الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف لنا الخروج من الذي يعيشه العراق ؟..

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2019 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لا خيار أمام شعبنا وقواه السياسية إلا السعي لقيام الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية المستقلة ! ..
ولا يوجد طريقا أخر غير هذا الطريق أبدا ، وكل ما عدى ذلك فهو مضيعة للجهد وللمال وللوقت ، ويعني استمرار الخراب والموت وغياب الأمن والسلام في ربوع العراق .
ومن يعتقد خلاف ذلك ، فإنه سينتظر طويلا ، وسيدفع حياته وأمله في التغيير ، ولن يجني شيء ، حتى لو بقينا ندور لمئة عام قادمة ، وربما مائتان وثلاث !!..
وبعد كل تلك السنوات والمعاناة وما ندفعه من أثمان ، سنعود للخيار الذي كنا نعتقد وما زلنا كذلك ، وسيتم الذهاب الى الدولة الديمقراطية العلمانية والفصل الكامل للدين عن الدولة وعن السياسة .
وقوى الإسلام السياسي التي تحكم العراق وتتحكم في ثرواته والجاثمة على رقابه منذ سنوات ، هذه القوى غير راغبة ولن تكون قادرة على فعل ذلك ، ولن تتمكن حتى على إعادة الاستقرار والأمن والسلام والتعايش في هذا البلد الذي مزقته الحروب والصراعات ، وليس بمقدورهم بناء دولة المواطنة ( الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية ) كون فلسفتهم ونهجهم وسياستهم تقوم على الرؤيا الأحادية ، والعداء للديمقراطية وللحريات والحقوق ولحق الاختلاف والتعددية ، وما فعلوه في محافظة ذي قار وبمقرات الحزب الشيوعي العراقي قبل أيام ، وقيام البعض من النفر المدفوعين من قبل القوى الطائفية والعنصرية ، بتهديد ووعيد النائبة هيفاء الأمين والتحريض بالقتل ، وما يمارسوه من قمع وتغييب للمرأة ، وحملات القمع والتصفيات للناشطين والكتاب ، وللناشطات من النساء في البصرة وبغداد والمحافظات لهو دليل ساطع على عدائهم للتحرر والخلاص من الرؤية الرجعية المتخلفة ، وغير ذلك من الممارسات المعادية للديمقراطية ولدولة المواطنة .
ولا خيار أمام الحكومة والقوى السياسية أن كاموا راغبين في عودة الأمن واستباب النظام وسيادة القانون والقضاء ، إلا بالعمل فورا على حل الحشد الشعبي والميليشيات الطائفية المسلحة ، والتصدي الحازم لهذه المجاميع ولعصابات الجريمة المنظمة وعصابات تجار المخدرات وتجار السلاح ولتجارة البشر .
وعلى الحكومة القيام بهذه المهمة الوطنية العاجلة فورا ، وتقوم بإعادة بناء المؤسسة الأمنية والعسكرية وعلى أساس المواطنة والوطنية ، وأن تكون مؤسسة وطنية بحق ومستقلة ومهنية .
وتجارب التأريخ تخبرنا بحقيقة أن الدولة العادلة لا يمكنها أن تجمع بين الدين والسياسة ، والفصل الكامل بين الدين والسياسة هو الهدف الأسمى لقيام الدولة العادلة مثلما فعلته أوربا بعد الثورة الفرنسية عام 1789 م .
ولا يخفى على أحد ما عمله الدين السياسي خلال الألف من السنوات ، وما جلبه من ويلات على شعوب العالم عامة وفي أوربا خاصة ، نتيجة الجمع بين السلطتين الدينية والسياسية ، والتدخل في بناء الدولة ونتيجة الجمع بين السلطتين الدينية والسياسية ومثلما يحدث اليوم في العراق وإيران .
وعلينا أن تعلم من تجارب التأريخ ، إن كنا نمتلك شيء من الوعي والبصيرة والتفكر ، وبأننا نفقه في علم السياسة وبناء الدول .
والإسلام السياسي قد أخبرنا وعبر سنواته الخمس عشرة الماضية ، حين تمكن من القفز الى السلطة وبمساعدة إقليمية ودولية ، مباشرة وغير مباشرة ، من 2003 م ولليوم ، لم يجلب لنا ولشعبنا ووطننا سوى الموت والخراب والتهجير والظلم والفقر والجوع ، وتسويق وتعميق ثقافة الكراهية والعنصرية والتصحر الفكري والثقافي ، والعداء للمرأة وللفنون وللحقوق ، وللأدب وللتعايش المشترك .
وعلى الجميع والعالم أن يدرك جيدا ، بأن هؤلاء معادين للحياة والتحضر والسلام ، ولتأخي بين بني البشر .
وسيستمر العراق على أيديهم متخلفا عن ركب الحضارة ، ومولد للأزمات وبأشكال وصور متعددة ومتجددة باستمرار .
والجميع شاهد بأم عينه تلك الحقيقة ، القريبين منهم والبعيدين ، المتفقين مع رؤيتهم والمختلفين ، وبما لا يدع للشك حيزا ومكانا أبدا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتيجة غير حاسمة للانتخابات الرئاسية الإيرانية والانتقال للجو


.. جدل ونقاشات داخل الحزب الديمقراطي حول أهلية بايدن للتنافس ال




.. إلياس حنا: المقاومة لا تقاتل بفوضوية وإنما تستخدم أسلوب حرب


.. البرهان يزور جبهة القتال شرق السودان والدعم السريع يعلن سيطر




.. مستوطنون يعتدون على شاب فلسطيني في الخليل وإحراق سيارة مستوط