الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة تفاعلية مع كتاب الصحاف والتاريخ اضاأت تفاعلية مع قضايا الزمن الراهن للمؤرخ المغربي الدكتور الطيب بياض

طه الفرحاوي

2019 / 5 / 17
الادب والفن


طل علينا مؤخرا استاذ التاريخ الاقتصادي المؤرخ المغربي الدكتور الطيب بياض بكتاب أنيق يقع في حدود 175 صفحة والذي قسمه صاحبه إلى قسمين :القسم الأول عنونه بالتاريخ والصحافة تبادل خدمات وتقاطع غيات واختلاف آليات والقسم الثاني إضاءات وتفاعلات، وقد قدم له الاستاذ ادريس كسيكس المصرح في بداية المقدمة هذه برغم معرفته المسبقة بجدوى العمود الشهري الذي اعتاد الدكتور الطيب بياض على نشره بمجلة زمان منذ 2013 ،يعترف كسيكس بأنه ليس من المدافعين عن المؤلفات المجمعة للكتابات الانية وأنه قام بقبول دعوة بياض له لتمرد صاحب الصحافة والتاريخ عن المألوف في هذا الصنف من الكتابات مخصصا بذالك مكانا هاما من مؤلفه هذا يسائل من خلاله العلاقة بين الصحافة والتاريخ اهي متوترة أو ملتبسة. وهنا يكتفي كسيكس بمحاورة الكتاب انطلاقا من ثلاث نقاط جوهرية وهي كالاتي:- قام بياض بإعادة صياغة الأفكار المدافعة عن مركزية الإنسان كهم مشترك بين الصحفي معتبرا أنه ينبغي التجرد من التصور الوضعاني للأحداث على اعتبار انه يساعدنا لنعتبر الخبر مجرد وسيلة وليس غاية، ونكون ملمين بالسياق والبنية الفكرية والعلاقات سواء كانت سياسية واقتصادية كقاطرة لا محيد عنها في عمل الاثنين وان بطرق وآليات معرفية متفاوتة.
اعتبار المثقف وسيطا سواء ممتهنا للصحافة أو لتاريخ وقبل هذا مواطن قارئ نهم مهتم بما يدور ويجري، واضعا تخصصه واليات عمله في خدمة ضرورة فهم وتحليل الوقائع والمستجدات فهما عقلانيا اخدا بعين الاعتبار الحاضر والماضي ليس منسي ولكن كمؤشر دال على ما هو قائم.
ثم التركيز على مسألة الكتابة والانفتاح على الأدب والكتابة الأنيقة والجميلة التي تجعلك متمكنا من ناصية اللغة وتجدب معها القارئ أمام نصوص مركبة تركيبا متينا ينجدب إليها ولكي لا يجد نفسه حبيس أخبار متتالية في الصحافة لا رابط بينها في التاريخ. ليخلص كسيكس في خلاصة مقدمته للكتاب إلى أن بياض استطاع بأناقة أفكاره وسلاسة أسلوبه أن يبين لنا أن البساطة لا تتعارض مع كثافة الأفكار وغناها من خلال هذا التقديم المركز يتبين لنا أننا أمام كتاب من نوع أخر كتاب يفتحنا على عوالم أخرى في التاريخ والصحافة في مقدمته لكتابه المعنونة بنقد الصراع المصطنع بين الصحافة والتاريخ يتحدث الدكتور الطيب بياض عن العلاقة بين الصحافة والتاريخ والكتابات حولها التي تمايز وتفاضل بينها وتطرح سؤال الاحقية والمشروعية أحيانا أخرى، معتبرا بأن الصراع المصطنع بين الصحافة والتاريخ يتم ربطه بالتاريخ الفوري أو الراهن. مفتتحا كلامه بعدة تساؤلات هل المشكلة مقتصرة فقط على الأخبار والاخبار،ومن يتصدى لصياغة الخبر وتقديمه؟ أم المسألة أشد تعقيدا تتعلق بصنعة التاريخ ومهنة الصحافة؟ قد نرى في المؤرخ وحده القادر على التملك العلمي للمعالجة لكن عن أي مؤرخ نتحدث؟ هل المؤرخ الإخباري التقليدي ام المؤرخ المجدد؟ يؤكد بياض على الصنف الثاني من المؤرخ الذي عليه الانفتاح على باقي الحقول المعرفية الأخرى الذي يجدد الكتابة التاريخية من خلالها وأن يكون متمكنا في صنعته لكي يجعل المعارف التي تنتجها باقي التخصصات في خدمة التاريخية مشددا على نمط الكتابة والأسلوب على اعتبار أن الأسلوب الأدبي الشيق لا ينقص من علمية المعرفة التاريخية مستدلا بقول إيفان جابلوكنه عن التوفيق بين البحث والإبداع، مبتكرا شكلا جديدا لتجسيد المعرفة. وتحديث العلوم الاجتماعية ويعتبر بياض أن المشكلة تكمن في إغفال الجانب الجمالي في الكتابة مؤكدا أن عملية التقدم الابيستيمولوجي الكبرى (هيروديت، شيشرون، بايل، ميشلي، نتيشه، فوكو ) كانت ثورات أدبية أيضا، الأدب يقوي العلم ويعززه وسلاسة اللغة تجعل التاريخ في حضن الصحافة بشكل يسير وسلس لكي لا يكون هناك نوع من نفور الناس من كتابة المؤرخ بل تعزز وتفتح باب الإقبال عليها. ليختم الدكتور بياض مقدمة كتابه بمسألة دخول واندفاع المؤرخين إلى وسائل الإعلام ونسج مع أهلها مروجين لانتجاتهم، ليخلص إلى أن الصراع كان متمركزا مع الوضعانيين والسوسيولوجيين خاصة سوسيولوجيا دوركايم الحديثة العهد لأنهم احتقروا هذا التخصص العريق اي التاريخ وكان حسب بياض هذا هو الصراع الحقيقي الذي دشناه كل من مارك بلوك ولوسيان فيفر، وفيرناند بروديل الذي استاسد حسب بياض. قبلا ليأخذ المؤرخ مكانا في السلطة الرابعة اي الصحافة باسطا سطوته وناشرا معرفته ومعيدا الاعتبار لصنعته ينطلق القسم الأول من التاريخ والصحافة من ثلاث زوايا متناسقة فيما بينها وهي تبادل الخدمات وتقاطع، واختلاف آليات يبدأ بياض القسم الأول من كتابه بسؤال يبدو للوهلة الأولى سهل لكنه سؤال اشكالي عميق وهو ما جدوى التاريخ؟ للخوض في هذه المغامرة والإجابة عن هذا السؤال استحضر الطيب بياض الدرس الافتتاحي لباتريك بوشرون الذي دشن دخوله للكوليج دوفرانس يوم 17 دجنبر 2015 الذي استحضر من خلاله رهانات الحقل المعرفي المنتمي إليه وليستحضر صاحب الصحافة والتاريخ بعد ذالك المؤرخ الفد مارك بلوك صاحب الكتاب دفاعا عن التاريخ أو صنعة المؤرخ الذي استهل كتابه بسؤال عميق ومقلق مستفز ما جدوى التاريخ وهو سؤال يمكن اعتباره حسب الدكتور الطيب بياض عميقا ومعقدا ودكيا في نفس الوقت لأنه متعلق بشرعية التاريخ الوجودية والماهوية والغائية وهو القلق الفكري الملازم لبلوك في عز الحرب العالمية الثانية الذي انبرى لتحصين حرفة المؤرخ من الذين نعتهم بقبيلة المؤرخين، وكدا صد النزوعات الهيمنية للسوسيولوجيا الدوركايمية مدوزنا أوتار التاريخ على ميزان الإنسان ومقام الإشكال مستفيدا من التجديد العلمي في حقل العلوم الحقة :الرياضيات والفيزياء والطب مستدعيا اياها لخدمة حقله المعرفي المعتز بالانتماء إليه دون الانقاص من علمية اي علم من هذه العلوم معلنا عن مساهمة العلوم في ربط وشرح بين الظواهر وبذلك تكون علوم صحيحة والتاريخ وحده بين
مختلف العلوم الانسانية يمكن له أن شبيها في بالرياضيات في علاقتها بالعلوم الحقة مثلما لا يمكن للعلوم الحقة الاستغناء عن الرياضيات فإنه لا يمكن للعلوم الإنسانية والاجتماعية من السوسيولوجيا والانثربولوجيا وعلم السياسية فهم قضايا اشتغالهم دون العودة بأي شكل من الأشكال للتاريخ لأنه علم متحرك لأن الزمن لا يتجزأ من مواضيعه. فتاريخ يتجاوز ابستيمولوجيا المستوى العلمي والمعرفي ليلبس لباس المواطنة والأخلاق.
جزء من تفاعلي مع كتاب الصحافة والتاريخ للدكتور الطيب بياض
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لا تفوتوا متابعة حلقة الليلة من The Stage عن الممثل الكبير ا


.. بعد أن كانت ممنوعة في ليبيا.. نساء يقتحمن رياضة الفنون القتا




.. مهرجان كان السينمائي.. ريتشارد غير، أوما ثيرمان وإيما ستون ع


.. ترامب يعود للمحكمة في قضية شراء صمت الممثلة الإباحية




.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان