الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف لا ترون؟

علي دريوسي

2019 / 5 / 16
الادب والفن


ما الذي يدفعكم للغضب حين أتناول موضوع الهروب!؟
ما الذي يدفعكم للاعتقاد بأن كلمة هارب لا تعني إلا السوري؟
كيف لا ترون صورة الذليل x الذي ركع أمام البابا فرنسيس يستجديه؟
كيف لا ترون انتهازية عشرات بل مئات المراهقين بالمعنى العقلي الذين أعلنوا سراً أو علانيةً ارتدادهم عن دينهم فقط لنيل عطايا الهروب؟
كيف لا ترون أن أكثر من ثلثيهم لا يجيد القراءة والكتابة؟
كيف لا ترون كيف انفصل المتزوجون عن بعضهم البعض وعن أولادهم بغية المزيد من العطايا؟
كيف لا ترون نظرات بعض الهاربين المخيفة في الشوارع والساحات؟
كيف لا ترون سرقاتهم؟
كيف لا ترون أن البعض منهم يغتصب الطالبات في دورات المياه حتى الموت؟
كيف لا ترون أن بعض الحمقى منهم قد قام بحرق مركز إيواء إخوته بالهروب؟
كيف لا ترون أن بعضهم قد هرب بعد أن قتل وسرق ونهب في بلده؟
كيف لا ترون أن المئات منهم هم من مجرمي الحرب؟
كيف لا ترون أن بعضهم قد تورط أو شارك في أعمال مافيوزية؟
كيف لا ترون أن البعض قد هرب تاركاً زوجته وأولاده يعانون الأمرين في بلدهم؟
كيف لا ترون من أين للهارب المال الذي قد يصل إلى 20000 دولار لتمويل الرحلة؟
كيف لا ترون الطريقة التي يتسلقون فيها للوصول على أكتاف الآخرين؟
كيف لا ترون أن معظم الهاربين لا يحملون صفة الحيادية أو الانتماء للقطب الثالث؟ إذنْ مما هم هاربون؟ لماذا لا يدافعون عن مناطقهم المحرّرة؟ أو المناطق المتبقية تحت سيطرة دولتهم؟
كيف لا ترون سخافة بعض الهاربين على الحدود اليونانية عندما بدؤوا يحرقون أجسادهم كتعبير بوعزيزي بغية الوصول إلى بلد العطايا؟ وكأنّ قمة الحضارة تكمن في تحريق الجسد بِالنَّارِ!
كيف لا ترون سخافة بعض الهاربين وهم يغنون مازوشيتهم على شواطئ اليونان بينما أمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم في بلدهم يعانون الويلات؟
كيف لا ترون سخافة بعض الهاربين عندما يحاولون الغناء والتمثيل والرقص في الشوارع بغية تحقيق منافع شخصية بحتة كما أصبح رائجاً في الآونة الأخيرة؟
كيف لا ترون سخافة بعض الهاربين الذكور الذين هربوا مع أولادهم الذكور فقط؟
كيف لا ترون سخافة بعض الهاربين حين يدفعون بأطفالهم للبكاء يومياً أمام أبواب المحاكم الألمانية لتقريب موعد إعطاء الإقامة؟ ألم يخص الأب بالمعنى النفسي طفله في هذه الحالة؟ ألم يقض عند طفله على موضوعة الكرامة واحترام القانون وإلى الأبد؟ ألن يصبح هذا الطفل لاجئاً كبيراً وبدون أخلاق فيما بعد؟
كيف لا ترون سخافة بعض الهاربين الذين وصلوا إلى ألمانيا وشبيهاتها دون تعب حين يقولون: "والله سنعود إلى الوطن بعد إنتهاء الحرب" وهم يعرفون أن الكذب يغطيهم من رأسهم إلى أخمص قدميهم! أو حين يقولون: "سنعود إلى وطننا حتماً بعد حصولنا على الجنسية الألمانية ودخول أولادنا إلى الجامعة على حساب الألمان".
كيف لا ترون سخافة بعض الهاربين حين ينقون كالدّجاجات من ظروف الحياة في هذا البلدان ويطالبون بالحصول على المزيد من العطايا دون تعب؟
كيف لا ترون سخافة بعض الهاربين من غير المتعلمين حين يتكلمون مع بعضهم البعض في الباص أو الشارع؟ إحدى اللاجئات تقول لرفيقتها وهما جالستان في الباص: "والله يا أختي نظام التعليم المدرسي في بلادنا أفضل بكتير من هالبلاد النيشحة!"
كيف لا ترون سخافة بعض الهاربين الذين يساهمون في جمع تبرعات للمتضررين من حريق ألبرتا في كندا، وكأن كندا تحتاجه!؟
كيف لا ترون أن مئات المقيمين في ألمانيا لأغراض الدراسة وبتمويل كامل قد قام نتيجة جهله وطمعه بتغيير إقامته إلى إقامة لاجئ؟
كيف لا ترون...؟ هذا غيض من فيض وتطول القائمة.
كيف ينبغي أن أرد على تعليقات لا تحمل صفة سؤال يغريني بالإجابة؟
عذركم أنكم لا تقرأون أو ربما قد لا ترغبون في قول أو سماع الحقيقة!
ولا تنسوا أنّ معظم الوطنيين والمثقفين الحقيقيين لم يغادروا بلدهم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية دفع ترامب أموالا لممثلة أفلام إباحية: تأجيل الحكم حتى 1


.. بايدن عن أدائه في المناظرة: كدت أغفو على المسرح بسبب السفر




.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية


.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي




.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان