الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما لا يتخلى عنك الألم البتة .

يوسف حمك

2019 / 5 / 12
الادب والفن


قال لي متالماً ، و بصوتٍ متهدجٍ : (( من تعاسة حظي ، أن الألم يلا زمني كتوأمي ، يجوب معي كيفما أسير ، و أينما أرحل .
لا يمنحني فرصةً لأتنفس ، و لا يدعني وحيداً دون أن يصب عبء ثقله على كاهلي .
جسوره ممتدةٌ لديمومة التواصل بيني و بينه بلا انقطاعٍ ، حتى يغدو و كأن الحزن ينتمي إليَّ ، أو أصبح جزءاً مني ، بحيث لا تكتمل شخصيتي إلا به ..... ))

نعم تشد إلينا حكايات الوجع بصورةٍ مكثفةٍ ، لتثير ضجةً في الذاكرة - بعد أن يكتنفها الغموض - فتتشابك خيوطها بقصصٍ آنيةٍ لا تقل عنها قسوةً .

لأن الألم ليس وليد حقبةٍ بعينها ، أو نتاج مكانٍ بذاته ...
بل يكتم االأنفاس كلما سنحت له الفرصة ، يغض الطرف عن خصائص الأزمنة .
لا يعير اهتماماً ، ابن أي عصرٍ أنت ؟! و على أية أرضٍ و طئت قدماك ؟!
يعتريك الألم على حين غرةٍ ، دون أخذ رأيك ، أو حتى طرق بابك ، أو هل لديك رغبة باستقباله ، أم لا ترغب ، كضيفٍ ثقيلٍ يندم المرء على حسن استقباله ؟!

يأتيك الألم من المجهول ، على مبدأ الزواج - بلا حبٍ - ( قسمةٌ و نصيبٌ )
يقترن بك كصديقٍ حميمٍ لقلبك و عقلك ، غير أنه لا يجلب لك سوى النكد و نغص العيش .
و كأنه شعلةٌ من المواهب :
تعاستك محط اهتمامه ، شقاؤك من أولويات عمله ، و بؤسك من أفضلية إجراءاته و أسبقية مهامه . فكل ما لا ترضاه و تستسيغه يكون من نتاج كدحه ...

توأمه الوجع الذي هو ابن المصائب ، و أم البلاء .
يجتاحك بعد فقد عزيزٍ ليسقيك كأس المرارة ...
أو عقب فراقِ من كان قلبك لا ينبض إلا لأجله ، يمزق قلبك من الوحشة و الضيق ...
وحشةٌ لا يزيلها سوى داء اللقاء أو بلسم العناق ...
أو يداهمك الحزن بعد مصيبةٍ تبتلي بها من حيث لا تحتسب .
فتفتح في صدرك جرحاً عميقاً لا يندمل ..
و ربما يزورك بعد غيابٍ طويلٍ لحبيبٍ ، فيقسو عليك الحنين بدموعٍ خرساء ، و تزمجر روحك بصرخةٍ كاتمة الصوت من وطأة الشوق ....
و ناهيك عن أن تشتت شمل العائلة أقسى ، و أشد مرارةً .!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس