الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وَمِيْضٌ عَلَى شَوَاطِئِ الاغْتِرَابْ

علم الدين بدرية

2019 / 5 / 14
الادب والفن


وَمِيْضٌ عَلَى شَوَاطِئِ الاغْتِرَابْ

علم الدين بدرية


وَتَأْخُذُنِي خُطُوَاتِي بَعِيْدًا حَيْثُ تُعَانِقُ الأَشْجَّارُ بَوَاسِقَ السَّحَابِ، حَيْثُ تَسْتَيْقِظُ يَرَاعَاتٌ مُضِيْئَةٌ
لِتَغْدُو سِرَاجًا مُنِيْرًا ...
حِيْن تَخْبُو أَضْوَائِي عَلَىَ أَرْصِفَةِ الانْتِظَارْ
***
الْمُسَافِرُ فِي لُجَّةِ الصَّمْتِ
يَنُوءُ تَحْتَ وَطْأَةِ الأَقْدَارِ
وَتَتَّقِدُ لَيَالِيْهُ أَرَقًا يُدَاعِبُ الذِّكْرَى
فَتَصْحُو الأَشْوَاقُ أَنِيْنًا بَيْنَ تَعْتَعَاتِ الأَحْلاَم
غيَابِكِ هَدَّ قِلاَعِي عَلىَ وَاجِهَاتِ الْمُحِيْطِ
فَانْحَنَيْتُ أُقَبِّلَ الأَرْضَ ، أَبْحَثُ عَنْ وَطَنِي الْفَقِيدْ
***
مِنْ مَخَابِئِ الْوحْدَةِ
تُبَعْثِرُنِي اِرْتِدَادَاتُ التَّشَرُّدِ وَالتَّوْحِيْدِ
تَنْفُضُنِي فِي وَجْهِ التَّرَدُّدِ والنَّحِيْبِ
تُصِيْغَنِي عَدَمًا
تُدثِّرُنِي بِجَفَافٍ وَتُحَنْطُ الدَّمَ بِالوَرِيْدِ
وَتُكَفِّنُ بِيَ لَسْعَةَ الشَّوْقِ بِبَرْدٍ وَجَلِيدْ
***
الْغُرْفَةُ الْقَاتِمَةُ فِي أقَاصِيَ الرُّوُحِ
تَبْعَثُكِ كُلَّ حُلْمٍ مِنْ جَديدْ
طَيْفُكِ يَرْفُضُ الإِقْصَاءَ ، يَرْفُضُ التَّهْجِينَ والتَّحْدِيدْ
شَاخَتْ عَيْنِيَّ تَنْظُرُ فِي الْمَدَىَ وَجْهَكِ
أوْقِدُ مَصَابِيْحَ غُرْفَتِي الْخَافِتَةِ هُرُوبًا مِنَ العُتْمةِ
أُعَانِقُ نَافِذَتِي الَّتِي تُشَاهِدُ الْعَالَمَ عَدَاكِ
لاَ الْقمَرَ وَالنُّجُوُمَ تُوَاسَيْنِي
لاَ صَلاَتِيَ كُلَّ مَسَاءٍ تَشْفَعُ لِيَ فِي السَّمَاءِ
وَمَنْ لِي فِي مُنَاجَاتِي سُوَاكِ ؟!!
يَا سَيِّدَةِ الْغِيَابِ
كَمْ يَلْزَمُنِي مِنَ الْوَقْتِ وَمُقَارَعَةِ الزَّمَانِ وَالْمَكَان
وَنْفِضِ الغُباَرِ مِنْ عَلىَ هَذَا الْكُرْسِيِّ الْمُتَغَضِّنِ
مِنْ طُولِ اِنْتِظارْ ؟
كَمْ يَلْزَمُنِي مِنْ كَلِمَاتٍ أَزْرَعهَا فِي حَدَائِقِ الاغْتِرَابِ عَلَّهِا تَنْمُو فَتَسْتَفِيْقُ يَرَاعَاتُ الشَّوْقِ تُبَشِّرُنِي بِأنَّك قَرِيْبَة كَمَا فِي الأَحْلاَمِ وَسَتَأتِيْنَ بَعْدَ حِينْ!!
***
ذَبُلَتْ أَوْرَاقُ قَلْبِيَ عَلىَ شَوَاطِئِ الانْتِظَارِ
لاَ الْمَرَاكِبَ قَادِمَةٌ وَلاَ النَّوَارسَ عَائِدَةٌ
الْمَنَارَاتُ شَاحِبَةٌ وَالْمَوَانِئُ لا قَادِمِيْنَ فِيْهَا وَلاَ وعُودْ
الْمُهَاجِرُونَ .. لا زَالُوا مُسَافِريْنَ
يَعْتَلونَ الْغَيْبَ وَالأَمْوَاجَ
***
وَيَبْقَىَ غِيَابُكِ هُوَ الزَّهْرَةَ النَّائِمَةَ بَيْنَ النَّبَضَاتِ الْتِي تَعِيْشُ فِي قَلْبِيَ الْيَتِيْمِ
يَتَجَلَّىَ طَيْفُكِ كَالْفَرَاشَاتِ كَالْيَرَاعَاتِ الْمُتَأَرْجِحَةِ
بَيْنَ عَيْنَيَّ وَشَفَتيَّ وَذَاكِرَتِي الْمَجْنُونَةِ بِالسُّؤَالِ عَنْكِ
الْمُتْرَفَةِ بِالِإجَابَاتِ الْغَارِقَةِ فِي لِجَاجِ الصَّمْتِ
خَلْفَ الْمُحِيطْ!!
وَتَبْقَيْنَ أَنْتِ الْغُصْنَ وَالْحُلُمَ فِي هَذَا الْمَكَانِ الْقُصِيّ
فِي الرُّكْنِ الْبَارِدِ مِنْ فُؤَادِيَ يَشْتَعِلُ حَرِيْقٌ ، أَجِدُكِ هُنَاكَ تَرْتَجِفِيْنَ مِنَ الْوَحْدةِ ، تُصْهَرُكِ الذِّكْرَيَاتُ ، يَعْتَصِرُكِ وَيُحْزِنُكِ التَّذكُّرُ مِثْلِي تَمَامًا...
فيَا أَيُّهَا النِّسْيَانُ ، بَعْثِرْ ذِكْرَيَاتِي
أنْثُرْهَا عَلَىَ مَدَارِج الرَّيْحِ
رُبَّمَا تَبْنِيَ طُيُورُ السَّنَوْنَوْ أَعْشَاشِهَا ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ أَوْرَاقِيَ الْقَدِيْمَةِ...
وَتُزْهِرُ فِي حَدِيْقَتِي شَجَرَةُ الْلَّوْزِ بِثَوْبَهَا الْقَشِيْبِ
فَتَعُودُ النَّوَارِسُ وَيُشْرِقُ فَجْرٌ جَدِيدْ!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو