الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دلالات العودة التاريخية للحركة الشعبية ومآلات الوضع السياسي الجديد

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2019 / 5 / 12
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


حطت طائرة مبادرة السلام بمطار الخرطوم نهار السبت 11 مايو - 2019م تحمل قادة الحركة الشعبية الذين عادوا من المنافي إلي أرض الوطن، فقد وصل وفد "المقدمة" بقيادة الرفيق مبارك أردول الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية يرافقه عدد من الرفاق المناضلين، ويتعبر ذلك تمهيدا لقدوم وفد "حسن النوايا" بقيادة الرفيق القائد ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية والرفيق القائد خميس جلاب الأمين العام للحركة الشعبية والذين سيصلون إلي البلاد خلال الأيام القادمة، وفور وصول وفدنا الظافر والميمون إلي العاصمة السودانية - الخرطوم عقد مؤتمره صحفي وسط حضور باهي لشباب ونساء وطلاب الحركة الشعبية والإعلام المحلي والدولي، وإلتحم الرفاق مع الجماهير المعتصمة داخل ساحة القيادة العامة في مشهد بطولي مهيب سيؤرخ بالنور والنار علي صفحات الكفاح الوطني السوداني، وكانت الدفوف تطرق بايدي الأحرار لتترجم معاني السلام والحرية في عيون الثوار الذين خرجوا من أجل دولة المواطنة والديمقراطية.

إن دلائل العودة إلي الخرطوم تتمثل في حجم الترحيب الواسع بقرارات قيادة الحركة الشعبية التي تمت ترجمتها اليوم بمهرجان إستقبال وفد "المقدمة" في مشهد تاريخي أعاد إلي ذاكرة الوطن صورة إستقبال قائد السودان الجديد د. جون قرن في العام 2005م بعد توقيع إتفاقية نيفاشا التي حطمها النظام السابق بسياساته الإنكفائية، واليوم كانت العودة بأمر من الشعب السوداني الجسور الذي أسقط نظام الحرب والفقر بثورته الخالدة، ورغم محاولات أجهزة الدولة العميقة المسيطرة علي المطار عرقلة مهام الوفد ومنع عقد مؤتمره الصحفي داخل المطار إلا أن ذلك لم يتم لأن الوفد جاء بأمر شعبه وهذا دليل علي إنتصار السودانيين.

ونرى المشهد السياسي السوداني الآن يحتاج لبلورة رؤية سياسية جديدة تحقق التغيير وتفرض أجندة السلام والديمقراطية كخطوط لا يمكن التراجع عن كتابة عناوين المستقبل عليها بارادة شعبنا وصمود قواه الحية، والوقت مناسب جدا لإحداث تغيير شامل لا نرجع من بعده إلي الوراء أبدا، فمن أولويات المرحلة الحالية فتح خط للنقاش مع القوى الوطنية حول كيفية تحقيق السلام العادل وإيجاد وسائل إيصال الغوث الإنساني للمتضرريين من الحروب وإطلاق سراح كافة المعتقليين السياسيين والأسرى والتحول من الحكم العسكري إلي حكم مدني ديمقراطي وصولا لدولة المواطنة والعدالة حيث يكون السودان الجديد واقع يعيشه السودانيين في الريف والمدينة بالتنمية المتساوية والمشاركة في إدارة شؤن البلاد دون محصاصات القبيلة واللون والدين ومعاير المستويات الإقتصادية المضرة بعملية بناء دولة السودان الجديدة، فكل المنهج الإنقاذي القديم يجب وضعه في سلة النسيان لأنه لا يصلح لإدارة التنوع السوداني ولا يحقق العدالة الإجتماعية وبل تسبب في إنهيار الدولة وإنقسامها إلي دولتين، وقد سقط ذلك المنهج مع رأس النظام المباد بالثورة المنتصرة، ويجب أيضا الوصول إلي مشروع وطني لا يقصي الآخرين الذين ينتمون إلي تيارات الإسلاميين ويسعون للسلام والعدالة وفق شروط جديدة، كما لا بد من العمل علي بناء مؤسسات حرة وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية بشكل يعكس التنوع الإجتماعي السوداني ويضع عقيدة عسكرية تحترم شرف "الكاكي" ويجب تحرير القضاء لتحقيق العدالة والمساواة ووضع خطط جديدة لتطوير علاقات إقليمية ودولية تعيد للسودان وضعه الطبيعي بين الأمم.

قضايا كثيرة تنتظر النقاش بين الحركة الشعبية والقوى الوطنية من أجل السودان الجديد، وهنالك قضية مهمة يجب التطرق لها بشكل مستمر وتتعلق بترتيب قوى إعلان الحرية والتغيير وتوحيد منصة التفاوض مع المجلس العسكري، ومن هنا نجدد الترحيب بوفود الحركة الشعبية لتحرير السودان، ونتقدم بأجمل وأرفع التحايا للشعب السوداني الصامد، وسنعمل مع كافة الأطراف لبلوغ الحرية والسلام والديمقراطية.

عاشت الحركة الشعبية وعاش الشعب السوداني.


سعد محمد عبدالله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. مقتل 3 متظاهرين إثر احتجاجات اعتراضا على نتائج ا


.. شاهد | تجدد الاشتباكات بين الشرطة الكينية ومتظاهرين في نيروب




.. ماكرون.. بين مطرقة اليمين المتطرف وسندان تجمع اليسار


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: انسحاب أكثر من مئتي مرشح لسد




.. كينيا.. قوات الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين