الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البصرة.. وسوق (الپالات) (تساؤلات)

محمد عبد حسن

2019 / 5 / 12
الادب والفن


البصرة.. وسوق (الپالات)
(تساؤلات)
إذا كان الحصار الظالم الذي عانى منه العراقيون في تسعينيات القرن الماضي؛ يبرر (ازدهار) أسواق الملابس المستعملة (الپالات).. فما الذي يبرر بقاؤها وانتشارها، إلى الآن، في محافظة البصرة في سنين وصفت فيها موازنات البلد العامة بالانفجارية.. وإن لم تكن كذلك؛ فهي تعادل، كما يؤكد مختصون، موازنات عدة دول مجاورة مجتمعة؟!
وإذا كان البصريون، أو كثير منهم، يعيشون كذلك في عهد (حكومات وطنية منتخبة)؛ فكيف سيكون وضعهم في ظلّ حكومات أقلّ ما يقال عنها أنها عميلة للآخر الأجنبي؟!
البصرة، كما تُسمى.. وكما يراد لها أن تكون –ولا أظن أنّ أحدًا من أصحاب الشأن يعمل على ذلك- عاصمة العراق الاقتصادية. ومن عائدات نفطها يستلم المسؤولون رواتبهم.. ومخصصات سفرهم.. وعلاجهم.. وضيافاتهم. وعلى البصرة عاش، ويعيش، جميع العراقيين بمختلف أديانهم ومذاهبهم وقومياتهم وأزيائهم.. وحتى رقصاتهم. وعلى أرضها دارت كلّ الحروب مخلفة آثارًا يعاني منها البصريون أكثر من غيرهم. وهي، إضافة إلى كل ذلك، قدمت الكثير من الشهداء سواء في مقارعة النظام الدكتاتوري.. أو في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي بنت مضافاتها، في حينه، على حدود العاصمة؛ تشهد على ذلك نساؤهم المتشحات بالسواد منذ عقود.. وصور شهدائهم المنتشرة في شوارع المدينة وأحيائها.
وبعيدًا عن علاقة السلطة بالمثقف أو المثقف بالسلطة.. أليس من الضروري أن تنظّم زيارات لضيوف المهرجانات، التي تقام في المحافظة، إلى هذه الأسواق أسوة بالجولات النهرية وزيارات (المولات)، التي لم تفلح كلّ أضوائها في إزالة العتمة عن الأحياء والزوايا المنسية في المدينة، لرؤية جانبًا من وجهها الآخر والذي هو، بالتأكيد، أكثر صدقًا من الواجهات المزيفة التي قضمت المدينة طولًا وعرضًا مغيّبة طابعها التراثي المعروف؟ أم أنّ ذلك يُشعر القائمين على تلك الفعّاليات بالحرج ما دامت الدولة تموّل هذه المهرجانات.. ومن عائدات نفط المدينة؟
سؤال آخر.. وأخير: لماذا ينشر العديد من (مثقفينا) صورهم، في المهرجانات والفنادق المتعددة النجوم، وهم يرتدون البذلات وربطات العنق دون أن يفكر أحد منهم في التقاط، أو نشر، صورة له هناك: في أسواق (الپالات) التي نبتت ونمت في منطقة (الصفاة) في البصرة.. خصوصًا وأنّ جلّ رواد هذا السوق من الفقراء الذين بُعث من أجلهم الرسل.. وقامت لإنصافهم الثورات.. وكانوا، وما زالوا، وقودًا للحروب.. والإعدامات.. ودعوات الذود عن "تربة أجهل في حصة مَنْ سوف تؤول"(*).. وهم، مع كل ذلك، مادة إبداعهم؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*): المقتبس للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو


.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس




.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي