الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوارات نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مع صحيفة «تراباخادوريس» الكوبية (العمال)

نايف حواتمة

2019 / 5 / 12
مقابلات و حوارات


أجرى الحوار الصحفي الكوبي
خوان دوفلار إميل
هافانا - كوبا
■ تحتفل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في الذكرى الـ 50 لانطلاقتها، برأيكم، هل لازالت المبادئ والأهداف قائمة (يقصد قابلة للتطبيق في ظل المتغيرات) والتي من أجلها انطلق هذا الفصيل الطليعة في المقاومة الفلسطينية؟
■■ تحتفل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالعيد الخمسين (اليوبيل الذهبي) لإنطلاقتها، وقد قطعت في هذا الزمن النضالي المضيء مراحل شديدة التعقيد في مسار القضية والحقوق الوطنية والحركة الوطنية الفلسطينية، كانت حافلة بالتضحيات الجسام، وتقديم آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين جسدياً، في مقدمتهم أعضاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية للجبهة، وقيادتنا العسكرية، وفي عموم ساحات نضالها، في المناطق المحتلة عام 1967 (الضفة الفلسطينية والقدس وقطاع غزة) ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا والأردن والعراق، وفي مناطق الهجرة في أوروبا والعديد من الدول العربية، وفي الأميركيتين، وفي كل مكان فيه تجمع أو كتلة من أبناء شعبنا الفلسطيني.
الجبهة منذ اللحظة الأولى جمعت بين السياسة (البرنامج الوطني) والسلاح (الكفاح المسلح ضد الاحتلال واستعمار الاستيطان التوسعي الإسرائيلي) ومازالت هذه السياسة قائمة ومازالت خياراً إستراتيجياً ليس للجبهة وحدها، بل نجحت في تحويله إلى خيار وطني فلسطيني شامل، بعد ما تلمست الملايين من أبناء شعبنا، وقواه السياسية، أن هذا الخيار هو العلمي والعملي السليم، وهو السبيل الناجح نحو الفوز بالإستقلال والحرية والكرامة الوطنية والسيادة، وأن كل البدائل الأخرى وصلت إلى الطريق المسدود وفشلت فشلاً ذريعاً.
انطلقنا ببرنامج النقاط العشر، الداعية إلى بناء السلطة الفلسطينية الوطنية المقاتلة فوق كل شبر نحرره، ويجلو عنه الإحتلال. وطورنا، مع التطور النضالي لشعبنا، وتطور الأحداث وما طالعتنا به من تحديات وإستحقاقات، برنامج النقاط العشر. ليأخذ طابعه الأكثر تفصيلاً: البرنامج المرحلي، الذي تحول إلى البرنامج الوطني لعموم الشعب الفلسطيني في مناطق الـ 48 (أي داخل دولة الاحتلال) في النضال من أجل «الحقوق القومية وحقوق المواطنة الكاملة» في مواجهة سياسة التمييز العنصري والتهميش والإقصاء. وفي المناطق المحتلة في عدوان حزيران 67، التحرر من الإحتلال والإستيطان وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 حزيران 67. وفي مناطق الشتات واللجوء، عودة اللاجئين إلى ديارهم التي طردوا منها منذ العام 1948.
ومازال هذا هو البرنامج الذي يتبناه شعبنا، أدخلنا عليه تطويراً مهماً، بعد قيام السلطة الفلسطينية بموجب اتفاق أوسلو، بحيث أضفنا عليه برنامجاً إجتماعياً، لضمان حقوق أبناء شعبنا من عمال وفلاحين وصغار موظفين، وأصحاب الدخل المحدود والشباب والمرأة والمثقفين الثوريين، في مواجهة السياسات النيوليبرالية للسلطة الفلسطينية الواقعة تحت ضغوط الجهات المانحة وشروط صندوق النقد الدولي.
وبالتالي.. مازال برنامجنا يحدّث نفسه بتطور الأوضاع، ومازال برنامجنا ينبض بالحياة الثورية، ومازال يلبي احتياجات ومطالب وحقوق شعبنا، ومازال هو العنوان العام للنضال الوطني، جرى، مرة أخرى، إعادة تكريسه في قرارات المجلس الوطني الفلسطيني (البرلمان الفلسطيني في فلسطين المحتلة، وفي بلدان اللجوء والشتات والمنفى) والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الائتلافية [المحطة الوسيطة لهذا البرلمان] في قرارات اتخذناها بالتوافق الوطني منذ 5/3/2015، وجددناها وأعدنا التأكيد عليها خلال شهري كانون الثاني (يناير) ونيسان(إبريل) العام 2018، ونحن نناضل الآن، في إطار م.ت.ف، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، والآن في مارس 2019 بنينا في إطار «التجمع الديمقراطي الفلسطيني» (الإطار الجامع لأوسع تيار يساري وديمقراطي فلسطيني) وعبر الحركة الشعبية، من أجل إنجاز وتطبيق هذه القرارات وإنهاء الإنقسام المدمر بين فتح وحماس، والتصدي لسياسات الإنفراد بالقرار لدى السلطتين [فتح وحماس] في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة والقدس، لصالح تكريس إئتلاف الوحدة الوطنية على أسس ديمقراطية، باعتبار أن هذه الوحدة هي سلاح شعبنا في مقاومة الإحتلال والإستيطان.
في هذا الجانب مازال الكفاح ضد الإحتلال والإستيطان هو محورنا النضالي الرئيسي والأول. انطلقنا في الكفاح المسلح بإسم القوات المسلحة الثورية في الشتات، [لبنان وسوريا]، وبنينا «قوات الداخل – قوات النجم الأحمر» في الضفة الفلسطينية وغزة، ثم بنينا «كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية» لحماية الإنتفاضة الثانية (2000) والدفاع عن قطاع غزة، ونحن نناضل الآن لإستنهاض المقاومة الشعبية بكل أشكالها، في كافة المناطق، على طريق التحول إلى عصيان وطني شامل، إلى أن يحمل الإحتلال عصاه ويرحل عن أرض دولتنا المستقلة كاملة السيادة.

■ ما هي العناصر الأساسية التي تعتبرها ضرورية لدفع القضية للأمام من أجل التحرر، وطرد المحتل الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، بحدود الرابع من يونيو من عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية؟
■■ لقد أنجزنا برنامجاً وطنياً شاملاً باجماع كل تشكيلات المجتمع في الوطن والشتات، وفي مؤسسات منظمة التحرير الائتلافية (المجلس الوطني (البرلمان) والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير)، وإتخذنا قرارات واضحة من أجل مواجهة سياسة الإدارة الأميركية (صفقة ترامب) وسياسات الإحتلال الإسرائيلي، بإنهاء العمل بإتفاق أوسلو، وإستعادة البرنامج الوطني (برنامج المقاومة وتدويل القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية في الأمم المتحدة). لكن ما يعطل هذا البرنامج، ويعطل مسيرة النضال ويعرقلها عنصران لا بد من حل لهما.
الأول إنهاء سياسة تعطيل قرارات م.ت.ف. حيث تمارس قيادة السلطة الفلسطينية سياسات منفردة، مازالت تراهن على بقايا إتفاق أوسلو، وعلى العودة إلى المفاوضات تحت سقف أوسلو. نحن نمارس الضغط بالحركة الجماهيرية من أجل وقف هذه السياسة ومن أجل تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي التي أشرت إليها أعلاه: إنهاء العمل بإتفاق أوسلو، سحب الإعتراف بدولة إسرائيل حتى تعترف بدولة فلسطين على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقف التعاون الأمني مع سلطات الإحتلال، تحرير الإقتصاد الفلسطيني من التبعية للإقتصاد الإسرائيلي، استنهاض المقاومة الشعبية، والذهاب إلى الأمم المتحدة بثلاثة مشاريع قرارات:
1) طلب العضوية العاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، معترفاً بها دولة تحت الإحتلال 2) طلب الحماية الدولية لشعبنا وأرضنا ضد الإحتلال والإستيطان 3) الدعوة لمؤتمر دولي تحت إشراف الأمم المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، بدلاً من الإنفراد الأميركي، وعقد مفاوضات بموجب قرارات الشرعية الدولية، بسقف زمني محدد، وقرارات ملزمة، تكفل لشعبنا حقه في التحرر من الإحتلال والإستيطان، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعودة اللاجئين.
أما الثاني: فهو إنهاء الإنقسام بين سلطتي فتح (في الضفة) وحماس (في غزة) عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية لفترة إنتقالية، تجري فيها إنتخابات شاملة، لرئاسة السلطة الفلسطينية وللمجلس التشريعي (مجلس نواب السلطة) والمجلس الوطني (البرلمان الفلسطيني في الوطن المحتل وأقطار اللجوء والشتات والمنفى لكل الشعب) وإعادة توحيد المؤسسات الوطنية على أسس ديمقراطية، بنظام انتخابات التمثيل النسبي الكامل، تكفل صون الإئتلاف الوطني والشراكة الوطنية، وإنهاء الإستفراد والتفرد.
الشعب والثورة الوطنية الفلسطينية في مرحلة التحرر الوطني نحو تقرير المصير والاستقلال وعودة اللاجئين، وهذا يستدعي انخراط كل القوى والتيارات السياسية والفكرية في صفوف الشعب لإنجاز مهمات مرحلة التحرر الوطني.
نحن شعب صغير في مواجهة دولة قوية وعدو شرس، نحن شعب مشتت لا يمكن أن ينتصر إلا إذا توحد سياسياً حول برنامجه السياسي، وتنظيمياً في إطار م.ت.ف، ومؤسساتها الإئتلافية.

■ ما هو تقييمكم للتضامن الدولي مع القضية الفلسطينية، وبشكل خاص كوبا، شعب وحزب وحكومة، حيث تدعم بقوة الحقوق الوطنية الغير قابلة للتصرف لهذا الشعب العربي الشقيق؟
■■ نحن جزء من حركة التحرر في العالم ضد كل أشكال الإحتلال والإستعمار والإستغلال الإمبريالي والتمييز العنصري، وخاصة التحالف الأميركي - الإسرائيلي الإستعماري التوسعي. تربطنا بحركات التحرر علاقات وثيقة وكذلك بالقوى اليسارية والديمقراطية العالمية والمحبة للسلام، ومن أجل عالم بلا حروب وبلا دمار، وبلا إستغلال، تسوده العدالة القانونية والعدالة الإجتماعية، والتعايش السلمي والأخوي بين الشعوب، على قاعدة حق كل شعب في تقرير مصير بحرية دون تدخل من أية أطراف خارجية.
ومع كوبا حزباً، وقيادة وحكومة وشعباً، تربطنا، كشعب فلسطين، وكجبهة ديمقراطية بشكل خاص، علاقات تاريخية مميزة، عمدناها معاً في خنادق النضال ضد العدو الواحد، عدو الإنسانية: إمبريالية الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل.
منذ أيام، وفي الذكرى الستين لإنتصار الثورة الكوبية، كتبت مقالة في مجلة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي الصديق، تحدثت فيها عن الدور المقدام والمميز الذي قامت الثورة الكوبية بزعامة الرفيق فيدل الصديق والرفيق الكبير، راؤول ورفاقه، وشعبها، بأعبائه في خدمة الشعوب المناضلة لحريتها وإستقلالها ومنها الشعب الفلسطيني.
خيارنا، التحالف الثابت هو خيار موضوعي، لأنه الرد على أعداء الشعوب، من هنا نقول إننا، كشعبين صديقين، نقف في مقدمة الصفوف، وعلى الخطوط الأولى من جبهات القتال: في كوبا ضد الحصار وعمليات التخريب الأميركي لشعب يناضل من أجل بناء دولته المستقلة، وإقتصاده الإشتراكي، ومستقبله الزاهر. وتحدى أكثر أنواع الأمبريالية وإنتصر عليها، بقيادة الراحل الكبير والصديق العزيز، والمناضل الأممي فيديل كاسترو، الذي التقيته عديد المرات، وتباحثنا معاً، في إستراتيجيات النضال المشترك ضد العدو المشترك، والقائد الكوبي الكبير جنرال الجيش والأمين الأول للحزب الشيوعي الرفيق العزيز راؤول، الذي التقيته مرات ومرات على امتداد السنين، وواصلنا البحث الذي بدأته مع الصديق الراحل فيديل، نواصل تحالفنا مع كوبا وتبادل الدعم المشترك، عبر الأخ الرئيس ميغيل دياز كانيل الذي تولى الرئاسة منذ حوالي العام تقريباً.
وعبر صحيفتكم، صحيفة «العمال» الكوبية أتوجه بالتحية، إلى كوبا، وحزبها الثوري الجماهيري، وقيادتها الرائدة، وشعبها المناضل، وحكومتها الحكيمة، ومشدداً على العلاقات الثابتة التي تربط بين شعبينا، وبين حزبينا، الحزب الشيوعي الكوبي، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين■








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يرتدي القراصنة رقعة قماش أو جلد لتغطية أعينهم؟


.. الهدف القادم حمص.. هل تبتلع الفوضى سوريا بسبب التنظيمات المس




.. أقصر حكومة في تاريخها.. لماذا انهارت حكومة بارنيه في فرنسا ؟


.. للقصة بقية | وحدة الساحات




.. مرتزقة كولومبيون قدموا عبر ليبيا للمحاربة في السودان.. ما ال