الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرار من سطوة الزمن

روني علي

2019 / 5 / 14
الادب والفن



لا تهتمي لأمري
لستُ أول مسافر يستقل عنقه إلى الجحيم
ولستَ آخرهم يتدحرج بين ركلات ترجيح
على ملاعب تسجيل الأهداف في الاختيار
طابور الانتظار في تضخم مرعب
الكل .. يغني بكلامات مبهمة
الكل .. يرقص على أياديه
الكل .. يقرأ كتبا أنهكها الغبار
على رفوف الاستبداد
لم أخبرك إني ذاهب
خوفا عليك من صدمة الفرح
ففي بلدي .. تساق الضحية إلى المشنقة
من تهاليل المآذن
لم أودعك كعاشق يختار الانتحار
لم يكن ذلك سهوا
لم يكن خطأ عابرا
موعد الرحيل كان ممهورا بخاتمك
حين ارتشفت من شفاهك آخر قبلة
ونبرات صدرك تتمتم بسورة الفاتحة
دعيني أكشف لك سرا .. فلا تفرحي
دعيني أخبرك عن حبي .. عشقك
هل سافرتي يوما إلى تخوم الموت
بقطرة ماء تبلل ملوحة الظمأ بين كفيك
انت .. تلك القطرة في كفني
حين اشتاقك
اهيم على وجهي .. والوجهة فرار من الزمن
اقيس الليل من فقر الشوارع
أطلق أصواتا ترعبني
أستفسر الحانوي عن ممر يقودني إلى جوار عطرك
وكل مرة .. أقطع من بحة اللهاث
خوف الطرقات
لأكتب في آخر المشوار على وجه بابك
ليلة سعيدة .. حبيبتي
لا تفرحي كثيرا
فهذه محنتي مذ طرقت أبواب عينيك
سأكشف لك عن آخر التنهيدات
علمتني المسافات
في عداد الصمت
أن الجروح تندمل إلا جرحا يفتك بصاحبه من يديه
وأنت جرحي في تابوت الإهانات
لا تكذبي الخبر
إن لم تصدقي
أدفني رأسك في أي حضن
واستمعي إلى أعنية ترثي رحيلي
ربما لم أخبرك بعد .. إني
ولدتُ من مشيمة الجبن
هكذا أخبرتني أمي ..
في ليلة الوطء .. كنت سرير المتعة
بين يدي طاغوت النشوة
كانت المبارزة بين سيقاني
وغضب الله من عصا الفحولة
فالرجال حينها ..
وربما بعدها ..
وربما اليوم ..
وربما غدا ..
الجنس في قاموسهم .. صفعات الرجولة على رعشات القهر
لم تعرف شفاهي يوما قبلة المضاجعة
لم تكشف نهداي عن أسرار الجمال
فأنا .. امرأة خلقت في رحاب ملذات الرجل
هكذا علمتني حلقات الوعظ
هكذا قرأت الآيات في صلوات التراويح
وهكذا .. ولدتك جبانا من رحم الخوف
هل عرفتي ..!!
الجبن شهادة ميلادي .. وقد يكون آخر شهقة في سجل مماتي
ربما لم أخبرك ..
في سن اللعب ..
كنت أهاب المراجيح وحركات الصبية حول عنقي
لم امتطي يوما طائرة ورقية تطير من تلويحات الهواء
قلبي .. لم يتمرن على صوت الخفقان
هادئ مثل عيني امرأة
ترمق من جوار زوجها
إلى عشيق يزرع بين رموشها
من كدمات اللوعة
رسائل مفخخة .. بأسرار المواعيد
والخشية من انفجار غير محسوب العواقب
فلا تندمي على صفعة إضافية
طرزها جموح الانتقام على تجاعيد وجهي
منذ الآن ..
لا ترفعي الصبابة في وجهي
لا تكتبي عني من جبن الغروب
ولا تفتحي الباب ليلا .. لشبح يتقمصني
أشتاقك في زحمة الحياة
وتغازلينني تخيلا .. من فراش الملذات
فاحذري من عواقب الإعصار
فالجبان حين يتمرد
يطلق في فسحة الجمال
غازات من جنون الخنوع
فتزكم الأنوف .. تنديدا
لتهرول من غباء الصدمة
نحو منافذ النجاة

١١/٥/٢٠١٩








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل