الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السودان و فرص نجاح التغيير؟

احمد كانون
كاتب عقلاني حر

(Ahmed Kanoun)

2019 / 5 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان




بدايةً لنسئل أنفسنا: هل الإحتجاج اسقط البشير أم ان الأنقلاب على البشير تم بحجة الاحتجاجات الشعبية؟ أم الاتنين كانا عاملان معاً في إسقاط البشير؟ أسئلة؛ الزمن سيجيب عليها بالنتائج. لاكن هذا لايمنعنا من تصور السيناريوهات الموجودة على الارض prognosis.

الحركة الاحتجاجية الشبابية التي ترفع شعار المدنية و هو بالتأكيد شعار عاطفي ينقصه التعريف و النضوج كانت بدايتها احتجاجاً على ارتفاع الأسعار و غلاء المعيشة. هذا الإحساس بالغبن و التهميش و إسقاط المسؤلية على عمر البشير دون غيره من المنظومة الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية، و عدم وعي الجماهير بضرورة الثورة على الذات المجتمعية، السبب في تربع المستبد و ديمومته.

النظام السوداني لم يسقط كمنظومة يمينية دينية اخوانية، بل تمت ازاحة رأس الهرم الذي سينمو بلا شك مرة اخرة على نفس القاعدة.

إذا تحول الاحتجاج الى حركة اجتماعية و أفرزت قيادات، عندها ستضطر السلطة التي هي دون رأس فعّال الان الى المفاوضة و ربما سينتهي الأمر الى مهادنة و احتواء كزواج مؤقت دون فض العذرية.
هذا الزواج لن يدوم طويلاً، لان دول إقليمية و الصراع الجيوسياسي سيمتد نفوذه لتغيير لون الدولة و من هنا يبدأ رد الفعل الممانع لقاعدة الهرم المثمثل في المتنفذين و القيادات الإخوانية و المنظومة القديمة و ستقوم بثورة مضادة كرد فعل للبقاء و المحافظة على النفوذ

التكنوقراط في السودان دوي المزاج الإخواني و الفطرة المتدينة أيضاً لن يخدموا التغيير بل سيساعدون الثورة المضادة لاستعادة مراكز القوى في السلطة.

التغيير في السودان لن يكتب له النجاح مالم يكون هناك تحرك اجتماعي بناءاً على الوعي الذاتي في الحاجة للتغيير و ثورة على المجتمع نفسه تأخذ المستوى الأفقي قبل الانتقال الى اعلى هرم السلطة.

الانتقال الديموقراطي قد يحوي اليمين و يسار بشرط ان تكون الأرضية بينهما مشتركة و هي دستور علماني ليبرالي يحمي الافراد. و الأرضية في الحالة السودانية لا وجود لها، فمفهوم المدنية الذي يرفعه المحتجين غير واضح و لان الاحتجاج على غلاء المعيشة و ارتفاع الأسعار هي مطالب للعيش دون وجود معرفة بماهية و كيفية الانتقال الديمقراطي.

اشتراط ان تبقى الشريعة مصدر وحيد للتشريع من الشخوص العسكريين، هذه هي احد ارهاصات فشل الانتقال المدني الغير متعسر. وان الأمر كان يَفرق كثيراً لو ان يمسك بزمام الجيش شخصية تنويرية تفرض مبدأ الديموقراطية و البنود الدستورية التي تحمي الأختلاف فرضاً دون أخذ برأي الأغلبية (العبيد) الذين بكل تأكيد سيعيدون انتخاب نفس السادة!.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا