الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطواق الوطن

فاطمة هادي الصگبان

2019 / 5 / 16
الادب والفن


مواطنة
منذ ساعات كأن الوقت لا يمر ..درجات الحرارة تتسابق في الانخفاض ...معطفه السميك على وشك الخسارة يحرك ساقيه لمعادلة الكفة لكن الحواجز الإسمنتية والطابور الطويل يقفان عائقا للفوز ...أشاح نظره عن القنصلية التي أمامه و تمنى ان يكون الخاشقجي ليتم أمره خلال دقائق بدلا من الإعدام البطىء ..كل الوجوه السجينة خلفه تشتكي الأوامر المؤجلة والمتأخرة ...
تفتح البوابة يأخذهم الجلاد الى جلاد التفتيش ثم الانتظار مجددا لحين قدوم المفتي
تسمع اوامره من خلف الزجاج العازل ...
تعال ..اجب ..ابصم ..وقع ..خذ..
يأخذ طلبه ويشكر الرب على تنفيذ الأوامر الخمسة دون خطأ ...
يأتي اخر يخطىء في بعض الأوامر ينبح المفتي ..يأتي جلاد مسعور ينهشه ويرمي عظامه خارجا..
أما الثالث فكان جريئا رفض الأوامر ومزقها ..وبدأ سيل الشتائم على أهله الذين أصروا ان يكللوا خطيئتهم بولادته في تلك الأرض مانعة العطاء ...أخذه الغناء النشاز من الأسرة والرب حتى وصل الى الكلب الضخم ..هاجت القاعة وماجت وأعلن النفير ...اتهم الجميع بالخيانة ..
سلسلة من النباح والعض والتمزيق..
أخيرا استتب الأمن بعد تنظيف مخلفات المعركة ...فاحت روائح الكلور العربي جيد الصنع...
ولازال ينتظر ..بعد دقائق يتم الأربعة وعشرين ساعة مابين سفر وإنتظار ...
فجأة توقف عقرب الساعة الصغير ..تحجرت أقدامه ..نشف فمه وجف اللسان...
لقد أعلن إعدامه ..هل أخطأ لقد حفظ الأوامر الخمسة ونفذها ..لكن المفتي مازال يزأر في وجهه ...تحولت القاعة حديقة الحيوان والكل يصرخ ...أذهب
خرج وأضاف أمراً سادسا أذهب ...أذهب ..

لجوء
وقف في طابور طويل لحين فتح البوابة ...اخذته أيادي ناعمة الى التفتيش ...صوت يأمر بعذوبة
الرجاء تسليم السلاح الخليوي ...
ثم إعلان دافيء انتظار..إعلان ...ثم إنتظار يليه إعلان وإنتظار..
بدون إعلان وصل إليه صوت رقيق يأمره تعال ...أجلس ..وقع ..
تواريخ وأرقام ..
تواريخ ستة يحفظها عن ظهر قلب ..كل تأريخ أعلن احتضاره ..توشح سواده ..ولازال حيا يرزق ..
حتى وصل الصوت الدافئ لتأكيد التأريخ السادس ...يلح الصوت تذكر ...يأمره تذكر تذكر ... تختلط الوجوه عليه ...المفتي يعلن إعدامه للمرة الألف في أنامل غضة ..يغتال ذاكرته ...يفقد الصوت بعض عذوبته ينبح بوداعه أجب أجب ..يتمنى لو يتذكر ..ماهو ذاك التاريخ الأسود الذي يحاول عدم نسيانه ..
تعيد الذاكرة دورتها ...شلالات الدم تملأ أرجاء الغرفة...استحال الأثاث معاولا تطرق في رأسه ..تذكر .. يعيد الى نفسه بصوت مسموع الأمر السادس
أذهب ...
يذهب ..
في يده شطيرة بائتة ...وطوق..
يعود الى قبوه...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس


.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي




.. انتظروا لقاء مع أبطال مسلسل دواعي السفر وحوار مع الفنان محمد


.. فاكرين القصيدة دى من فيلم عسكر في المعسكر؟ سليمان عيد حكال




.. حديث السوشال | 1.6 مليون شخص.. مادونا تحيي أضخم حفل في مسيرت