الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يتجدد ربيع الشعوب

وليد الحلبي

2019 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


إذا كان الحديث الشريف يشبه تعاضد المسلمين وتراحمهم بالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو واحد تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فهذا ما ينطبق بالضبط على الوضع العربي، الذي إن ألمت بشعب عربي منه لامة، أحست بها شعوب الوطن العربي كافة، والربيع العربي الذي بدأ منذ عشر سنوات، أظهر كيف أن تدحرج قطع الدومينو كانت الظاهرة التي شملت الوطن العربي، إن لم يكن في كافة أرجائه، ففي بعضها.
في مقالة لي بتاريخ 3 مايو 2011، وبعد نجاح ثورات الربيع العربي في كل من مصر وتونس، وبعدهما ليبيا، هنأتُ الليبيين على أن إطاحتهم بالقذافي قد جاءت بعد انتصار ثورتي مصر وتونس، ولولا ذلك، ولو كان مبارك وزين العابدين ما زالا على رأس السلطة، لكان الجيشان المصري والتونسي قد اجتاحا ليبيا من الشرق والغرب، والتقى جيشاهما في سرت، ولوئدت الثورة الليبية في مهدها، ولكن الله سلم.
هذه الأيام، ربما ينعطف الزمن بشكل مثير جدير بالمراقبة والمتابعة، فسقوط النظام الديمقراطي المصري على يد وزير دفاعه السيسي، والرعب الذي تلبس دول الخليج من وصول تدحرج أحجار الدومينو إليها، قد دفعت كلاً من السعودية وأبو ظبي ورأس حربتهما مصر، مدعومين بموقف فرنسي منافق، تنكر لقرارات الأمم المتحدة، المعترفة بشرعية حكومة الوفاق، جميع هؤلاء تنادوا إلى دعم ضابط ليبي متقاعد، قضى عشرين عاماً في حضن المخابرات الأمريكية، بانتظار دور يقوم به خدمة للنظام العربي القديم، فاحتل شرق ليبيا، وأعملت قواته السكين في رقاب سكان الشرق الليبي، خاصة بنغازي، التي كان القذافي يحضر لها حمام دم مروِّع، فلما هلك القذافي، تمكن حفتر من القيام بنفس المهمة.
لكن الأهم من كل ما سبق، أن الحلم الخليجي – المصري على وشك أن يتبخر، وذلك بصمود قوات حكومة طرابلس الشرعية من جهة، وكذلك بنمو أزهار الربيع العربي في كل من السودان والجزائر، فالأولى تشكل هاجساً للانقلابي المصري الذي أبَّد حكمه بالتعديلات الدستورية الأخيرة، إذ لا بد أن تثور قضية حلايب بين البلدين بعد استقرار أوضاع الخرطوم، مما سيفتح على الدكتاتور المصري جبهة في الجنوب، إضافة إلى جبهة الشرق في سيناء، أما الثانية، الجزائرية، فسوف تضع مشروع حفتر على كف عفريت لا يدري متى يطيح به، فالحدود الغربية لليبيا مع الجزائر لا بد أن تكون ساحة الصراع القادمة بين مشاريع النظام القديم، وثورة المليون شهيد.
أما حكومة طرابلس الشرعية، فإنها لن تستطيع الوقوف في وجه حفتر وداعميه إلا بخلط للأوراق يعقد أطوار اللعبة، ولن يتأتى لها ذلك إلا باستغلال الخلاف الإيطالي - الفرنسي حول القضية الليبية، فكما أن الوضع اللبناني - السوري هو قضية فرنسية بسبب الذكريات الاستعمارية، فإن ليبيا هي المجال الحيوي لإيطاليا لنفس السبب، فالاستعانة بإيطاليا هي طوق النجاة الوحيد لحكومة الوفاق الوطني في العاصمة الليبية.
ولأن الربيع فصل واحد من فصول السنة المتجدد على الدوام، فالأمل هذه الأيام معقود على السودان والجزائر لإيقاد شعلة الربيع العربي من جديد، تلك التي تمكن النظام القديم من إخمادها في كل من سوريا ومصر واليمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة