتها الكاذبة والمزيفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد