الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفيقي فلاديمير

سليم البيك

2006 / 5 / 2
القضية الفلسطينية


سأكتب برغم معرفتي بأن الكتابة إليك تهمة تجرها ألف تهمة, و معرفتي بأن ناشر الرسالة سيحسب ألف حساب قبل نشرها, و السبب اسمك أنت.
نعم, نحن في زمن يخاف فيه الكثير ذكر اسمك, و غيرهم يخجل به, في زمن ينتظر من يكتب لك أو عنك لا آراءً و لا ملاحظات, بل تهماً و عواقب.
أسطري هذه رسالة شكر لك, أنت من كنت في طليعة شعب قدم للإنسانية ثورة عظيمة بعظمة أفقها الأممي, ثورة رسمت أفقاً أحمراً أشارت لشعوب العالم المضطهدة أن اتحدوا ا لتحرروا.
و لكنها ثورة اغتصبها رفاقك من بعدك, أو بعض رفاقك, و حُملت أنت الوزر. لو تعرف ما الذي يستدعيه اسمك في مخيلة العالم: دكتاتورية, توتاليتارية, بيروقراطية, و ما رافق هذه المصطلحات البليدة من الزعيم الواحد و الحزب الواحد و الرأي الواحد و الجمود الفكري و السياسي الواحد و غيرها مما ميز الدولة السوفييتية, نعم, السوفييتية التي بنيتها و رفاقك و أبناء بلدك بالدم.
ربط العالم بينك و بين الستالينية فاختلط الحابل بالنابل, أذكر حادثة قرأتها في أحد مجلدات رفيقك الرائع مكسيم غوركي: جاء إليك مجموعة من قيادات الحزب البلشفي اثر انتصار ثورة أكتوبر يشكون إليك تصرف بعض الشعراء الناقدين لسياسات الحزب, فما كان ردك إلا أنكم كحزب ودولة بحاجة لهذه الآراء المعارضة كونها وجهة نظر قد تطالها الصحة, وأن هذه الأخطاء في سياسات الحزب يسهل تجنبها في المستقبل إن أشار أحد عليها.
أشكرك رفيقي لأنك جذرت هذه الفكرة في رأسي, هذه الفكرة التي خانتها بل خنقتها الستالينية.
رفيقي فلاديمير,
هناك من قدسك أنت و فكرك, و أسرك في أيقونة مؤلهة لا يمسها إلا المطهرون! فحجر من فكرك و جعل من كلماتك نصاً يتلى. هذا الآخر حملك فوق حملك, فكنت أنت المسؤول الأول و الأخير عن أي جمود, أنت الذي جددت في الماركسية نفسها و أوضحت بأن الامبريالية هي أعلى أشكال الرأسمالية, ما لم يكن مبيناً أيام ماركس. صح هذا التحليل تماماً في أيامك و امتدت حتى لعشرات السنين. ماذا سيقول مقدس نصك هذا عندما يتحدث عن العولمة و هي الشكل الأعلى الجديد؟ لو درسوا نهجك الذي وصلت فيه إلى فضح الامبريالية لوصلوا هم إلى فضح العولمة. لم يدرسوا فوجد بعضهم بأن في نصك نقص يهدم كلياً ما اعتبره مقدساً و مكتملاً, فكفروا بك! و لم يجد الآخر عزاءاً إلا في دفن رؤوسهم في الرمل متنكرين للشكل الجديد, مؤمنين بأن ما كتبت صالحاً لكل زمان و مكان, الشيء الذي أنت و ماركس و انجلز من قبلك لم تقبلوا به.
تبقى القلة المتزايدة, القابضة على الجمر, لا تدري من أين تلقى الضربة, أمن المجموعتين التي ذكرت؟ أم ممن عاداك مبدئياً؟
فلاديمير إيليتش لينين, لك الشكر من بلد قدمت اللينينية لها الكثير, من فلسطين التي لاتزال تناضل ضد حركة صهيونية وصفتها يوماً بالرأسمالية الرجعية التي تخدم مصالح الإمبريالية, و من يعرفك يدرك تماماً معنى هذا الكلام عندك.


المخلص
سليم البيك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل