الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سدود الثورة المضادة لن تمنع نهر الحرية والتغيير من التدفق علي أرض السودان

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2019 / 5 / 14
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



المجازر البشرية التي وقعت طوال ساعات يوم أمس في السودان تقودها شبكات الجماعات والمجموعات الإنتفاعية الفاسدة التي تمثل النظام الإسلاموعسكري، فالثورة المضادة تحركها الشبكات الإجرامية التي فقدت مصالحها السلطوية بقيام ثورة الشعب السوداني، لكن سدود الثورة
المضادة لن تفلح في منع تدفق نهر الحرية والتغيير علي أرض السودان، وما شاهدناه يوم أمس يمثل ردة فعل حادة ومضادة للتقدم الذي حدث في تفاوض قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري حول تحقيق أهداف الثورة السودانية بتشكيل نظام إنتقالي مدني جديد يتولى إدارة البلاد، ولذلك صلة مباشرة في الأسباب المرتبطة بالإقالات الأخيرة لمنسوبي النظام القديم، والحقيقة التي لا شكوك حولها أن "الحرامية" داخل نظام البشير هم الذين يأمرون مليشياتهم بتنفيذ عمليات القمع والقتل وسط الثوار السلميين.

إن الجرائم البشعة التي تم إرتكابها ضد الثوار تعكس مدى تجزر الدولة العميقة والتي يجب تصفيتها نهائيا والقبض علي رموزها ومحاكمتهم، فمؤسسات الدولة ما زالت مشحونة بعناصر نظام البشير، وتعمل لخلق فوضى عارمة في البلاد، والمليشيات ما زالت تخطط للإنقضاض علي ثورة الحرية والسلام في أي وقت، والإنقاذيين الإسلامويين عادتهم سفك الدماء وترويع المواطن السوداني وتشريده، والتاريخ يشهد أن هؤلاء المجرمين قتلوا الملايين منذ أن سطوا علي السلطة بالدبابات والمدافع، ولن يتحقق السلام الشامل والتحرر الكامل والديمقراطية طالما أجنحت النظام القديم تعمل في الخفاء والعلن ضد السودان والسودانيين، والحل الوحيد لإجهاض الثورة المضادة هو تفكيك الدولة العميقة وتصفية مصادر الدكتاتورية لبناء الديمقراطية الجديدة.

علي القوى الشعبية والسياسية والمدنية والمهنية والعسكرية الوطنية إحكام ربط حزام الأمان بضبط النفس وإتخاذ إجراءات عملية سريعة لنقل البلاد إلي مرحلة جديدة، ورغم التباين في المواقف وإختلاف وجهات النظر داخل الكتل المتفاوضة لا بدا من تحمل مسؤلية إنتشال الوطن من الكوارث الداخلية والخارجية بأسرع ما يكون، فالوقت يداهمنا والتماطل ليس في صالح الثورة، وما يجري الآن يؤكد أن سيناريو المرحلة القادمة سيزداد صعوبة خاصة وأن تركة الإنقاذيين تمثل أزمات ثقيلة متداخلة ومتشابكة ويجب أن تحل كحزمة واحدة دون أي تجزئة، والبلاد الآن لا تستحمل سير السوداتيين بالخطوة البطيعة نحو بلورة حلول جزرية للمشكلات السياسية والإقتصادية والأمنية، فالحوجة ماسة جدا لإسراع الخطوات نحو الإتفاق بغية الوصول إلي السودان الجديد.

الرحمة والسكينة والسلام لأرواح الشهداء وعاجل الشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والمجد للشعب السوداني.


سعد محمد عبدالله
14 مايو - 2019م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. مقتل 3 متظاهرين إثر احتجاجات اعتراضا على نتائج ا


.. شاهد | تجدد الاشتباكات بين الشرطة الكينية ومتظاهرين في نيروب




.. ماكرون.. بين مطرقة اليمين المتطرف وسندان تجمع اليسار


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: انسحاب أكثر من مئتي مرشح لسد




.. كينيا.. قوات الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين