الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنشاء السدود بالعراق عامل مهم لتحقيق الأمن المائي لديه

عبد الكريم حسن سلومي

2019 / 5 / 14
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


إنشاء السدود بالعراق عامل مهم لتحقيق الأمن المائي لديه


يرى كثير من المختصين والخبرات العراقيه القديمه ان العراق يحتاج الى أنشاء عدد من السدود الكبيرة على روافد نهر دجلة وكذلك من السدود الصغيره والمتوسطه في الجهات الغربيه والشرقيه لان الكثيرمن المياه التي تدخل حدود العراق بالسنوات الرطبه يذهب سدى وقد لايسيطر عليها أوقد تستغل بصوره كبيره من قبل تركيا وايران لأنهم انشأوا اعداد كبيره من السدود
لقد اخذت مؤسسات المياه بالعراق بأوائل القرن العشرين الماضي العمل على انشاء عدد من السدود والخزانات ايام ماكان العراق يتعرض لفيضانات مدمره ولخزن المياه لأيام السنوات الجافه وبسبب قلة الموارد المائية في نهري دجلة والفرات اليوم والتي تاثرت كبيراً بسبب قيام دول الجوار بانشاء السدود على النهرين وروافدهما دون مراعاة ما يحتاجه العراق وسوريا من المياه وبسبب عدم التوصل مع هذه الدول لاتفاقيات وتفاهمات على قسمة المياه للنهرين لذلك فأن العراق بحاجه ماسه لأنشاء عدد من السدود والخزانات في مناطق عديده من البلاد لاغراض الخزن وحصاد المياه
في العقود الماضيه بالعراق كان موضوع السيطرة على الفيضان هو الهدف الأسمى من انشاء السدود ولكن مع تزايد أعداد السدود المنفذة في دول اعالي نهري دجلة والفرات بدأت الواردات المائيه تقل وقلت بنسبه كبيره احتمالية حصول الفيضان لديه ولكنها تبقى قائمة وقد حدثت في الاعوام 1967 و 1968 و 1969 وكذلك في سنة 1988 وسنة 1994وسنة 2019 وبذلك لايمكن التنبأ في أن الفيضانات لن تعود واذا ما حدثت الفيضانات فان تأثيرها يكون بالغ الخطورة مالم يكن هناك استعداد لها من خلال بناء السدود الكافيه لاستيعاب موجات الفيضان والاستفادة منها لخزن المياه وتأمين حاجة البلاد من المياه لسنوات عديده
ان واردات المياه للعراق ومنذ عقود تعاني من التذبذب مما اثر ذلك على الخطط الزراعية وخاصة في فصل الصيف فأغلب الايرادات الكبيره تأتي له بفصل الربيع وهذه بطبيعة الحال لاتخدم الموسم الصيفي ولاحتى الشتوي لذلك اصبح من الضروري التفكير جديا لانشاء السدود لتحقيق اهداف عديده منها (درء الفيضانات و تأمين وتنظيم المياه اللازمة للري ولتلبية الاحتياجات المائية للقطاعات المستخدمة للمياه كافة وفي مقدمتها القطاع الزراعي الذي يستهلك بحدود 85% من حجم المياه المتاحة وتأمين خزين احتياطي للسنوات المستقبليه لتأمين مياه الشرب وللزراعه والصناعه ولتوليد الطاقه الكهربائيه النظيفه التي لاتؤثر على البيئه وكذلك لتنمية الثروة السمكية ولتطوير السياحة وللحصول على نوعية مياه جيده من خلال خزن المياه في مواسم الامطار والثلوج وتساهم السدود في تحسين البيئة والمناخ اضافة للتغير الاقتصادي للسكان المعتمدين على الزراعه الاروائيه والصيد للاسماك والسياحه .
يعتبر نهر دجلة وروافده ذات قيمه كبيره داخل العراق حيث تدخل له واردات مائيه كبيره من داخل العراق ولهذا السبب فأن انشاء السدود على دجلة وروافده يعتبر من الامور المهمه لغرض خزن المياه
ان ماتعرض له العراق في العقود السابقه من الشحة والجفاف أكد أهمية انشاء السدود للسيطره على الفيضانات وخزن واردات المياه الزائدة عن الحاجة واطلاقها في اوقات الشحة
لذلك يرى اليوم كثير من المختصين العراقيين بمجالات المياه ان سد بخمه على الزاب الاعلى لو اكتمل بناؤه سيعتبر من السدود الكبيرة في العراق حيث ان الطاقة الخزنية فيه كبيره ومهمه ايظا لانتاج الطاقه الكهربائيه النظيفه وبسبب الشحة التي تعرض لها العراق عام 2018 يعتبر من الضروري جداً اكمال تنفيذه لانه سيخزن كميات كبيرة من المياه ويساهم في تأمين خزين مهم جداً للعراق وبنوعية مياه جيده جدا وان فائدته ستخدم كل المشاريع الاروائية المقامه على نهر دجلة
ان سد الموصل كان قد انقذ العراق فعلا من الفيضان الخطير عام 1988رغم حالته التي تعتبر حرجه وحساسه ودوره الكبير في السيطره على الفيضان الحالي (2019) وهذا يؤكد على اهمية بخمه اذا اكمل تنفيذه للسيطرة على فيضان الزاب الاعلى
فرغم ماتعرض له العراق من فترات جفاف الا ان الفيضانات يمكن ان تعود في اي وقت لذا يجب ان تتخذ الاستعدادات اللازمة ومن اهمها بناء السدود وبخاصة الكبيرة منها لأنه قد تعود الفيضانات في اي موسم غير محسوب حسابه وقد يسبب كوارث للبلاد.
ان بناء السدود وفي كل انحاء العالم يكون في المناطق الجبلية او الهضاب او المناطق التي تكون المناسيب فيها ملائمه ومناسبة لخزن المياه، وعموماً يتحقق هذا في العراق في القسم الشمالي منه وخاصة للسدود الكبيرة كما يصلح بناء السدود في الجزء الغربي منه ولبعض المناطق خاصة للسدود الكبيرة والصغيرة معاً وفي المناطق الشرقية لسدود صغيره .
اليوم كثيرا مايتطرق الاعلام عبر القنوات الفضائيه ومواقع التواصل الاجتماعي لموضوع وهو (ماسبب عدم انشاء سدود في وسط وجنوب العراق )ولكن المختصين يعلمون جيدا ان هذه المناطق بموجب تضاريسها الطبيعيه لاتصلح للسدود الكبيره والمتوسطه اما بناء السدود الصغيرة فمن الممكن ان تتم في حالة تحقق التضاريس والأمور الفنية الملائمة لانشائها وتوجد فعلا دراسات لانشاء السدود الصغيرة في مناطق فيها تضاريس مناسبة من العراق لغرض حصاد المياه
ولقد تم مؤخراً انجاز عدد من السدود الصغيرة في محافظات السليمانية وكركوك ودهوك و ديالى وكل هذه السدود تخزن المياه في موسم الامطار وتساقط الثلوج
ان المناطق الصحراوية في العراق واسعه وتشمل منطقة الجزيرة والبادية الشمالية والبادية الجنوبية والصحراء الغربية وان الوارد المائي لها من جراء هطول الامطار يعتبر كبير وان كمية المياه التي سيتم خزنها من خلال انشاء السدود الصغيرة كبيره تصل بمجموعها لمليارات الامتار المكعبه وهي كافيه لتطوير المنطقة وتنميتها
ان السدود التي تنشأ سواء على عمودي دجلة والفرات والجهة الشرقية والباديتين الوسطى والجنوبية جميعها تساهم في تحسين الأستخدام الامثل للمياه في العراق وهي لا تخدم منطقة معينة بل تخدم مناطق عموم البلد بلا استثناء لما لها دور كبير في تحقيق الموازنه المائيه الكفوءه لعموم البلاد.
واذا ما أمن العراق الموارد المائية الكافيه سيكون العراق بلدا مستقرا سياسياً واقتصاديا واجتماعيا وتقل الحاجة الى استيراد الغذاء والاعتماد على دول التشارك المائي كما يحدث اليوم باستيراد معظم الغذاء منهم وسوف لت يستطيعون إخضاع العراق لسياساتهم وابتزازه اقتصاديا وسياسياً وجعل العراق يخضع لمبدأ الماء مقابل النفط كما يخططون له
لقد انتشرت ظاهرة الجفاف بالمنطقه منذ عقود بسبب قيام دول المنابع ببناء السدود العملاقة وايضا السدود الصغيرة لحجز مياه السيول والفيضانات الموسمية والتي كانت تمر بدولة المصب العراق وان اكمال مشروع الكاب بتركيا سيقلل من حجم واردات المياه الداخله لسوريا والعراق الى نسب خطيرة وفي حقيقه الأمر يجب ان لايرمى السبب على تركيا وايران فقط لأن الواقع اثبت لنا الاهمال الكبير من قبل الحكومات العراقيه والسوريه بشأن ملف المياه حيث لازال التحرك من قبلهما بهذا المجال لايتناسب مع حجم التحديات وعلى العالم ان لاينسى ان العراق وسوريا زجت بحروب بفعل المؤامرات الامبرياليه على المنطقه مما شغلها ذلك عن تطوير واقعها المائي
لابد من انشاء مشاريع لحصاد الامطار وتخزينها وعدم السماح بضياعها للخليج او الاهوار او الخزانات الطبيعيه المالحه فلا زال الاجراء بدولتي العراق وسوريا بطيء لمواجهة الظروف المائيه ولايوجد على الارض أي تحرك حقيقي لوضع وتنفيذ خطط استراتيجيه لمجابهة ازمة المياه وعلى حكومات البلدين جعل موضوع الاهتمام بالمياه من اوليات برامجهم الحكوميه لذلك فأن انشاء السدود بالعراق سيكون له دور كبير في تحقيق الأمن المائي له.




المهندس
عبد الكريم حسن سلومي
5|5|2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل ما تحتاج معرفته عن أمراض الكبد وسبل الوقاية |صحتك بين يدي


.. حقيقة ارتباط بنين ستارز




.. عاجل | المتحدث باسم اليونيفيل لسكاي نيوز عربية: استهداف إسرا


.. سياق | تاريخ السود في أمريكا.. من المسالخ إلى المساهمة في بن




.. ما أبرز إنجازات اللاعب الإسباني رافاييل نادال؟