الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولايات المتحدة ومدى تأثيرها في الانتفاضة الجزائرية ( الحراك )

جنات حرات
(Djennat Harrat)

2019 / 5 / 10
السياسة والعلاقات الدولية


الولايات المتحدة بزعامتها للعالم وهيمنتها على مصادر الطاقة ومنابع النفط والغاز، وتحكمها بالسوق، والاقتصاد العالمي نزولا وصعودا، تبقى خائفة من أمور تتوقعها وتحسب لها ألف حساب، الا وهي إمكانية نجاح دولة ما، خاصة تلك الدول الصغيرة التي تعتبر لقمة سائغة امام القوة الامريكية – عسكرية ام اقتصادية ام سياسية – هنا الحديث عن دول العالم الثالث بداية من الجزائر وشمال افريقيا، والعراق وفلسطين هناك، الى السعودية، كذلك الصين والهند، وكلما كانت الدولة اكثر فقرا واكثر خرابا زاد احتمال ان تكون تهديدا للولايات المتحدة! لماذا؟. يجيب تشومسكي على هذا التساؤل بقوله: "... كلما زاد ضعف وفقر الدولة، زاد خطرها كمثل. فإذا استطاعت دولة هزيلة فقيرة مثل جرينادا ان تنجح بعيدا عن قبضة الولايات المتحدة، فلماذا لا تنجح دول أخرى؟" [1]
فالسياسة الامريكية تجاه العالم تضع الدول الفقيرة والضعيفة تحت المجهر، وتعمل على بقائها بهذه الحال، بل وتعمل على تشويه تلك الدويلات التي بها شبه انتفاضة، كانت سياسية او اقتصادية، وتسعى الى كسر كل من يريد ان يكون قدوة لغيره، فمثلا ما يعرف بالربيع العربي، هو محاولة جميلة ونية سليمة، في وعي عربي، واتحاد إسلامي، وانتفاضة كبيرة، الا انها لا تخلو من سذاجة وحمق عميق، فهذه الحركة ومنشطيها اندفعوا متجاهلين ان الولايات المتحدة العدو الأول لهذه الحركة، بل بلغت السذاجة الى الظن ان الولايات المتحدة تسعى لنشر الديمقراطية، وان هذه الحركة أداة لتفعيل المخطط الأمريكي الديمقراطي، لنشر السلام في العالم، كما يرى الشيخ السديسي عندما قال على وسائل الاعلام " أمريكا والسعودية سفيرتا السلام في العالم".
لذلك وانطلاقا من هذا، على الوسط الجزائري ان يتفطن لغايات الولايات المتحدة، وان يدرك ان حربه ضد أمريكا بدرجة أولى، وبرجة ثانية حرب ضد النظام الأمريكي الفرنسي بالجزائر، ثم بدرجة ثالثة وأخيرة حرب ضد رؤوس الفساد، والتي لا يراها الجزائري بوضوح، فالحراك الشعبي في الحالات الطبيعية كان قد نجح منذ اسابيعه الأولى، الا ان الغايات الامريكية لا يخدمها ذلك، لذلك تسعى لتشويه الانتفاضة جاعلة منها تخبط كما نرى، فنجاح الحراك يعني ان تكون الجزائر قدوة، والقدوة يعني وجود مقلدين وسائرين في الطريق، وهذا يعني ان الهيمنة الامريكية ستقطع أطرافها شيئا فشيئا، لذلك الولايات المتحدة في حرب باردة في الوقت الحاضر مع الكيان التركي.


_____________
1- نعوم تشومسكي: ماذا يريد العم سام!!، تعريب عادل المعلم، دار الشروق، القاهرة، 1998، ط1، ص32.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا