الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة ود إلى كريستين لاجارد

أفنان القاسم

2019 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لم أزل أذكر دورك الكبير الذي لعبتِهِ في فرنسا وأنتِ وزيرة اقتصادنا في إنقاذ البنوك خلال أزمة 2008 ست كريستين، لكن بناتي على الرغم من الحلو الذي طعمنه تحت ألسنتهن ملأت نفوسهن المرارة، فأنتِ وجدتِ المليارات لرأس المال، ولم تجديها للبيئة. كذلك عندما أخذتِ مكان دومينيك ستروس-كان على رأس صندوق النقد الدولي كأول امرأة وثالث أعظمهن في العالم كن فرحات، وكن غاضبات، كن فرحات لأنهن صورٌ عن كل امرأة ناجحة، وكن غاضبات لأنك دخلت "النظام" من باب أعتى نظام مالي في العالم. كامرأة لن تخدمي سوى طموحاتك، وكمديرة لن تغيري شيئًا، فالاقتصاد العالمي يسير على نهجه القديم الذي رسمه الصندوق إلى ما لا نهاية، دون أن يأخذ بعين الاعتبار التطورات التي تقع في سياسات العالم. هل يكفي تقنين بعض القطاعات المالية كما ترين؟ هل يفيد أكثر مما هو عليه إنعاش بعص الاقتصادات؟ هل يحمي رفضنا للحمائية الانتاجية؟ هل يحفظ تحسين التعاون بين دول مدينة فيما بينها وبينها وفيما بينها وبين غيرها التعاون؟ صحيح أن تخفيض أسعار الخدمات، كما تقولين، يسمح للإنتاجية بتحقيق الأرباح، لكن إلى مدى قصير، ترتفع أسعار الخدمات فيه، طالما بقي التضخم هو الذي يحكم السوق، ويتحكم بالتالي بها. إنها أزمة النظام ست كريستين التي منها أزمة العولمة، وتطوير العولمة بشكل مختلف كما ترين يمضي بتطوير النظام بشكل مختلف كما أرى، يمضي بالعمل من أجل البيئة التي ركلتها بقدمك أمس واليوم تدَّعين حرصك عليها، يمضي بتضمين الشعوب كما تقولين بعين العقل، ولكن كيف؟


تعم، ست كريستين، يجب أن يكون التنافس الحر في كل الميادين، كما ترين، ويرى الأخ دونالد، لكنه ليس التنافس الانتقائي كما أرى، تذكري مقولتك "تضمين الشعوب"، واستراتيجية كاسب-كاسب التي تنادين بها لن تسمح بدفع التبادل على مستوى الشركات الكبرى إلا إذا أخذت بعين الاعتبار الرفع من قدرات هذه الشعوب كما أطرح في مشروعي للعواصم الخمس الفذة، عندئذ تتراجع ملاكمة الوزن الخفيف بين أمريكا والصين أمام ملاكمة الوزن الثقيل بين الغرب والعالم ليربح الطرفان، هكذا أنا أفهم استراتيجية كاسب-كاسب.


على عكسك ست كريستين، أنا على إيمان بأن منطقة اليورو ستتشظى، وما إعلان السبعة والعشرين عن تأكيد وحدتهم يوم أمس إلا اعترافًا بذلك. بعد البريكست، نسفت حركة الجيليه جون كل الأسس التي بنى عليها الأخ إيمانيويل "إصلاحاته"، حركة الجيليه جون هي الفريكست المالي الذي لنا، ولولا ضمانات المدينين لفرنسا، لكنا نشحد على أبواب الشرق الأوسط. نعم، يجب تفادي ذلك بأي ثمن، وكما تقولين صادقة، يجب أن نجد الوسائل التي تندمج فيها الهويات والثقافات واللغات في اقتصاد عالمي أكثر انفتاحًا، وأن نبتكر عولمة جديدة، هذه العولمة الجديدة التي قمتُ بعرضها من طقطق لسلام عليكم في مشروعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيون من غير العرب ينتقدون تعريب التعليم في البلاد


.. حذاء ملك الروك إلفيس بريسلي يباع في مزاد علني • فرانس 24




.. كلمة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد ساعات من مناظرة جمعته 


.. اتهامات وحوار أشبه بالشجار..بايدن وترامب يسدلان الستار على ا




.. إيران.. بدء عملية فرز الأصوات وتوقعات بجولة ثانية